سياسةمجتمع

المرأة السعودية بعد 4 أعوام على قرار قيادتها للسيارة.. ماذا تغير؟

حلم أصبح واقعاً، بعد أعوام من الحرمان، أصبح للمرأة السعودية الحق في قيادة السيارات، ضمن حزمة إصلاحات اجتماعية تتبناها الحكومة السعودية، في مشهد يعكس التغييرات الاجتماعية المهمة في المملكة، التي كانت البلد الوحيد في العالم الذي يحظر على النساء قيادة السيارات.

وحتى الـ24 من يونيو 2018، لم يكن مسموحاً للنساء بقيادة السيارات في المملكة، حيث اعتبر على مدى عقود أن السماح بقيادة المرأة للسيارة سيؤدي إلى الاختلاط بين الجنسين، لكن قراراً ملكياً صدر في 26 سبتمبر 2017 طوى صفحة استثناء المرأة السعودية من القيادة.

ومع مرور أكثر من 3 سنوات على السماح للسعودية بالسياقة، تشير الأرقام والإحصائيات إلى أن الحوادث التي تسببت بهن النساء أقل من تلك الحوادث التي كان وراءها سائقون رجال.

حوادث أقل

في الفترة الأخيرة بدأت المملكة تطبق العديد من الإجراءات التي تسعى بها لضبط الطرق وخفض معدلات حوادث السير، ما أسهم في انخفاض نسبة الحوادث المرورية، وتراجع نسبة إصابات الحوادث، بالتزامن مع قرار السماح للمرأة بالسياقة.

ونقلت صحيفة “عاجل” عن اللواء محمد البسامي، المدير العام للمرور، في فبراير من العام الماضي، أن النساء القائدات للمركبات “أقل تسبباً في حوادث الطرق من الرجال في 2019”.

وأوضح البسامي أن النساء يلتزمن بالقيادة الآمنة وأصول السلامة، ما جعلهن يسجلن عدداً أقل في حوادث الطرق من الرجال.

وفي 26 سبتمبر عام 2017، صدر قرار لأول مرة في المملكة بالسماح للنساء بقيادة السيارة، بعد أن كانت السعودية البلد الوحيد في العالم الذي يمنع النساء من قيادة السيارات، وقد بدأ تطبيق القرار في 26 يونيو 2018.

وتفاعل مغردون عبر الحساب الرسمي للمرور السعودي مع إعلان تراجع نسبة وفيات وإصابات حوادث الطرق، مرجعين الفضل في ذلك إلى قيادة المرأة للسيارات، والتزامها بمعايير الصحة والسلامة، وكذلك الإجراءات التي تتخذها المرور في هذا الإطار.

ورصد الكاتب الصحفي السعودي خالد السليمان، في مقال نشرته صحيفة “عكاظ” المحلية، في يناير 2020، أن النساء السائقات أقلّ ارتكاباً لحوادث السير، وأكثر التزاماً بقواعد المرور، وذلك اعتماداً على إحصائيات كشفتها شركة “نجم” المعنيّة بمباشرة حوادث السير.

وعلّق الكاتب الصحفي على الإحصائية بقوله: “في الحقيقة النسب التي كشفت منسجمة مع الإحصاءات العالمية؛ فالمرأة عموماً أكثر انضباطاً بأنظمة السير، وأقلّ ارتكاباً للمخالفات والحوادث، وطبيعة المرأة الأكثر مسالمة وهدوءاً من الرجل في الغالب تعطيها أفضلية ليس في إحصاءات مخالفات وحوادث السير وحسب، بل حتى في سجلات قضايا العنف وارتكاب الجرائم عموماً”.

وتقول الهيئة العامة للنقل، في تصريح نقلته صحيفة “الاقتصادية”، إن عدد السائقات النشطات في نشاط توجيه المركبات بلغ 3122 سائقة، خلال العام الماضي 2020.

سائقات ديليفري وتاكسي

في أغسطس من العام الماضي، شهدت محافظة الأحساء السعودية قيام مواطنات بالعمل في قيادة سيارات الأجرة،
لأول مرة على مستوى المملكة.

ويعتبر مجال سيارات الأجرة النسائية المشروع الأول من نوعه في المملكة، عبر مشروع يخدم نحو نصف مليون
امرأة في محافظة الأحساء، وقوامه 500 سيارة تخدم جميع الفئات داخل وخارج المملكة.

ولم تكتفِ السائقات السعوديات بمباشرة توصيل الزوار إلى محافظات الرياض والدمام وغيرها من المناطق
السعودية، ولكن تقوم بالعمل وتوصيل الزوار إلى دول الخليج أيضاً.

شراء السيارات

كشفت دراسة أعدتها شركة الأبحاث الرقمية خلال 2020، عن رغبة 60% من السيدات في شراء سيارات، إلا أن
أزمة كورونا قلصت من هذه الرغبة بسبب الأوضاع الاقتصادية التي أثرت على المعيشة.

وترتب السيدات المشاركات في الدراسة أولوياتهن عند اختيار السيارة؛ فالسلامة أولاً، ثم يأتي التصميم واللون، ولكن
تبقى السيارات الألمانية هي المفضلة للسيدات في المملكة، متقدمة في السباق على السيارات الأمريكية واليابانية.  

ويقول موقع “موتري” السعودي المتخصص بالسيارات إن النساء السعوديات تميل غالباً لاختيار سيارات بمواصفات
محددة تناسب نمط حياتهن؛ كعدد الركاب، وقابلية السيارة للاستخدام اليومي، وتوافر أنماط الأمان والسلامة العامة.

ومن أبرز تلك الاختيارات سيارة “تويوتا يارس هاتشباك S CVT 2020″، وسيارة “فورد اسكورت تيتانيوم”
موديل 2020، وسيارة “كيا بيجاس LX” موديل 2021، وسيارة “هوندا HRV EX” موديل 2020، وسيارة “مازدا 2020 CX5”.

ولا توجد إحصائية محددة عن عدد السيارات التي تم شراؤها من قبل النساء، لكن صحيفة الوطن السعودية قالت، في
أبريل 2019، إن تملك النساء للسيارات شهد نمواً بنسبة 4%، بالرغم من عائق طول قبول الإجراءات الائتمانية
الخاص بتملك السيدات للسيارات.

مباشرة الحوادث

وكشفت شركة “نجم” لخدمات التأمين على المركبات أنه خلال 2020 وصل عدد الإناث اللواتي يعملن فيها إلى
224 (نسبة 14% من إجمالي القوة العاملة فيها)، بعد قرار السلطات السعودية السماح بقيادة المرأة.

وتشير “نجم”، في دراسة أعدتها، إلى أن النساء أظهرن مدى قدرتهن على أداء المهام بطريقة سريعة لا تزيد على
20 دقيقة، مشيرة إلى أن مختصات يعملن على تحديد المسؤولية، وينطلقن لمباشرة الحوادث كافة.

وأكدت أن نسبة الحوادث المرورية لدى السيدات أقل من الرجال، “وهذا يدل على أن النساء السعوديات نجحن في
قيادة السيارة على عكس التوقّعات والمخاوف السابقة”.

وأوضحت أن مهامهن تتركّز على مباشرة حوادث المركبات وإعداد التقارير الخاصة بها وتسوية وثائق التأمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى