علي الغامدي يكفل 7000 يتيم ويبعث الأمل في قلوبهم
علي الغامدي الملقب بـ “أبو الأيتام” من قبل العائلات الممتنة والقرويين، كرس 18 سنة من حياته لرعاية الأيتام الفقراء ووجه طاقاته نحو تقديم مستقبل أكثر إشراقًا لـ7000 طفل.
يمتلك فاعل الخير السعودي والبالغ من العمر 57 عامًا مكتبًا صغيرًا في أوغندا ويهتم حاليًا بحوالي 10600 طفل و 7400 أسرة بالإضافة إلى 20 دارًا للأيتام وخمس مدارس ومستشفى وعيادة في العديد من البلدان في إفريقيا.
منذ سن السابعة عشر، كان علي الغامدي يتبرع بالمال للأيتام والعائلات في جميع أنحاء العالم و قد ساعد في إعداد اليتامى للمدرسة وقدم الدعم الذي يحتاجون إليه حتى يشعروا بأنهم متساوون مع أقرانهم في المدارس. كما انه عمل في مصر وإثيوبيا والسودان وكينيا وجزر القمر وتشاد والنيجر وأوغندا ودول أخرى.
لقد كان عمل الغامدي طويلًا وفعالًا لدرجة أنه أصبح الآن قادرًا على رؤية نتائج مساهمته في حياة أولئك الذين ساعدهم. على سبيل المثال، الدكتور عبد الشكور أوغندي الجنسية، كان يتيمًا نشأ في رعاية الغامدي وذهب لدراسة الطب في وطنه بطموح لرد الجميل لمجتمعه.
يواصل الغامدي سعيه في تلبيته احتياجات الأشخاص الذين يدعمهم ويقدم لهم التمويل الكافي لإكمال تعليمهم، وهو يفعل ذلك دون أي مساعدة على الإطلاق من المنظمات الخيرية أو الجهات المانحة.
حتى انه حاول التواصل مع الكيانات الوطنية والرسمية لدعمه ولكن لا احد اهتم بهذا العمل الانساني العظيم، لذلك اضطر إلى مواصلة عمله دون أي مساعدة. وسعى للحصول على قروض بنكية والعيش ضمن ميزانية محدودة ليتمكن من سداد الأموال التي يحتاجها اليتامى.
وأوضح الغامدي أيضًا أنه كلما شعر بالإرهاق، كانت زوجته بجانبه تقدم له التشجيع والدعم الذي يحتاجه لمواصلة عمله الإيثاري طوال تلك السنين وحتى يومنا هذا.
سأسعى لانهاء معاناة الاخرين
ولد الغامدي في الباحة لكنه نشأ في جدة في بيئة بعيدة كل البعد عن الامتيازات. في عام 2001 ، اختار أن يكرس حياته للعمل الخيري، مع التركيز على الأطفال من جميع الأجناس والألوان والخلفيات الدينية.
بدأ العمل لدعم احتياجات الأيتام الأفارقة وتحدث عن معاناتهم ، وخاصة المشاكل التي تواجه الأطفال الصغار.
وقال الغامدي ” إنه استلهم من الراحل الكويتي الراحل “عبد الرحمن السميط“ لتبني حياة تعمل من أجل من هم أقل حظا.
عند عودته إلى المملكة العربية السعودية لقضاء بعض الوقت مع العائلة، قال: “على الرغم من حالة COVID-19 في إفريقيا، الا اننا لم نتوقف عن العمل بسبب الوباء، فهناك حقيقة موجعة تسمى المجاعة والموت جوعاً، وهي قضية كانت المنطقة تعاني منها بالفعل. ولكن مع انتشار الفيروس تعطلت الحياة أكثر من السابق وبقي علي وحيداً في طريقه الانساني.
وأضاف: “لقد واصلنا جهودنا في مساعدة ودعم الأطفال والأسر ، لكننا في الوقت الحالي نركز على الغذاء والدواء”.
وقال الغامدي إنه بدأ حياة الخير بعد أن علم بالمشاكل التي تواجه الأطفال الصغار المعزولين عن المجتمع في دور الأيتام.
قال الغامدي إنه لا يهدأ في رؤية معاناة الآخرين ويشعر بأنه ملزم بالمساعدة بأي طريقة ممكنة، ووضع رعايته موضع التنفيذ ليس فقط مالياً بل جسديًا أيضًا من خلال ترتيب الإمدادات، وبناء المدارس والمراكز الطبية، والطهي، والتنظيف ، و تعليم القيم الأخلاقية.
وأضاف الغامدي أن زوجته دائما إلى جانبه لدعمه كلما انخفضت معنوياته. لم يتمكن الزوجان من إنجاب الأطفال لمدة 13 عامًا، لكنه الآن أب لأربعة أطفال ، ولد وثلاث فتيات.
علي الغامدي: لم اندم ابداً على حياتي
بعد سنوات من الجهد والنضال ، استحوذ عمل الغامدي ببطء على اهتمام الجمهور ، وبدأ الناس في الاعتراف بجهوده.
في عام 2018، حصل على جائزة Shining World Compassion Award بقيمة 30 ألف دولار. بعد ذلك بعامين ، تلقى أكثر من 272 ألف دولار من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس الوزراء ، وحاكم دبي ، خلال حفل توزيع جوائز “ صناع الأمل العرب ” الثالث لرعاية الأيتام في جميع أنحاء إفريقيا دون تمويل خارجي.
بعض الذين استفادوا من حملته المستمرة طوال حياته لتمكين المحرومين أصبحوا الآن بالغين و منارات للامل. اليتيمان الأوغنديان حسن وشريفة ، اللذان نشأوا في رعاية الغامدي ، درسوا الطب في جامعة ماكيريري في أوغندا وتخرجوا كأطباء في يونيو 2021.
وقال ايضاً إنه لم يندم أبدًا على حياته المختارة، رغم وجود لحظات صعبة.
واضاف “عندما أسير في الشارع أو الأسواق أو مراكز التسوق، يتجمع الكثير من الناس ويطلبون المساعدة أو يلتقطون
الصور معي، انه امر جميل ولكنك تجد نفسك مضطرًا للرد على الجميع وبالتالي يضيع اليوم وأنت بينهم.
نشر الاسلام
تحدث السعودي علي الغامدي في مقابلة تلفزيونية عن شراء الأطفال من الكنائس الافريقية مقابل مبلغ مادي، مؤكدا على أن هذه العملية ليست اتجارا بالبشر وهي شائعة.
واضاف: أن الكنائس يعرضون الأطفال للتبني مقابل مبلغ مادي وذلك حصراً للعائلات، واذا كان هناك من يريد التبنى فيجب ان يدفع المبلغ للكنيسة لتصرفه بدورها على رعاية باقي الاطفال“.
وقال :”بعد ان علمت بالأمر قررت أن أتبنى الأطفال وآخذهم، ليكبروا وينشأوا في دار مسلمة، على دين وتعاليم الإسلام لأكون مساهماً في نشر الاسلام تقرباً الى اللة وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى“.
المصدر: رأي الخليج