ضمت سفينة جديدة مؤخراً.. تعرف على قوة البحرية الملكية السعودية
في إطار سعيها لتطوير منظومتها العسكرية قامت القوات البحرية الملكية السعودية مؤخراً بضم السفينة “جازان” إلى أسطولها، وهي السفينة الرابعة ضمن مشروع “السروات”، الذي يتشكل من سفن “كورفيت أفانتي 2200” الإسبانية.
وأطلقت المملكة على السفينة الجديدة، التي جرى تعويمها السبت 24 يوليو، اسم “جلالة الملك جازان”. وقد اعتبرها قائد القوات البحرية الملكية الفريق فهد بن عبد الله الغفيلي خطوة على طريق تعزيز الأمن البحري.
وتسهم هذه السفن في تعزيز الأمن البحري للمملكة، إلى جانب تأمين المصالح الاستراتيجية لها؛ لكونها تتضمن أنظمة قتالية حديثة تتعامل مع المخاطر فوق وتحت المياه، بحسب ما نقلته وكالة (واس) الرسمية عن الغفيلي.
وتتميز السفينة الجديدة أيضاً بقدرات كبيرة في مجال الحروب الإلكترونية التي تفوق بقدراتها الكثير من السفن الأخرى.
وتعتبر سفن “السروات” إضافة كبيرة البحرية الملكية السعودية، حيث يشمل المشروع الخدمات التدريبية للأطقم والخدمات اللوجستية والدعم الفني والإمدادي اللاحق طويل الأجل.
وستزوَّد سفينه “جازان” وكافة السفن الأخرى التابعة لمشروع السروات بنظام “حزم”، وهو أول نظام إدارة معركة سعودي “100%”، طُور بأيدٍ وطنية، وفريق عمل متكامل كجزء من مهمة شركة “سامي نافانتيا” الإسبانية ضمن مشروع “أفانتي 2200
قوة البحرية السعودية
وتحتل القوات البحرية السعودية المرتبة الـ51 بين أضخم القوات البحرية في العالم، وفقاً لإحصائيات عام 2021، التي أوردها موقع “غلوبال فاير بور” الأمريكي.
لكن نوعية القطع البحرية المتطورة التي يملكها الأسطول السعودي يجعلها في المرتبة الـ44 من حيث القوة والكفاءة القتالية للوحدات البحرية، التي تملكها الأساطيل البحرية حول العالم.
ويحتل الجيش السعودي المرتبة الـ17 عالمياً بين أقوى 140 جيشاً حول العالم، وفقاً لآخر الإحصائيات العالمية.
وتمثل سفن الدورية نسبة 39.1٪ من حجم القوة البحرية السعودية، وهي الجزء الأكبر في تكوينها، تليها الفرقاطات التي تمثل 30٪ من قوة الأسطول الحربي السعودي.
وتمثل الكورفيتات نسبة 17.4٪ من القوة البحرية السعودية، بينما تكون نسبة كاسحات الألغام 13٪.
وتعتبر (MH-60R) “المروحية الأكثر تقدماً في العالم”، وفقاً لشركة “سيكورسكي” المصنعة للطائرة، والمملوكة لـ”لوكهيد مارتن الأمريكية”.
وتعتبر فرقاطة “الرياض” واحدة من أبرز القطع التي تمتلكها البحرية السعودية؛ فهي فرقاطة مضادة للطائرات، وتفوق نظيرتها الفرنسية الأصلية “لا فاييت” بنحو 25%.
وتحمل الفرقاطة “الرياض” أنظمة صواريخ للإطلاق الرأسي، وتستوعب 15 صاروخاً من طراز أستر، وهي صواريخ أرض-جو بإمكانها أن تهاجم الطائرات المغيرة في نطاق يبلغ نحو 20 ميلاً وعلى ارتفاع يصل إلى 50 ألف قدم، إضافة إلى 8 صواريخ مضادة للسفن من طراز “MBDA Exocet MM40 Block II”.
وتمتلك البحرية السعودية 3 قطع من هذا الطراز فرنسي الصنع، وهذه الفرقاطة هي نسخة معدلة من النوع الفرنسي “لا فاييت إف- 3000″، المزودة بحزمة تسليحيه وتقنيات حرب إلكترونية.
وتستوعب هذه الفرقاطة مهبط طائرات مروحية متوسطة الحجم؛ مثل يوروكوبتر دوفين، ويوروكوبتر بانثر، وطائرة إن إتش 90.
ووفي تقرير سابق، قالت صحيفة “ذا ناشينال إنترست” الأمريكية، إن القدرات التي تمتلكها الفرقاطة “الرياض” تشمل
السلاح المضاد للغواصات، وهو عبارة عن طوربيد من طراز “DCNS F17”.
كما تسلمت البحرية الملكية السعودية، في سبتمبر 2020، الدفعتين الثانية والثالثة من زوارق الاعتراض السريعة
(HSI32) فرنسية الصنع، والتي تعتبر أحدث الزوارق الاعتراضية السريعة في العالم.
عين على السفن الروسية
وأواخر يونيو الماضي، أكد ديمتري كوروشكين، رئيس قسم النشاط الاقتصادي الأجنبي في “مكتب التصميم
سيفيرنوي”، أن السعودية مهتمة بالنسخة الجديدة من سفينة الإنزال الروسية للمشروع 21810.
وقال كوروشكين إن وفداً سعودياً برئاسة قائد القوات البحرية الملكية زار موسكو، مشيراً إلى أن الوفد أبدى
إعجاباً بسفينة المشروع “21810”، وفحصها بعناية وطرح أسئلة بشأنها.
وتتميز السفينة الروسية بنظام هجومي كامل على الشاطئ، ويمكنها أخذ طائرة هليكوبتر على سطحها، بما في ذلك طائرة هليكوبتر هجومية.
ويتسع سطح السفينة “المظلي” إلى 16 ناقلة جند مدرعة، إضافة إلى حمل الدبابات والعربات المدرعة الأخرى، ولكن بأعداد أقل.
والسفينة مزودة بمدفع عيار 57 ملم لقمع نقاط إطلاق النار على الشاطئ، وتدمير معدات العدو، إضافة إلى مدافع
أوتوماتيكية عيار 30 ملم، ويوجد في المؤخرة زورقان هجوميان.
أهمية سلاح البحرية
في الوقت الراهن تمثل المياه ساحة مهمة وفاصلة في العديد من المنافسات العسكرية، فضلاً عن الدور الكبير الذي
تؤديه القوات البحرية في تأمين المصالح الاستراتيجية في البلاد.
ومع زيادة التوترات في مياه الخليج التي تشهد سجالاً عسكرياً غير معلن بين إيران وخصومها الإقليميين والدوليين،
يبدو اهتمام الرياض بتقوية سلاحها البحري ركناً أساسياً من أركان حماية مصالحها والدفاع عن وجودها.
لكن التصريحات الإيرانية التي تخرج بين الحين والآخر عن قدرة طهران على قطع حركة الملاحة في مضيق هرمز،
حيث تمر غالبية حركة التجارة العالمية بما فيها نفط الخليج.
يضاف إلى ذلك الهجمات المتكررة من قبل الحوثيين اليمنيين على أهداف سعودية مهمة عبر مياه البحر الأحمر،
تجعل تعزيز القوة البحرية الملكية السعودية أمراً لا غنى عنه.
وفي مارس 2021، استهدفت سفينة إسرائيلية خلال رحلتها من جدة إلى الإمارات، وقد حملت “تل أبيب” طهران مسؤولية الهجوم.
ومن بين الأهداف التي تجب حمايتها بحرياً ميناء “رأس تنورة”، وهو أكبر منشأة بحرية في العالم لتحميل النفط، وهي
تتحكم بنحو 7% من النفط العالمي، وقد تعرضت لهجوم بصواريخ باليستية ومسيّرات، في مارس الماضي.
وأصبحت المملكة واحدة من الدول التي تتجه نحو توطين الصناعات الدفاعية، خاصة أن ميزانيتها العسكرية تعد من
أضخم ميزانيات الدفاع في العالم، وتتجاوز 48 مليار دولار أمريكي.