سياسةمجتمع

ميدل إيست آي: ليبيا.. الآمال بإعادة الإعمار تصطدم بالواقع الصعب

نشر موقع “ميدل إيست آي” (Middle East Eye) تقريرا عن آفاق إعادة إعمار ليبيا بعد الحرب المدمرة التي
عصفت بالبنية التحتية للبلاد، ودمرت مدنا بأكملها.

وأوضح تقرير الموقع البريطاني أن العديد من قادة الأعمال من دول مختلفة بدؤوا وضع خطط لتقاسم مسؤولية إعادة
إعمار ليبيا، الذي يعد مشروعا ضخما يرجح أن تبلغ تكلفته حوالي نصف تريليون دولار أميركي.

وأشار إلى أن الحرب الليبية دمرت مدنا بأكملها وشردت نحو 280 ألف شخص باتوا يعيشون في ملاجئ متضررة أو
دون المستوى المطلوب، وفقًا للمؤسسات الإنسانية الليبية، في بلد يملك أكبر احتياطيات نفطية في أفريقيا.و

وضع هش

كما يشير الموقع إلى أن الوضع الأمني الهش، بما في ذلك وقف إطلاق النار واندلاع العنف الآونة الأخيرة، لم يمنع
الجمعية الإيطالية الليبية لتطوير الأعمال (Italian-Libyan Business Development
Association) من تنظيم منتدى اقتصادي لإعادة إعمار ليبيا، احتضنته تونس العاصمة مطلع الشهر الجاري،
وشارك فيه المئات من قادة الأعمال من بلدان مختلفة من ضمنها إيطاليا وتونس وليبيا، لمناقشة خطط إعادة بناء البلد
الذي مزقته الحرب.

ويقول التقرير إن من حاورهم من ممثلي الشركات المشاركة في المنتدى، التي بلغ عددها نحو 90 شركة، أبدوا
تفاؤلهم بمستقبل مشرق لليبيا وإمكاناتها الاقتصادية.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الليبية المقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل، شدد المشاركون بالمنتدى على
الضرورة الملحة لإنعاش الاقتصاد الليبي وإعادة تشغيله، مشيرين إلى حقيقة أن حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة
المعترف بها دوليًا برئاسة عبد الحميد الدبيبة لديها ولاية محدودة للحكم حتى نهاية العام الجاري فقط.

خطط سابقة لأوانها

ورغم تفاؤل المشاركين بالمنتدى، فإن هناك وجهة نظر أخرى أبرزها الموقع من خلال حديث مع الصحفي الليبي
المختص في الاقتصاد، أحمد السنوسي، الذي يرى أن مثل هذه المنتديات والمباحثات الاقتصادية حول إعادة إعمار ليبيا سابقة لأوانها.

ونقل موقع ميدل إيست آي عن السنوسي القول “كل بلد يريد منافع مختلفة من ليبيا، لكن لا يمكننا فعل أي شيء حتى
نقرر داخل ليبيا ما إذا كنا نريد مواصلة حربنا أم لا، وبعد أن نحسم الأمر بهذا الشأن، يكون باستطاعتنا بعد ذلك
التفاوض على صفقات مع إيطاليا أو تونس لأننا حينها سنعرف ما نريده من كل بلد”.

ووفقا للتقرير فإن ليبيا مازال أمامها طريق طويل وشاق قبل تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي المستدام، الأمر
الذي يمنع السنوسي من الشعور بالتفاؤل حول نجاح عملية السلام، حيث يرى حتمية اندلاع حرب جديدة معللا ذلك
بأن الأسباب التي أدت لاندلاع الحرب الماضية لا تزال قائمة حتى اليوم.

ويرى أن بعض الأطراف في ليبيا، المستفيدة من عقد من الفوضى والحرب، لا تريد لليبيا أن تعيش الاستقرار، حيث
مازالت المليشيات المسلحة والمرتزقة الأجانب تبسط سيطرتها على بعض المناطق في البلاد.

وكان منسق بعثة الأمم المتحدة في ليبيا رايزدون زينينغا قد أعلن يوم الجمعة الماضي ختام ملتقى الحوار السياسي
الليبي في جنيف، وفشله في التوصل لاتفاق بشأن القاعدة الدستورية.

ودعا المسؤول الأممي، في الجلسة الختامية في خامس أيام الملتقى، أعضاءه إلى إيجاد حل وسط يوحد الأطراف
الليبية، ومواصلة التشاور سعيا لإيجاد حل يعزز الوحدة الوطنية.

المصدر : ميدل إيست آي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى