سياسةمجتمع

تونس.. مسيرات مساندة لقيس سعيّد ومعارضوه ينتقدون الضغط الأمني عليهم

 يجوب التونسي “عربي” شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة مسيرات مساندة لقيس رافعا صورة الرئيس قيس سعيّد وبجانبه زوجته فاطمة التي لوحت بعلم تونس. ووسط حشود بالآلاف مؤيدة للرئيس، طالب الزوجان بحل البرلمان،

وأعربا عن ثقتهما في إدارة الرئيس للبلاد، رغم ما أثير من مخاوف حول نزوعه للحكم الفردي.

يقول إن احتشاد داعمي سعيّد دليل على وجود ارتياح كبير لما قام به من تصحيح لمسار الثورة التي انقلبت أحزاب
سياسية على أهدافها منذ 2011، وكان همها ابتزاز الدولة والحصول على تعويضات وغنائم، في وقت عاش فيه
الشعب في براثن البطالة والفقر.

وغير بعيد عنه، رفع المعلم المتقاعد عبد المجيد علمي تونس وفلسطين، معربا عن تضامنه مع قيس سعيد. وقدِم هذا
الستيني من محافظة جرجيس بأقصى الجنوب للمشاركة في مسيرة العاصمة للمطالبة بحل البرلمان ومحاسبة من اعتبرهم فاسدين وعملاء للاستعمار.

وقال علمي إن جزءا مهما من الشارع التونسي حسم أمره وفرض الأمر الواقع ولا سبيل للعودة إلى الوراء.

ويعيد هذا الرجل ما كرره الرئيس التونسي في خطاباته بأنه لا رجوع للوراء بعدما جمّد البرلمان، وعلّق العمل
بفصول عدة في الدستور، وكرس نظاما رئاسيا.

تدابير أمنية ومنافذ للمتظاهرين

وكان عربي وعلمي يشاركان في مسيرات مساندة لقيس مع آلاف من أنصار الرئيس قيس سعيد في العاصمة التونسية الأحد. وبينما جابت مسيرات مؤيدة لقراراته أيضا كبرى المدن التونسية الأخرى، اشتكى معارضون له من عودة
الممارسات البوليسية، ومنع اجتماعاتهم، وقطع الطرق على المشاركين في مسيراتهم.

وأُحيطت مسيرات مؤيدي الرئيس بتدابير أمنية عالية، حيث فُرض طوق أمني على مداخل شارع الحبيب بورقيبة
بالعاصمة تونس، في وقت تُركت فيه بعض المنافذ لمرور المتظاهرين الذين فُتشت حقائبهم، وانتشرت مركبات الأمن وسط الطريق، كما توغل أمنيون بالزي المدني وسط المتظاهرين.

وخلال المسيرات، رفع الآلاف أعلام تونس وصور قيس سعيّد ورددوا شعارات مناهضة لرئيس حركة النهضة راشد
الغنوشي، وطالبوا بحل البرلمان الذي جمّده الرئيس منذ إعلانه عن الإجراءات الاستثنائية يوم 25 يوليو/تموز
الماضي.

مقابل مسيرات المعارضة

وهذا أول تحرك ميداني لأنصار سعيّد منذ خروجهم في مسيرات في بداية الإجراءات الاستثنائية للمطالبة بحل
البرلمان، وهو تحرك يأتي إثر سلسلة تحركات نظمتها قوى سياسية معارضة للرئيس احتجاجا على ما اعتبرته انقلابا على السلطة الشرعية والدستور.

وفي مدن تونسية أخرى، جابت مسيرات داعمة للتدابير الاستثنائية التي فرضها قيس سعيد منذ تفعيل الفصل 80 من
الدستور وإقرار تنظيم مؤقت للسلطة في المرسوم رقم (117)، مطالبين بتطهير جهاز القضاء وتسريع بمحاسبة المنظومة الحزبية التي حكمت البلاد العقد الماضي

انتقادات للممارسات “البوليسية”

لكن المسيرات الداعمة للرئيس قيس سعيد ليست سوى تنسيقيات تابعة له، من وجهة نظر الشاب عبد الكريم أحد
أنصار حركة النهضة، والذي قال إن تلك المسيرات لم تجابَه بأي منع أمني بعكس مسيرات واجتماعات المعارضين التي تصدى لها الأمن، وفق قوله.

وحسب عبد الكريم، ، فإن الأمن قطع طرقات المشاركين في المسيرة المعارضة للرئيس قيس سعيد الأسبوع الماضي
أمام المسرح البلدي بالعاصمة، كما منع معارضين لقرارات الرئيس من عقد اجتماع شعبي أمس السبت بمنطقة بومهل في الضاحية الجنوبية للعاصمة.

بدوره، يعتقد المواطن سليم أن المسيرات المعارضة للرئيس قيس سعيد ستزيد صلابة رغم التضييقات الأمنية على
المشاركين فيها، وقال إن “هذه الممارسات البوليسية إذا استمرت ستطال المجتمع بأسره في ظل الانفراد بالحكم من قبل الرئيس قيس سعيد بعد احتكاره جميع السلطات”.

ويرى هذا المواطن أن لا مستقبل لتونس في مناخ يقمع الحريات الأساسية ولا تسوده الحرية، متوقعا أن “يفشل قيس
سعيد، الذي أوغل في الانقلاب والسطو على السلطة، في إدارة البلاد”، التي تواجه أصلا مستويات عالية من البطالة
والفقر وغياب التنمية طيلة عقود متراكمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى