سياسةمجتمع

جوية وبرية وبحرية.. ما أهمية ودلالات المناورات الأمريكية السعودية؟

رغم انتهاج الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة جو بايدن سياسة مغايرة لإدارة ترامب السابقة تجاه السعودية، وسعي واشنطن إلى إعادة ضبط علاقاتها مع دول الخليج بما يخدم مصالحها، في المناورات الأمريكية السعودية

ويرى مراقبون أن الهدف من هذه المناورات الأمريكية السعودية هو مواجهة التهديدات المحتملة في المنطقة، وإيصال رسائل عديدة، منها التلويح بالخيار العسكري لحل الخلافات بين الدول، إضافة إلى أن تلك المناورات تعد فرصة لاكتساب المزيد من الخبرات وطرق تسليح جديدة ومتطورة.

وعلى غرار السنوات السابقة شهد عام 2021 منذ مطلعه العديد من المناورات العسكرية بين الولايات المتحدة والسعودية شملت القوات البرية والبحرية والجوية بمختلف تشكيلاتها.

المدافع الأزرق

وأعلنت السعودية، السبت 17 أكتوبر 2021، بدء مناورة بحرية مشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية، في أسطولها الغربي، بهدف “ضمان حرية الملاحة بالبحر الأحمر”.

وقالت إن المناورة تستمر 10 أيام، من أجل “تعزيز العلاقات والتعاون العسكري ورفع مستوى الاستعداد القتالي، والجاهزية”، وتشمل أيضاً “الإسهام في تطوير القدرات الأمنية بحماية وسلامة البحار والممرات المائية الإقليمية والدولية، لضمان حرية الملاحة البحرية في البحر الأحمر”، وفق “واس”.

وأشارت “واس” إلى أن المناورات الأمريكية السعودية انطلقت بحضور مساعد قائد الأسطول الغربي السعودي وقائد التمرين اللواء البحري الركن منصور بن سعود الجعيد، والعقيد البحري دانيال بيلي من البحرية الأمريكية.

المدافع البحري 21

وكانت أولى مناورات العام الجاري تمثلت في التمرين البحري المختلط “المدافع البحري 21″، الذي انطلق في 21 يناير، بين القوات البحرية الملكية السعودية والقوات البحرية الأمريكية، بمشاركة قانصة الألغام البريطانية.

وأشارت وكالة الأنباء الرسمية السعودية إلى أن التمرين حضره قائد الأسطول الشرقي السعودي، اللواء البحري الركن ماجد بن هزاع القحطاني، ويهدف إلى رفع الجاهزية القتالية وتوسيع التعاون الأمني البحري بين القوتين، من خلال تعزيز الأمن البحري وتأمين حماية المياه الإقليمية وتبادل الخبرات القتالية، في قاعدة الملك عبد العزيز البحرية بالأسطول الشرقي بالجبيل.

من جانبه أوضح مدير التمرين، العميد البحري الركن عوض بن رشيد العنزي، في تصريح لقناة الحرة، أن “المدافع البحري” يهدف إلى تعزيز الأمن البحري وحماية المياه الإقليمية والسواحل والموانئ وتعزيز التعاون العسكري وتبادل الخبرات القتالية بين القوات البحرية الملكية السعودية والبحريتين الأمريكية والبريطانية.

وأشار العنزي إلى أن التمرين الذي استمر أسبوعين في الأسطول الشرقي ومياه الخليج العربي شمل العديد من المحاضرات والتمارين التدريبية المقدمة من المشاركين.

‏‎وشهد التمرين تنفيذ عدد من الفرضيات والتشكيلات للقطع البحرية، بمشاركة من وحدات الأمن البحرية الخاصة وطيران القوات البحرية ومشاة البحرية وتدريبات على الرماية بالذخيرة الحية.

مناورات جوية

ونشرت وزارة الدفاع السعودية، في 8 مارس 2021، صوراً لمقاتلات إف-15 السعودية برفقة القاذفات الاستراتيجية بي-52 الأمريكية خلال مناورات مشتركة.

وقالت الدفاع السعودية، في بيان: إن “هذا التمرين يبرز القدرات والسيطرة الجوية والتكامل العملياتي، وهو استمرار
للتعاون المشترك بين القوات الجوية الملكية السعودية والقوات الجوية الأمريكية للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة”.

وكانت القيادة المركزية الأمريكية قد أصدرت بياناً بشأن عبور قاذفات نووية لأجواء 3 دول بالشرق الأوسط ضمن
دورية جوية متعددة الجنسيات تشمل مقاتلات من عدة دول في المنطقة.

وقال البيان، الذي نشرته الصفحة الرسمية للقيادة المركزية الأمريكية، يوم الأحد 7 مارس: “قامت اليوم قاذفتان من طراز “بي-52 إتش” ستراتوفورتريس، تابعتان للقوات الجوية الأمريكية بـ “دورية جوية” متعددة الجنسيات في
أجواء الشرق الأوسط لردع العدوان وطمأنة شركاء وحلفاء الولايات المتحدة بالتزام الجيش الأمريكي بالأمن في المنطقة”.

وفي مايو 2021 أقامت القوات الجوية السعودية ونظيرتها الأمريكية التمرين المشترك “سراب الصحراء 3″،
وشهدت المناورات الأمريكية السعودية عدداً من التدريبات على السيناريوهات القتالية المشتركة، للتصدي للتهديدات الناشئة.

وتهدف هذه التدريبات، بحسب وكالة الأنباء السعودية، إلى صقل الخبرات، ورفع مستوى الجاهزية القتالية المشتركة،
وتعميق أواصر التعاون بين القوات السعودية والقوات الأمريكية، للوصول إلى قوة الردع المطلوبة لأي هجوم محتمل يهدد أمن وسلامة المنطقة.

وشاركت فيه منظومات القوات الجوية الملكية السعودية المقاتلة بينها (إف-15 إس أي، إف 15 سي، تايفون،
تورنيدو)، وكذلك منظومات (الإنذار المبكر، والاستطلاع الإلكتروني، والتزود بالوقود)، ومن الجانب الأمريكي
منظومات (إف 15، إف16، إف18، الأيواكس)، بحسب “واس”.

مخالب الصقر

وشهد يونيو 2021 انطلاق مناورات التمرين المشترك “مخالب الصقر 4” بين القوات البرية السعودية ونظيرتها من
القوات الأمريكية بالمنطقة الشمالية الغربية بالمملكة.

ويهدف التمرين إلى توثيق العلاقات العسكرية المتبادلة بين البلدين، وتوحيد المفاهيم العسكرية من خلال العمل
المشترك بين قوات الجانبين، وتبادل المعلومات والخبرات، وتحسين التوافق بين المعدات والعقائد العسكرية؛ لرفع
مستوى الجاهزية والقدرة على العمل مع القوات الصديقة، والاستعداد لمواجهة أي تهديدات خارجية، بحسب وكالة الأنباء السعودية.

وفي 18 مارس الماضي، انطلقت النسخة الثالثة من المناورة بالمنطقة والقوات ذاتها، لمدة أسبوع، بأهداف مماثلة،
بحسب ما نقلته “واس”، وقتها.

وفي 8 ديسمبر 2020، انطلقت النسخة الثانية من المناورة بالمنطقة الشمالية الغربية أيضاً بمشاركة القوات البرية
الأمريكية، وفق المصدر ذاته، دون أن يوضح تفاصيل عن أولى المناورات.

وأوضحت وكالة الانباء السعودية أن “القوات الجوية السعودية تشارك بمنظومة طائرات (إف 15 إس إي)، ونقلت
عن قائد التمرين السعودي، عائض القحطاني، أن “مشاركة قوات جوية من عدة دول في التمرين يساعد في وضع
سيناريوهات مشابهة إلى حد كبير لما يمكن حدوثه على أرض الواقع”.

دلالات ورسائل

ويقول الخبير العسكري والاستراتيجي عبد الخالق الشاهر: إن “المناورات العديدة المشتركة بين السعودية والولايات
المتحدة خلال عام 2021، لها دلالات قاطعة على أن الولايات المتحدة بدأت تركز بشكل أكبر على مصالحها المهددة من قبل إيران في الخليج العربي”.

ويضيف أن “أمريكا تشعر دوماً بالحاجة إلى التعاون مع دول المنطقة برمتها عدا إيران، بل إنها لم تعترض على
المفاوضات التي تجري بوساطة العراق بين السعودية وإيران، لأنها صارت تعي الخطر الإيراني”.

ويشير الشاهر إلى أنه “بعد سحب منظومة الدفاع الجوي الأمريكية من السعودية، لم تتسبب بفتور العلاقات بين
الجانبين، وإن كان هناك فتور بسيط من الجانب السعودي فلن يؤثر على العلاقات الاستراتيجية الوطيدة بينهما، مؤكداً أن الطرفين مهددان من قبل إيران”.

وحول انعكاسات تلك المناورات على المنطقة، يرى الشاهر بأن “أي مناورة -خصوصاً مع الجيوش المترفة كالجيش
السعودي- ضرورية جداً لغرض تقارب العقائد العسكرية، بين جيش الولايات المتحدة والجيش السعودي”.

ويلفت الخبير العسكري والاستراتيجي إلى أن “هذه المناورات ستخلق حالة من التوازن، لأنها ليست لأهداف فنية
ولوجستية وتدريبية، لكنها غالباً ما تحصل لتساهم في ردع الطرف المقابل، أي تعطي واشنطن رسالة مفادها بأن
هناك مناورات بينها وبين الرياض، وهم جادون في التصدي لإيران ولمخططاتها التي تعترض المصالح الأمريكية في
المنطقة أو لدول الخليج”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى