أفرجت السلطة السعودية، صباح اليوم، عن الناشطتين في مجال حقوق المرأة نسيمة السادة وسمر بدوي، بعد 3 سنوات من اعتقالهما.
وعبر حقوقيون ونشطاء سعوديون عن سعادتهم بحرية الناشطتين السادة وبدوي اللتان ذاقتا أصناف العذاب في سجون النظام السعودي.
وجاء إطلاق السادة، بعد تثبيت محكمة الاستئناف في العاصمة الرياض، في مارس الماضي، الحكم الصادر بحقها.
وأوضحت منظمة القسط لحقوق الإنسان أن الحكم الصادر على الناشطة تمثل بالسجن لمدة 5 سنوات مع إيقاف التنفيذ لسنتين.
وأضافت المنظمة الحقوقية أنه من المتوقع الإفراج عن نسيمة السادة في شهر يونيو.
وعبر حقوقيون ومغردون عن سعادتهم بالإفراج عن نسيمة، وطالبوا النظام السعودي بالإفراج عن جميع المعتقلات كافة في سجونه
جهود نسيمة
ولم تتوقف السادة عن الإدلاء بمواقفها وآراءها الحقوقية الرامية إلى إنصاف المرأة السعودية داخل وطنها ومعالجة قضاياها الاجتماعية.
لكن الصوت الحقوقي، توقف عن الهتاف بالحقوق وإنصاف المرأة، منذ إقدام سلطات آل سعود على اعتقالها في
يوليو/ ٢٠١٨ ضمن حملة شرسة قادها ولى العهد محمد بن سلمان ضد الناشطات في المملكة.
ونسيمة متزوجة ولديها أبناء وتقطن مدينة صفوى الواقعة شمال محافظة القطيف.
وتقول نسيمة إنها تدافع عن حقوق المرأة وإلغاء الوصاية الذكورية، وتبحث عن حلول القضايا الاجتماعية المتفشية داخل المملكة.
وتعرف عن ذاتها عبر “تويتر”: “من جنس بني آدم أبحث عن الكرامة”،
وأخضعت سلطات آل سعود نسيمة السادة للتعذيب النفسي والجسدي، وزجت بها في داخل العزل الانفرادي لأكثر من 8 شهور متواصلة.
وأفاد نجلها موسى السادة بأن والدته أنهكها السجن وتردي حالتها الصحية جراء ظروف اعتقالها التعسفية، لافتا إلى
أنها خضعت في العزل الانفرادي قرابة 8 شهور.
وقال موسى إن والدته تستثمر أوقاتها داخل السجن بالقراءة والمطالعة وتثقيف المعتقلات وهو أمر دفع سجون آل
سعود لزجها مجددا في الزنازين الانفرادية وتحديدا يناير 2019م.
وأكد أن أوضاع أسرته تدهورت جراء غياب والدتهم، سيما أن لديه شقيقان من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقال الناشط الحقوقي طه الحاجي إن اعتقال الناشطة نسيمة جاء ضمن اعتقالات استهدفت النساء الناشطات المدافعات عن حقوق الانسان.
وقال إن هذا استهداف كان مخطط ومبرمج، بسبب تنامي الحركة النسائية وازدياد قوتها وهو سبب رئيسي في الاعتقال.
حيث أن استمرار وتنامي الحركة بقوة ونفس واحد، وحصولها على تكوين حاضنة شعبية، ونشر الوعي بين مختلف
أطياف المجتمع، تسبب بأرق حقيقي ومشكلة لسلطات آل سعود.
وأضاف الحاجي أنه رغم الزيارات القليلة لعائلتها ترفض نسيمة إخبارها بما حصل لها داخل السجن.
جهود دولية
وحصلت “سمر بدوي”، على جائزة “نساء الشجاعة “الدولية، التي تقدمها الولايات المتحدة في 2012 لتحديها نظام
“ولاية الرجل”، وكانت بين أولى النساء اللواتي وقعن عريضة تطالب الحكومة بالسماح للمرأة بالقيادة، والتصويت والترشح في الانتخابات المحلية.
ووضعت السلطات السعودية اسم “سمر بدوي”، على قوائم الممنوعين من السفر منذ عام 2014.
وتعرضت “سمر” للاعتقال عدة مرات خلال السنوات الماضية، علما أن طليقها ووالد ابنتها، المحامي “وليد أبو
الخير”، معتقل هو الآخر منذ سنوات.
وتسببت دعوة السفارة الكندية في السعودية في أغسطس/آب 2018، للإفراج عن “بدوي”، بأزمة دبلوماسية كبيرة
بين البلدين، نتج عنها طرد السفير الكندي واستدعاء سفير الرياض من أوتاوا.
وينفذ شقيق “سمر”، وهو المدون “رائف بدوي”، حكما بالسجن 10 سنوات، لتعبيره عن أراء مثيرة للجدل على الإنترنت.