الاخبار العاجلةسياسة

صراع الحريري والسعودية الجديدة أزمة تعود للواجهة مجدداً

صراع الحريري والسعودية أزمة جديدة تواجه رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد رفيق الحريري، لا تتعلق بالحياة السياسية في لبنان التي انتهت قبل أيام بتشكيل حكومة جديدة بقيادة نجيب ميقاتي، بل تعود القضية إلى ديونه التي تراكمت عليه بسبب إحدى شركاته في السعودية.

وتعرضت شركة “سعودي أوجيه” -التي تعتبر إمبراطورية لدى الحريري الأب- للإفلاس، وجرت تصفية أملاكها وبيعها بالمزاد العلني تسديداً لديون وحقوق موظفين منصرفين ومسرّحين.

ومع الضغوط التي واجهها تحدثت تقارير صحفية عن منح الإمارات الحريري فرصة استثمار لتسديد ديون السعودية المتراكمة، فيما نفى الأخير ما تم تداوله جملة، وهو ما يعيد الحديث عن ديون الحريري للواجهة مرة أخرى.

عرض إماراتي.. ونفي للحريري

في عددها الصادر في 23 سبتمبر 2021، قالت صحيفة “الأخبار اللبنانية” إن ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان، وافق على منح الحريري فرصة استثمار في الإمارات وتوفير إقامة له، على أن يستخدم الأخير عائدات استثماراته لتسديد بقية ديونه في السعودية ودول أخرى.

وكشفت عن أن المسؤولين الإماراتيين رفضوا تمويل أي نشاط سياسي أو إعلامي للحريري؛ بعدما طرح مقربون من الأخير فكرة إحياء المجموعة الإعلامية الخاصة بتيار المستقبل.

وأضافت: إن “معضلة قانونية تحول دون استثمار صحيفة (ديلي ستار)؛ لأن ملكيتها تعود إلى جميع أفراد عائلة الحريري، وقد رفض الشقيق الأكبر بهاء التصرف بها من دون موافقته”.

وأضافت أن “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وافق على مقاصة تسمح ببيع عدد كبير من عقارات الحريري لدفع مستحقات موظفي شركة (سعودي أوجيه)، وشركات أخرى يملكها الحريري، وأموال مستحقة لبيت الزكاة، وتسديد ديون لعدد من المصارف”.

بدوره قال الحريري في تغريدة عبر حسابه في موقع “تويتر” رداً على ما جاء في تقرير الصحيفة: إنه “من المفيد تكرار لفت الانتباه إلى أن المهمة المنوطة بهذه الصحيفة منذ تأسيسها هو بخ الأضاليل ونشر الأخبار الكاذبة والروايات الملفقة والإساءة إلى كل ما يمت بصلة لاسم الحريري”

طرد شقيقه

الصحيفة اللبنانية ذاتها كانت قد قالت، في 21 سبتمبر 2021، صراع الحريري والسعودية ياتي بعد السعودية طردت أيمن شقيق سعد الحريري، وطلبت منه قبل نحو ثلاثة أسابيع مغادرتها هو وعائلته لكونه غير مرغوب بوجوده على أراضيها، بعد مصادرة منزله، على أن يتوجّه حصراً إلى أبوظبي.

وقالت إن هذه التدابير اتخذتها السلطات السعودية “لاستيفاء ما يترتب لها في ذمة سعد الحريري وممتلكات شركة سعودي أوجيه البالغة 4 مليارات دولار أمريكي، وهي ديون على الشركة والشركاء فيها، بينهم أيمن شريك شقيقه”.

وأوضحت أن السعوديين برّروا هذا الإجراء بأنه “جزء من مسار قضائي بحت لا علاقة للسياسة به، مرتبط بديون في ذمة الرئيس السابق للحكومة الذي لا يزال يتمتع وشقيقه بالجنسية السعودية.

إلا أن موقعاً إخبارياً في بيروت نقل عن مصادر سعودية مطلعة نفيها صحة هذا الخبر، فيما سخر الحريري على صفتحه بـ”تويتر” مما نُشر بقوله: “أود أن أوضح أن كل ما ورد في إحدى ​الصحف اللبنانية​ اليوم مجرد أكاذيب
هزيلة استندت إلى واقعة وحيدة ترتبط بمنزلي، وكل ما في الأمر أنني حولته إلى فرصة استثمارية واعدة في ​الرياض​”.

بيع بالرياض ومقاضاة في باريس

في أبريل الماضي، قالت وكالة “رويترز” إن شركة الدارة للتطوير العقاري بالمملكة فازت في مزاد النخبة “قصور
حطين”، وذلك بالظفر بقطعة أرض مملوكة لشركة “سعودي أوجيه” المملوكة لورثة الحريري، بحي حطين شمال
غربي مدينة الرياض؛ لتسديد ديون الورثة.

وكشفت عن أن مزاد بيع قطعة الأرض، التي بلغت مساحتها 484.9 ألف م2، بيعت بـ1.052 مليار ريال (نحو 280
مليون دولار).

وكانت المحكمة التجارية في الرياض قررت تصفية شركة “سعودي أوجيه”، وتنفيذ كل المواد الخاصة بنظام
الإفلاس؛ وذلك لعدم تنفيذ الشركة أحكاماً قضائية ضدها، بمطالبات لدائنين تبلغ 21 مليار ريال (5.60 مليارات دولار).

وفي يونيو 2021، ذهب الحريري إلى باريس للإدلاء بموقفه القانوني في الدعوى القضائية التي رفعتها ضده شقيقته
هند الحريري، مطالبة برصيد سند مستحق بقيمة 75 مليون دولار.

ووفقاً لوسائل إعلام لبنانية، فإن القضاء الفرنسي أصدر، في يونيو الماضي، حكماً تنفيذياً يقضي بأن يدفع الحريري
المبلغ لشقيقته، مقابل سندات من حصتها في “سعودي أوجيه”، ولم يتمكن من سدادها.

إفلاس الشركة

“سعودي أوجيه” شركة سعودية متعددة النشاطات أسست في 1978، وبدأت كشركة مقاولات وأشغال عامة، قبل أن
تطور نشاطها ليشمل الاتصالات، والطباعة، والعقار، وخدمات الكمبيوتر، وهي مملوكة لعائلة رئيس وزراء لبنان
الراحل رفيق الحريري، وعبد العزيز بن فهد آل سعود.

وبالأرقام وصلت سعودي أوجيه إلى قمة مجدها في العام 2010، حيث وصلت إيراداتها إلى 8 مليارات دولار، كما
وصل عدد موظفيها إلى 56 ألفاً بين موظف ومهندس وعامل.

في يونيو من العام 2017، أعلنت شركة “سعودي أوجيه” أن يوم 31 يوليو من ذات العام هو آخر يوم عمل
بالشركة، وفقاً لإعلان من الشركة لموظفيها. 

واضطر آلاف الموظفين إلى مغادرة السعودية دون أن يحصلوا على رواتب متأخرة تراكمت على مدى شهور، أو
على مستحقات نهاية الخدمة، بعد توقف المجموعة عن العمل عام 2017، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

وكان أحد أسباب انهيار “سعودي أوجيه” التباطؤ الذي طال قطاع البناء مع انخفاض أسعار النفط، في حين لا يزال
موظفو المجموعة -من لبنان إلى الهند وفرنسا والفلبين- بانتظار الحصول على مستحقاتهم.

ونظَّم موظفون سابقون في الشركة خلال الأعوام الماضية مظاهرات أمام السفارة السعودية في بيروت، وطالبوا
بحقوقهم، كما ذكروا أن زملاء لهم تُوفوا بعد إصابتهم بأمراض لم يتمكنوا من الحصول على علاج لها؛ بسبب انتهاء صلاحية التأمين الصحي.

ونفذت “أوجيه”، التي درّت المليارات على عائلة الحريري ورسخت موقعها في الحياة السياسية اللبنانية، مشاريع
ضخمة على مدى أربعة عقود، إلى حين توقفها عن العمل في يوليو 2017، بينها فندق ريتز كارلتون بالرياض،
وجامعة الأميرة نورة، ومجلس الشورى في الرياض، والديوان الملكي في كل من جدة والرياض والمدينة المنورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى