هدوء حذر على حدود لبنان وإسرائيل تنشد تدخلا أميركا لوقف إطلاق النار
طالبت إسرائيل بتدخل أميركي لوقف إطلاق النار من قبل الجانب اللبناني، في حين خيّم الهدوء على مناطق القطاع الشرقي في جنوبي لبنان بعد قصف متبادل بين القوات الإسرائيلية وحزب الله.
ودعا وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي لويد أوستن، إلى نقاش التوتر على الحدود اللبنانية، وتعزيز العمل الدولي ضد إيران وأنشطتها في المنطقة.
وأكد غانتس استعداد إسرائيل لأي سيناريوهات، ومواصلتها العمل ضد حزب الله ومن وصفهم بوكلائه حماية للإسرائيليين. كما قال إن الدولة اللبنانية تتحمل كامل المسؤولية عما يجري فوق أراضيها.
وعاد الهدوء ليخيم على مناطق القطاع الشرقي في جنوبي لبنان بعد قصف مدفعي إسرائيلي استهدف مناطق مفتوحة في أطراف قريتي كفرشوبا والهبارية وتسبب في حرائق في أحراج المنطقة.
وكان حزب الله أعلن أنه قصف محيط مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة بعشرات الصواريخ، وأوضح أن قصفه هذا يأتي ردا على الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مناطق مفتوحة في جنوبي البلاد فجر يوم الخميس.
يشار إلى أن الجيش اللبناني كان قد أعلن عن توقيف 4 أشخاص أطلقوا الصواريخ. وقد نشر الإعلام الحربي التابع لحزب الله مشاهد مصورة قال إنها لعملية القصف التي تبناها الحزب واستهدفت مناطق مفتوحة في مزارع شبعا.
تنديد أممي
من جهته قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن لبنان لا يتحمل أزمة أخرى، ودعا جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس.
وقد أبدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا قلقها من تبادل إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل في الأيام الماضية.وطالبت المنسقة في بيان لها بالتزام أقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد، ودعت كل الأطراف إلى الامتناع عن العنف. كما شددت على الالتزام الكامل بقرار مجلس الأمن رقم 1701، والحفاظ على الأمن والاستقرار.
اجتماع طارئ
وفي وقت سابق اليوم الجمعة، عقد رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيليان اجتماعا طارئا لبحث المسألة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الحكومة تتجه لإنهاء المسألة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول أمني أن استمرار العمليات منوط بالاحتياجات والجداول الزمنية المناسبة
لإسرائيل، وأن أجهزة الأمن تعد خيارات رد إضافية وفقا لتطورات الأوضاع الأمنية.
وقال المسؤول الأمني -الذي وُصف بأنه رفيع المستوى- إن الجيش الإسرائيلي يقوم منذ عدة أيام بشن هجمات واسعة
في لبنان بوسائل مختلفة منها إطلاق نيران المدفعية وشن هجمات على البنى التحتية من خلال استخدام طائرات مقاتلة
على نحو لم يحدث منذ سنوات.
وأضاف المسؤول الأمني أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تقوم بتجهيز خيارات رد إضافية بوسائل مختلفة علنية
وسرية، وذلك طبقا لتطورات الأوضاع الأمنية.
وأضاف أن استمرار هذه العمليات سيكون منوطا بالاحتياجات والعملياتية والجداول الزمنية المناسبة لإسرائيل.
وهذه هي المرة الأولى التي يتبنى فيها حزب الله استهداف مواقع إسرائيلية منذ تصعيد عسكري بين الطرفين عام 2019.
وتكرر قيادة حزب الله تأكيدها على ضرورة “تثبيت قواعد الاشتباك” التي أرستها آخر حرب مع إسرائيل في يوليو/تموز 2006.
وحذرت قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) -اليوم الجمعة- من “وضع خطير جدا” على وقع التصعيد. وأعلنت -في بيان- أن قواتها “رصدت إطلاق صواريخ من لبنان وردا بالمدفعية الإسرائيلية والوضع
خطير جدا”، وحثت “جميع الأطراف على وقف إطلاق النار”.
المقاومة الفلسطينية تبارك
وتعليقا على هذه التطورات، عبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن مباركتها ودعمها الكامل لقصف حزب الله لأهداف إسرائيلية.
وقالت حماس -في بيان لها- إنها تبرق التحية للمقاومة في لبنان وهي “ترد على العدوان وتكسر المعادلات التي حاول
الاحتلال فرضها وتثبيت معادلة القصف بالقصف والبادئ أظلم”.
وشددت حركة حماس على أن مقاومة الاحتلال والرد على جرائمه وانتهاكاته حق مكفول للشعوب المحتلة والمعتدى
عليها، وأكدت أن المعركة مع الاحتلال يجب أن تظل مفتوحة على كل الجبهات حتى زواله وتحرير المقدسات والأرض العربية والإسلامية.
وكذلك قالت حركة الجهاد الإسلامي إنها تعبر عن دعمها الكامل لرد حزب الله الصاروخي، وتؤكد على الحق في
مقاومة الاحتلال وعدم السماح له بفرض معادلات جديدة أو تغيير قواعد الاشتباك.
وأكدت أن “الرد على جرائم الاحتلال بكل الوسائل حق لن تتخلى عنه المقاومة وشعوب الأمة التي تنشد الحرية
والخلاص من الاحتلال”.
المصدر : وكالات