سياسةمجتمع

خبراء مصريون يؤكدون فشل الملء الثاني لسد النهضة

في الوقت الذي تحتفل فيه إثيوبيا اليوم الاثنين باكتمال الملء الثاني لسد النهضة، إذ نقل التلفزيون الإثيوبي خبر اكتمال التعبئة وسط أهازيج وأغان وطنية، وبث مسؤولون إثيوبيون مقاطع وصورا تشير إلى اكتمال التعبئة، يؤكد خبراء مصريون فشل الملء الثاني للسد.

هؤلاء الخبراء ومعهم سياسيون قالوا إن إثيوبيا أخفقت في حجز الكمية المخطط لها، وإنها سحبت بالفعل معدات البناء من السد بعد إخفاقها في الوصول إلى الارتفاع المخطط له، ومن ثم فشل السد في حجز كمية المياه التي كانت مقررة.

إعلان رسمي

وكان وزير الري الإثيوبي سيليشي بقلي قال في وقت سابق من اليوم إن التعبئة الثانية لسد النهضة انتهت، وتجاوز الماء قمة السد.

وأوضح بقلي أن التعبئة الثانية تعني الحصول على كمية المياه اللازمة لتشغيل توربينين لتوليد الكهرباء، ونشر صورا لوقائع الانتهاء من الملء الثاني للسد، معلقا “مبارك للإثيوبيين وأصدقاء إثيوبيا”، وقال إن بلاده تطمئن دولتي المصب أنه لن يلحق بهما أي ضرر جراء التعبئة الثانية لسد النهضة.

وبدوره، قدم رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، التهنئة للشعب الإثيوبي على اكتمال الملء الثاني لسد النهضة

تشكيك مصري

ولكن السياسي والأكاديمي المصري حسن نافعة شكك في تفاصيل الإعلان الإثيوبي بسبب غياب أي معلومات مؤكدة عن السد، معربا عن أسفه لعدم مشاركة إثيوبيا معلومات كافية مع مصر والسودان

وأوضح نافعة في تصريحات أن هناك تقارير تحدثت عن مشاكل فنية ومشاكل في رفع السد إلى الارتفاع المقرر من
قبل، وربما لم يبلغ السد الارتفاع المحدد له ولم يحجز الكمية المقررة، مؤكدا وجود “حلقة ناقصة” في ظل استئثار
إثيوبيا بالمعلومات الخاصة بالسد، التي لا تكفي صور الأقمار الصناعية لتحديدها.

وقال نافعة إن المشكلة الأساسية هي تحرك إثيوبيا تحركا منفردا، ووضع أطراف الأزمة أمام الأمر الواقع، وهو أمر
مرفوض جملة وتفصيلا، فإذا كانت لدى إثيوبيا رغبة حقيقية في عدم إحداث ضرر بدول المصب فعليها أن تضع هذه
الرغبة في اتفاق مكتوب.

أما مديرة البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أماني الطويل، فشككت في صحة
التصريحات الإثيوبية بأن الملء كان طبيعيا، ورجحت وجود ضغوط سياسية على إثيوبيا لفتح بوابات السد لمنع الضرر الذي كان يمكن أن يلحق بالسودان.

وأشارت الطويل، في مداخلة مع الجزيرة، إلى واقعة مماثلة حدثت في الملء الأول، بعد تضرر السدود السودانية، إذ
تمت هندسة معادلة أميركية للضغط على إثيوبيا لعدم إكمال الملء وفتح البوابات لتخفيف الضرر الذي لحق بالسودان.

وفي ما يتعلق بالملء، قالت أماني الطويل إن إثيوبيا تخترق قواعد القانون الدولي بانفرادها بملء البحيرة دون اتفاق،
في ظل تراخي المجتمع الدولي أمام تهديد السلم والأمن في المنطقة، رغم محدودية التأثير الفني للملء الثاني على
مصر بفضل بحيرة السد العالي.

نجاح أم إخفاق

خبيران مصريان استبقا الإعلان الإثيوبي بتأكيد فشل الملء الثاني للسد، فقال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية
بجامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، أمس الأحد، إن إثيوبيا أخفقت في الملء الثاني وكانت تخطط لملء 18.5
مليار متر مياه ولم يتمكنوا للمرة الثانية من إكمال الملء حسب المخطط.

وأوضح شراقي خلال مداخلة هاتفية في برنامج “الحكاية” المذاع على قناة “إم بي سي مصر” المملوكة للسعودية، أن
الإثيوبيين قاموا بإخلاء السد من المعدات بسبب قوة الفيضان الذى سيحدث، لافتا إلى أن السودان عانى الأسابيع
الماضي من نقص الوارد له من مياه النيل إلى سد الروصيرص.

وبدوره أكد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية، هاني رسلان، أن إثيوبيا أخفقت في الملء الثاني لسد النهضة،
وقال في منشور له على فيسبوك إن “هذه ليست المرة الأولى لفشل الأحباش في التعلية (للسد).. فشلوا أيضًا في الملء
الأول حيث توقفوا عند 560 مترًا بدلًا من 565 وأعلنوا أنهم نفذوا ملء 4.9 مليارات متر مكعب في حين إنها كانت
حوالي 3.5 مليارات”.

المصدر: مواقع اخبارية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى