السفير الإمارتي بإسرائيل يلتقي حاخام حركة “شاس” المتطرفة ويهاجم الجزيرة

زار السفير الإمارتي لدى “تل أبيب”، محمد آل خاجة، يوم أمس الأحد، الزعيم الروحي لحركة “شاس” الدينية
المتطرفة ورئيس مجلس حكماء التوراة الحاخام شالوم كوهين، في منزله بمدينة القدس الفلسطينية المحتلة.

وخلال الزيارة، قال آل خاجة معلقا على التطورات الأخيرة إن “قنوات تلفزيونية مثل الجزيرة والإخوان المسلمين
يحاولون أن يظهر هذا الجنون في منطقتنا”، وفق ما ورد في تقرير عن الزيارة نشرته هيئة البث الإسرائيلية.

ويأتي كلام آل خاجة في اتهام ضمني للجزيرة بالتضليل أثناء تغطيتها للحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة
التي استمرت 11 يوما.

وبثت وسائل إعلام إسرائيلية مقاطع مصورة للسفير الإماراتي يقول فيها لزعيم شاس “حينما وصلت إلى هنا، كنت
مصدوما لروية الناس..أناس دافئون بقلوب طيبة.. لم توقع أن أرى مسجد في قلب (مدينة) تل أبيب… للأسف بعض
قنوات التلفاز والجزيرة والإخوان المسلمين، يحاولون أن يُظهروا للناس أشياء أخرى بمنطقتنا”.

كما ذكرت قناة “كان” الإسرائيلية (رسمية) أن آل خاجة وكوهين ناقشا “الأوضاع المتفجرة في المسجد الأقصى”.

وأضافت القناة أنهما ناقشا أيضا أوضاع اليهود المقيمين في دول الخليج، وانطباع السفير الإماراتي عن إسرائيل.

من جهته، قال حساب “إسرائيل بالعربية” على تويتر التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية إن آل خاجة تلقى بركة
الكهنة من الحاخام.

ووفق الحساب الإسرائيلي، فقد دعا السفير الإماراتي الحاخام لافتتاح معبد الديانات الإبراهيمية الثالث في أبو ظبي.

تعليق مغردين على لقاء السفير الإماراتي

وعبر ناشطون ومغردون على موقع “تويتر”عن غضبهم وسخريتهم من حديث سفير الإمارات، حيث اعتبر بعضهم
لقاء سفير الإمارات بالحاخام الصهيوني الذي كان يدير وجهه عن السفير وهو يتحدث، بأنه قمة “الخنوع والذل
والمهانة”، فيما سخر آخرون من السفير بشكل كبير لدرجة أن بعضهم تساءل عن كون السفير يهودي وليس إماراتي
أو عربي.

وذهب البعض إلى أن ما حدث يجلب العار للعرب والإمارات، وهو قمة الانحدار الأخلاقي.

وقال الكاتب والإعلامي الإماراتي أحمد الشيبة النعيمي: “الشكوى إلى الصهاينة من تغطية الإعلام العربي لجرائم
الصهيونية ومن الإخوة المسلمين مظهر جديد من مظاهر الانحدار الأخلاقي و القيمي. وليس على المطبعين عتاب..
ولكن العتب علينا إن صمتنا وسمعة الإمارات تلطخ بالعار كل يوم”.

أما السياسي والكاتب اليمني علي البخيتي، فقال: “سفير الإمارات  محمد آل خاجة جاثيًا على ركبتيه أمام شالوم
كوهين الحاخام الأكبر لإسرائيل، عندما ينبطح العربي لا قاع لانبطاحه، عقدة نقص أزلية بل قد تكون جينية لدى
هذا النوع من البشر لم تملأها كل براميل النفط ولا ناطحات سحاب دبي ولا برج خليفة، كلها جثت بين أقدام كاهن
إسرائيلي”.

رد الجزيرة

كذلك، قالت مراسلة “الجزيرة” في فلسطين نجوان سمري: “إلى سفير الإمارات في إسرائيل: لا يوجد مساجد في
تل أبيب، لا بد أنك تقصد مسجد حسن بيك في يافا، آخر معالم حي المنشية الذي هدمته العصابات الصهيونية في النكبة
وأقامت فوق ردمه ذلك المتنزه، حيث تقابل أصحاب القلوب الطيبة”.

وفي 13 أبريل/ نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية؛ جراء اعتداءات “وحشية” ترتكبها
شرطة إسرائيل ومستوطنوها في القدس، وخاصة المسجد الأقصى وحي “الشيخ جراح”، في محاولة لإخلاء 12
منزلا فلسطينيا وتسليمها لمستوطنين.

ووقعت الإمارات وإسرائيل، منتصف سبتمبر/ أيلول 2020، اتفاقا لتطبيع العلاقات بينهما.

ومنذ اتفاق التطبيع وبوتيرة متسارعة، وقعت الإمارات وإسرائيل اتفاقيات تعاون في كافة المجالات تقريبا، ومنها
الرياضة والدبلوماسية والاقتصاد والتجارة والسياحة وقطاع الطيران، كما تبادلت وفود من البلدين الزيارة.

يذكر أن السفير الإماراتي قدّم أوراق اعتماده للرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في الأول من مارس/آذار الماضي
ليكون أول سفير لبلاده لدى إسرائيل بعد أكثر من 6 أشهر على تطبيع العلاقات بين الجانبين.