سياسةمجتمع

كيف سيؤثر فوز التيار الصدري على المشهد العراقي-الخليجي؟

أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في العراق النتائج الأولية للانتخابات التشريعية التي أجريت الأحد 10 أكتوبر 2021،و فوز التيار الصدري وكشفت عن تقدُّم كتلة “التيار الصدري” بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر، ويليه تحالف “تقدم” بزعامة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي.

وتُطرح عديد من التساؤلات حول تأثير النتائج الأولية للانتخابات العراقية على ملفات عديدة، من بينها ملف العلاقات الخارجية وعلى رأسها العلاقات مع الدول الخليجية، وكيف ستكون تلك العلاقات بعد تقدم كتلة الصدر الذي يعد أبرز السياسيين العراقيين الشيعة قرباً من السعودية.

توزيع المقاعد

وكشفت مفوضية الانتخابات العراقية، الاثنين 11 أكتوبر 2021، عن النتائج الأولية للانتخابات التشريعية، كما أعلنت تطابق نتائج العد والفرز اليدوي مع الإلكتروني.

وأكد رئيس المفوضية جليل عدنان خلف، بالقول: إن “المفوضية ستبدأ في تلقي الطعون اعتباراً من اليوم الثلاثاء ولمدة 3 أيام”، مشيراً إلى أن النتائج النهائية للانتخابات ستعلَن بعد أسبوعين، بعد البتّ في الطعون خلال 10 أيام.

ووفق الأرقام الأولية عن نتائج الانتخابات البرلمانية، فوز التيار الصدري البرلمانية المركز الأول من بين باقي الكتل والأحزاب المشاركة في الانتخابات؛ إذ حصلت على 73 مقعداً في البرلمان الجديد.

بينما حازت كتلة “تقدم” بزعامة الحلبوسي، 38 مقعداً في البرلمان، وجاءت كتلة “دولة القانون” بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي في المركز الثالث، حيث حصلت على 37 مقعداً.

وتعد كتلة الصدر الكتلةَ المتقدمة بين باقي الكتل السياسية، لكنها تحتاج إلى التحالف مع كتل أخرى لتحقيق الأغلبية التي تُمكنها من تشكيل الحكومة الجديدة، حيث ينص الدستور العراقي على أن الكتلة السياسية التي تتمكن من جمع 165 مقعداً في البرلمان الجديد المكون من 329 مقعداً، يمكنها تشكيل الحكومة الجديدة للبلاد

الصدر والخليج

ويتمتع السياسي الشيعي مقتدى الصدر بعلاقة وانفتاح مع الدول العربية خاصةً الخليجية منها، ورغم أنه لا يشغل منصباً أو يمثل صفة رسمية بالحكومة العراقية، فإنه من أبرز الزعماء الشيعة المؤثرين في الشارع العراقي، لأسباب
عديدة، أبرزها قيادته حركة الاحتجاجات الشعبية ضد حكومة حيدر العبادي عام 2015، والتي أجبرت الحكومة على اتخاذ حزمة من الإصلاحات.

وزار مقتدى المملكة العربية السعودية في يوليو 2017، بناءً على دعوة رسمية من حكومة الرياض، والتقى خلال

الزيارة ولي العهد محمد بن سلمان، في مدينة جدة.

وحول ذلك بيَّنت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) آنذاك، أنه “تم خلال اللقاء استعراض العلاقات السعودية
العراقية، وعدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك”.

كما أكد بيان صادر من مكتب الصدر أن زيارته للسعودية تأتي تلبية لدعوة رسمية، معرباً عن ترحيب مقتدى الصدر
بما عدّها “انفراجة إيجابية في العلاقات السعودية العراقية”.

وأعقب زيارة السعودية، زيارةٌ أخرى للإمارات العربية المتحدة في منتصف أغسطس 2017، وكان في استقباله ولي
عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان، وناقشا عدداً من الملفات ذات الاهتمام المشترك، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الإماراتية.

وكانت زيارة الصدر لأبوظبي زيارة رسمية؛ تلبيةً لدعوة وجهتها له الحكومة الإماراتية، وبحسب بيان أصدره المكتب
الإعلامي للصدر فإن “الحكومة الإماراتية أرسلت طائرة خاصة لنقل الصدر ذهاباً وإياباً”.

وحول ذلك يؤكد المحلل السياسي أحمد الأبيض أهمية هاتين الزيارتين، وقال: إن “الصدر يمثل توجهاً سياسياً مُهماً داخل العراق”.

وأضاف “الأبيض” في حوار مع “دويتشه فيله عربية”، في 18 أغسطس 2017: إن الزيارة تعتبر “مؤشراً على
إمكانية عودة العراق للحِضن العربي، وهو ما سيعني المشاركة العربية بشكل أكبر في إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية”.

وأشار إلى أن الصدر كان يسعى من خلال تلك الزيارات إلى “تحقيق حاجته إلى أموال ودعم سياسي لمواجهة
الخصوم داخل البيت الشيعي، لذلك كان اختيار الرياض وأبوظبي من أجل البحث عن مصادر دعم جديدة”.

تقارب خليجي عراقي

وفي ضوء النتائج الأولية للانتخابات العراقية بعد فوز التيار الصدري أبدى مراقبون تفاؤلهم بأن ذلك سيؤدي إلى
تعزيز العلاقات بين العراق ودول الخليج.

ويشير المحلل السياسي جبار المشهداني إلى أن علاقة الصدر بدول الخليج “عميقة وموطدة، حيث يمتلك علاقات
طيبة مع كل من السعودية والإمارات والكويت التي سبق أن زارها”.

وفي حديثه مع “الخليج أونلاين”، يلفت المشهداني إلى أن وصول التيار الصدري إلى رئاسة الحكومة سينعكس بشكل
إيجابي على العلاقات العراقية الخليجية، وربما يستطيع العراق أن يلعب دوراً أكبر بإرساء تفاهمات خليجية إيرانية.

ويعرب عن اعتقاده أن المشهد العراقي الخليجي ربما يتأثر أكثر بالعلاقة السعودية الإيرانية، فإذا حصل نوع من
التطبيع أو إيقاف الهجمات الإعلامية المتبادلة وحصل تقارب سعودي إيراني، فإن هذا يلقي بظلاله الجيدة على العراق وفي تعاطيه مع دول الخليج اقتصادياً وسياسياً.

ويبين أن “دول الخليج تعاملت مع الصدر باعتباره شيعياً عروبياً قومي الهوى، لذلك فإن علاقتهم معه أفضل بكثير
من علاقتهم مع فصائل أخرى”.

ويرجح المشهداني أنه بعد تشكيل الحكومة الجديدة سيكون هناك تعاون عراقي خليجي أكبر، خاصة إذا حصل تفاهم
بين السعودية وإيران، وإذا ما حصل أي إشكال بين الرياض وطهران فإن ذلك سيلقي بظلاله على علاقة العراق بدول الخليج.

وشارك في الانتخابات العراقية التي أُجريت يوم الأحد 10 أكتوبر 2021، أكثر من 3200 مرشح، يمثلون 21
تحالفاً و109 أحزاب سياسية، إضافة إلى مرشحين مستقلين، وذلك للتنافس على الفوز بـ329 مقعداً في البرلمان
الجديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى