حصيلة عام من إعلان التطبيع بين الإمارات والبحرين وإسرائيل
حصيلة عام من إعلان التطبيع بين دولة الإمارات ومملكة البحرين من جانب، ودولة الاحتلال الإسرائيلي من جانب آخر، شهدت العلاقات خلاله تقارباً ملحوظاً ورافقه التوقيع على جملة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في كثير من المجالات.
ورغم الرفض الشعبي العربي بشكل عام لتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال، فإن أبوظبي والمنامة وتل أبيب طورت علاقاتها المشتركة وعززت تعاونها ليس في الإطار السياسي فقط، بل أيضاً باﻹطار الاقتصادي والتجاري والسياحي والثقافي والتعليمي والتقني وغير ذلك.
وبعد سنة على إعلان الإمارات ثم انضمام البحرين إلى اتفاق تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، ما أبرز المحطات التي مرت بها الدول المُطبِّعة؟
وعقد يوم الأربعاء 15 سبتمبر اجتماع بين وزراء خارجية أمريكا والإمارات والبحرين والمغرب ودولة الاحتلال، وذلك بالتزامن مع مرور عام على توقيع الدول العربية الثلاث اتفاقات لتطبيع العلاقات مع “إسرائيل” برعاية أمريكية العام الماضي.
وأوضح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن الاجتماع في الذكرى السنوية الأولى لتوقيع الاتفاقات، وذلك في منتصف سبتمبر العام الماضي، برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وبالمناسبة نفسها افتتح جاريد كوشنر، كبير مستشاري البيت الأبيض السابق، الذي يوصف بأنه مهندس التطبيع، “معهد السلام لاتفاقيات إبراهيم”.
ونقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن كوشنر قوله خلال الافتتاح: إن المعهد “يهدف إلى مواصلة زخم الاتفاقيات، خصوصاً من خلال وسائل اقتصادية، وإنه يجب المحاولة لإدخال دول إضافية الى دائرة السلام”.
من جانبها أكدت المسؤولة في الإدارة الأمريكية، ياعيل لامبرت، أن إدارة جو بايدن “ملتزمة باتفاقيات إبراهيم وملتزمة بالاستمرار بها”.
الإمارات و”إسرائيل”
واحتفلت الإمارات العربية المتحدة، يوم الأربعاء 15 سبتمبر 2021، حصيلة عام من إعلان التطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، بلافتات نشرتها في شوارع تل أبيب والقدس الغربية، وهي خطوة أثارت غضب الفلسطينيين.
وأوردت وكالة فرانس برس في تقرير لها بأن تطبيع العلاقات بين الإمارات و”إسرائيل” حقق فوائد اقتصادية للبلدين عبر سلسلة من الصفقات تتراوح بين السياحة والطيران والخدمات المالية.
وقال وزير الاقتصاد الإماراتي، عبد الله بن طوق المري، خلال حلقة نقاش عقدها المجلس الأطلسي، وهو مؤسسة فكرية أمريكية، يوم الاثنين 13 سبتمبر: “بعد عام من اتفاقات أبراهام، لدينا قصة نرويها”.
وأضاف: “لقد تبادلنا السفراء، ووقعنا أكثر من 60 مذكرة تفاهم. لدينا 600-700 مليون من التجارة الثنائية قائمة،
ولدينا أموال بمليارات الدولارات تم الإعلان عنها، ونتطلع إلى خلق أكثر من تريليون دولار من النشاط الاقتصادي على مدى العقد المقبل”
وتشير التقارير إلى أن مزيداً من الفوائد ستتحقق إذا تمت صفقة كبيرة لشحن النفط الإماراتي إلى أوروبا عبر خط
أنابيب إسرائيلي، وسط اعتراضات دعاة حماية البيئة، الذين يخشون إلحاق الضرر بالشعاب المرجانية الفريدة في البحر الأحمر.
وبحسب مكتب الإحصاء المركزي حصيلة عام من إعلان التطبيع “إسرائيل” فإن حجم التبادل التجاري مع الإمارات
بلغ 570 مليون دولار، حيث بلغت صادرات تل أبيب للإمارات 197 مليون دولار، مقابل استيراد بقيمة 372 مليون دولار من نظيرتها الخليجية.
وفي السياق ذاته يتوقع مجلس الأعمال الإماراتي الإسرائيلي وصول حجم التبادل التجاري بينهما إلى مليار دولار مع
نهاية عام 2021، على أن يصل إلى 3 مليارات دولار في غضون 3 سنوات.
وفي 13 أغسطس 2020، أعلنت الإمارات توصلها إلى اتفاق تطبيع مع “إسرائيل” كأول دولة خليجية، يهدف إلى
إقامة علاقات كاملة بين البلدين، بعد أشهر من التنسيق المشترك.
ونشر محمد بن زايد، في إعلانه على “تويتر” عن الاتفاق، أنه سيوقف الضم الإسرائيلي لمناطق غور الأردن من
الضفة الغربية، فيما نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها، بنيامين نتنياهو، تراجعه عن خططه لضمّ الأغوار الواقعة
في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكداً التزامه بوعوده للإسرائيليين بالضم، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وتواترت
الأخبار عن تعليق الضم.
البحرين و”إسرائيل”
بعد 29 يوماً من إعلان تطبيع أبوظبي علاقاتها مع تل أبيب، انضمت مملكة البحرين إلى الاتفاق في 11 سبتمبر
2020 كثاني دولة خليجية، قبل 4 أيام من توقيعه في واشنطن، حيث مثَّل المنامة وزير الخارجية البحريني عبد
اللطيف الزياني، في توقيع الاتفاق بواشنطن، وسط معارضة شعبية واسعة سواء عبر التظاهرات الشعبية أو بمواقع التواصل الاجتماعي.
الاتفاق أعلن عنه الرئيس السابق دونالد ترامب في تغريدة، قال فيها: “خطوة تاريخية جديدةٌ اليوم! الدولتان الصديقتان العظيمتان إسرائيل ومملكة البحرين توصلتا لاتفاق سلام”.
وفي 15 سبتمبر 2020، كشفت الحكومة البحرينية سبب إقامة علاقات مع “إسرائيل”، حيث قالت إنها بهدف حماية
مصالحها وتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وسط التهديد المستمر من إيران.
بعد التطبيع بدأت المنامة وتل أبيب توقيع عديد من الاتفاقيات، ففي 18 أكتوبر 2020، وقع الطرفان بياناً مشتركاً
بشأن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، تبعها التوقيع على 7 مذكرات تعاون مشتركة في عدة مجالات، منها مذكرة تعاون مالية واقتصادية.
وفي أول زيارة من نوعها، أجرى وزير الخارجية البحريني زيارة لتل أبيب على رأس وفد رسمي في نوفمبر
2020، والتقى معظم المسؤولين الإسرائيليين؛ لمتابعة آخر تطورات التطبيع بين الجانبين.
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، زار وفد من الخارجية الإسرائيلية المنامة في ديسمبر؛ لاختيار موقع إقامة سفارة تل أبيب في البحرين.
وفي 14 يناير 2021، عينت “إسرائيل” إيتاي تاغنر قائماً بأعمال السفير الإسرائيلي لدى البحرين، في إطار تسارع تقوية العلاقات.
ورغم التطبيع لم يزر بنيامين نتنياهو البحرين أو الإمارات، إلا أنه أجرى عدة اتصالات هاتفية مع مسؤوليهما، من
أبرزها ما جرى مع ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة في (25 فبراير 2021)، حيث بحثا أهمية
مشاركة دول المنطقة في أي مفاوضات تتصل بالملف النووي الإيراني، وضرورة ترسيخ أسس الأمن والاستقرار بالمنطقة.
واستكمالاً لخطوات التطبيع، أصدر العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى، في 30 مارس من العام نفسه، مرسومين
بإنشاء بعثة دبلوماسية لبلاده في “إسرائيل” وتعيين خالد يوسف الجلاهمة أول سفير لها في تل أبيب، ليؤدي القسم أمام الملك في يونيو بعد نحو 3 أشهر من تعيينه.
وفي 27 يونيو 2021، التقى وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، نظيره البحريني في روما بأول لقاء بينهما،
وبحثا العلاقات المشتركة بين الجانبين.