صب الزيت على النار والتهديد باستخدام القوة أمر يجب منعه وتفاديه
التفاهم المتبادل والثقة أمران أساسيان، أما صب الزيت على النار والتهديد باستخدام القوة فأمر يجب منعه وتفاديه”،
بنوع من الدهشة استمع المصريون إلى تلك الكلمات من “فاسيلي نيبينزيا” مندوب روسيا في الأمم المتحدة، خلال جلسة مجلس الأمن بنيويورك الخميس الماضي، بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي.
وحول ما قصده مندوب روسيا بشأن رفض موسكو خطاب التهديد بين أطراف الأزمة، قال وزير الخارجية المصري
سامح شكري “أفسره على أنه يوجه الحديث إلى إثيوبيا لأنه كثيرا ما يصدر عنها تهديد بالملء دون اتفاق أو حمايته
ضد خطر افتراضي، أحيانا تكون هناك عبارات تؤخذ بشكل مبهم، يسأل فيها من يصدرها”.
ورغم محاولات شكري التقليل من الموقف الروسي -خلال تصريحاته المتلفزة- غير أن كثيرا من المصريين أصابتهم
الدهشة نظرا إلى العلاقات المصرية الروسية التي يشيد بها النظام المصري طوال الوقت، ويتحدث عنها الإعلام
المصري بوصفها من إنجازات نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ولعل ما يزيد التساؤلات إزاء الموقف الروسي هو توقيع وزارة الدفاع الإثيوبية اتفاقية تعاون عسكري في أديس أبابا
مع وفد من إدارات القوات الفنية للجيش الروسي بغرض رفع كفاءة الجيش الإثيوبي.
وحسب بيان لوزارة الدفاع الإثيوبية، فإن الاتفاقية تستهدف تحديث قدرة الجيش الإثيوبي في المعرفة والمهارات والتكنولوجيا.
يذكر أنه عقب اجتماع مجلس الأمن، أشادت وزيرة الدفاع الإثيوبية، مارتا لويجي، بالموقف الروسي الذي كان مؤيدا
لإثيوبيا في مختلف القضايا والساحات الدولية ومن بينها الانتخابات العامة الإثيوبية، وسد النهضة، على حد قولها
تفسيرات مفترضة
في هذا السياق، يرى المحلل السياسي محمد أبو النور أن هناك أسبابا محتملة تفسر الموقف الروسي الذي ظهر غير
ودّي لمصر
- مشاركة مصر بمناورات الناتو
وهي مناورات جرت في البحر الأسود يوم 28 يونيو/حزيران الماضي وشاركت بها أكثر من 30 دولة منها 4 دول
عربية بينها مصر، وضمّت أوكرانيا العدو اللدود لروسيا.
وشاركت أميركا في هذه المناورات رغم احتجاج روسيا الرسمي التي رأت هذه المناورات استفزازا لها وضد الأمن
الوطني، إذ صرحت بأنها سترد إذا استدعى الأمر لحماية أمنها، وبالطبع كان لهذا أثر في الغضب الروسي من مصر
التي شاركت رغم مطالب روسيا بعدم المشاركة
- الغاز الطبيعي
وبعد تشكيل مصر منتدى غاز شرق المتوسط عام 2019 والاهتمام الكبير الذي أولته مصر باكتشافات الغاز والحقول
الموجودة، أسفر ذلك عن اتجاه مصر للتصدير إلى الخارج ومن ثم الدخول في فلك المنافسة على تصدير الغاز،
وأصبح ذلك بمنزلة عنصر تهديد لصادرات روسيا من الغاز الطبيعي لأوروبا، وهو ما تسعى مصر لاقتناص جزء
من كعكته من خلال نشاط منظمة الغاز في شرق المتوسط
- التوسع بالقرن الأفريقي
تهتم روسيا بأن يكون لها موطئ قدم في إثيوبيا لمنافسة الوجود الأميركي وتعزيز الاقتصاد الروسي من خلال
المشاركة في استثمارات بسد النهضة، لذلك لم تجد روسيا أنسب من إثيوبيا، خصوصا أن أميركا كانت قد أقنعت
السودان سابقا بإلغاء اتفاقية مع روسيا لإنشاء قاعدة عسكرية هناك، وكانت روسيا تأمل أن يكون لها نفوذ في منطقة
البحر الأحمر.
بعد ذلك ما حاولت السودان تداركه الاثنين الماضي، عبر زيارة وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي إلى
روسيا، حيث أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن خطط إنشاء قاعدة بحرية في السودان تحرز تقدما.