تحذيرات الفصائل والخارجية الفلسطينيةوحكومة الاحتلال تصادق على مسيرة الأعلام
صادق وزير الأمن الداخلي في حكومة نفتالي بينيت الجديدة على
ما يسمى بمسيرة الأعلام للمستوطنين بالقدس، وذلك رغم تحذيرات
فصائل المقاومة والخارجية الفلسطينية، والدعوة للنفير العام.
وأفاد مراسل الجزيرة أن قرار وزير الأمن الداخلي جاء بعد مشاورات
مع قيادة الشرطة والجيش والمخابرات، بحيث تبقى المسيرة في موعدها
غدا الثلاثاء والتي تصل إلى باب العمود الذي سيتم إغلاقه أمام الفلسطينيين.
وكانت حكومة بنيامين نتنياهو السابقة قد غيرت قبل شهر مسار
هذه المسيرة التي يعتبرها الفلسطينيون استفزازية، والتي يحتفل
فيها المتطرفون الإسرائيليون بذكرى احتلال القدس وضمها الى السيادة الإسرائيلية.
وقد صدرت الأوامر للشرطة والأجهزة الأمنية الإسرائيلية
برفع جاهزيتها وحشد تعزيزات على جانبي الخط الأخضر
والقدس المحتلة وتعزيز منظومة القبة الحديدية تحسبا لانفجار
الموقف وإطلاق الفصائل الفلسطينية صواريخ من غزة.
من جهتها، حذرت الأمم المتحدة من هشاشة اتفاق وقف إطلاق
النار الذي تم التوصل إليه بين الفلسطينيين والإسرائيليين فجر 21 مايو/أيار الماضي، داعية إلى ضبط النفس.
وعلق فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة على المسيرة بالتأكيد
على ضرورة امتناع الأطراف عن الاستفزازات، محذرا من أن الوقف
الحالي للأعمال العدائية بين إسرائيل وغزة هش و”لذا نحاول أن نفعل ما في وسعنا لتعزيزه”
تحذيرات الخارجية الفلسطينية
وحذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من مغبة تنظيم المستوطنين
للمسيرة ومخاطرها على الجهود المبذولة لتثبيت التهدئة ووقف العدوان
، ووصفت الوزارة الخارجية في بيان المسيرة بالاستفزازية، وقالت
إنها تشكل امتدادا لعدوان الاحتلال المتواصل ضد القدس وسكانها.
وأضاف البيان أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة في اختبار حقيقي أمام
العالم فيما يتعلق بموقفها من القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
وبعد إلغاء المسيرة أول مرة في العاشر من مايو/أيار الماضي،
ومجددا الخميس الماضي، سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي المنصرف
بنيامين نتنياهو إلى السماح بتنظيمها قبل تصويت أمس، وفق اتفاق
محدد بين الشرطة والمنظمين، وتسبّب إصرار نتنياهو على تنظيم
المسيرة في اتهامه من قبل خصومه بتأجيج الوضع واتباع سياسة “الأرض المحروقة”.
ومن المقرر أن تتضمن المسيرة رقصة بالأعلام الإسرائيلية في ساحة باب العامود، إحدى بوابات بلدة القدس القديمة.
النفير العام
من جهتها، دعت حركة المقاومة الإسلامة (حماس) للنفير والرباط في المسجد الأقصى والبلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، لتفويت الفرصة على المستوطنين في تنظيم مسيرة الأعلام.
وطالبت الحركة -في بيان- أهالي القدس للتصدي لمحاولات الاحتلال فرض إرادته وتغيير معالم مدينة القدس، ونادت بأن يكون يوم الثلاثاء يوم نفير ورباط بالمسجد الأقصى، ويوم غضب وتحدّ للاحتلال.
كما دعت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينيين إلى المرابطة في ساحات المسجد الأقصى والنفير العام في المناطق الفلسطينية كافة وداخل الخط الأخضر من أجل مواجهة ما وصفته بتصعيد خطير يمس أقدس المقدسات وبعدوان يستهدف العرب والمسلمين.
واتهمت الجهاد الإسلامي حكومة الاحتلال بالسعي لتنفيذ مخططات الاستيطان والتهويد وفرض سيطرتها على القدس وتنفيذ مزيد من الجرائم والتطهير العرقي بحقّ المقدسيين.
من جهتها، دعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الشعب الفلسطيني للتصدي للمسيرة، وقالت في بيان إن “مدينة القدس خط أحمر، وإن للشعب الفلسطيني إرادة صلبة، وإصرارا على مقاومة الاحتلال وإفشال مخططاته الاستعمارية”.
وأضافت “ندعو شعبنا الفلسطيني، وكوادر الحركة للتصدي لمسيرة المستوطنين في القدس، الثلاثاء، والوقوف صفا واحدا للدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية”.
بدورها، قالت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح المسلح للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بيان، إن “محاولات الاستفزاز المستمرة من قبل قادة العدو وقطعان مستوطنيه، لعب بالنار، وتجاوز خطير لا يمكن السكوت عنه، لذا نحذر من استمرار ذلك والتفكير بإقامة ما تسمى مسيرة الأعلام، أو غيرها من المظاهر الاستفزازية”.
وأضافت في بيانها “لن نقول سوى إن لكم في معركة سيف القدس عبرة، فاعتبروا قبل فوات الأوان”، في إشارة للمواجهة المسلحة التي جرت مؤخرا، وأطلقت فيها الفصائل المسلحة وابلا من الصواريخ على إسرائيل.