سياسةمجتمع

صيانة صواريخ الباتريوت بأيدٍ ناعمة في الكويت ليس حكراً على الرجال

صيانة صواريخ الباتريوت بأيدٍ ناعمة في قسم صواريخ الباتريوت بمجمع الصيانة التابع لسلاح الجو الكويتي، المكان لا يتسع للرجال فقط، فالمرأة هناك لها دور مفصلي أيضاً لا يختلف عن عملها في أي من الوزارات المدنية الأخرى.

وسلطت صحيفة “القبس” الكويتية، الضوء في تقرير لها، على 5 مواطنات مدنيات يعملن بمجمع الصيانة التابع لسلاح الجو الكويتي.

وتقول الصحيفة: “للوهلة الأولى يبدو الموضوع غير قابل للتصديق، لكن الجولة الميدانية بسلاح الدفاع الجوي كشفت ان صيانة صواريخ الباتريوت بأيدٍ ناعمة و أنَّ عمل المرأة في هذا المكان لا يختلف كثيراً عن أي عمل في أي وزارة أخرى”.

ونقلت “القبس” عن الكويتيات الخمس تجاربهن في هذا العمل الذي يُنظر إليه على أنه حكر على الرجال.

أبرار بولند
أبرار تقول عملي في هندسة الباترويوت عشقي الأول والأخير

المهندسة أبرار بولند، تقول: إنَّ “عملي في صيانة وهندسة الباتريوت عشقي الأول والأخير، ولن أفكر في تغيير وظيفتي».

ولم تخشَ بولند التي التحقت بالعمل في وزارة الدفاع منذ عام 2007، من نظرة المجتمع، لا سيما في ظل دعم أسرتها لها وغرس فكرة المساواة وتكافؤ الفرص بين الجنسين في سبيل خدمة الوطن، حيث نشأت في بيئة تعشق العمل العسكري، كما أن شقيقتها تعمل بوزارة الداخلية.

واسترجعت بولند بداية عملها في هذا المجال، قائلة: “في البداية، كان لديَّ تخوُّف من خوض هذه التجربة، ولكن بعد الاطلاع على المكان والتعرف على آلية العمل فيه، لمست راحة نفسية ورغبة شديدة في الالتحاق به ومواصلة العمل في تقديم المساندة الفنية والصيانة لقطاع الباتريوت”.

ليلى أشكناني
اشكناني: الرتبة شرف لنا ونفتخر بالدخول في السلك العسكري

أما ليلى أشكناني فتعمل اختصاصية أشعة في مستشفى جابر الأحمد، وهي تقوم بعمل الفحوصات الطبية للضباط والعسكريين وأسرهم.

وتقول ليلى: “الرتبة شرف لنا ونفتخر بالدخول في السلك العسكري لنكون يداً بيد مع إخواننا الضباط، والجيش الكويتي يحتاج العنصر النسائي، ونحن مستعدات لمساندتهم ليكمل بعضنا بعضاً”.

زينب أشكناني
زينب

أما زينب أشكناني فهي مساعدة مشرف اتصالات لا سلكية في مجمع الصيانة التابع لسلاح الدفاع الجوي، وتصف نفسها بأنها زوجة وأم ناجحة، استطاعت التوفيق بين العمل والحياة الاجتماعية وإقناع زوجها باحترام عملها، رغم التحديات التي اعترضتها في بداية دخولها هذا المجال.

وتقول: “اصطحبني زوجي إلى مقر عملي أول يوم دوام، وتحدث مع المسؤول، وشجعني على البقاء بهذا المكان بعد
الاطلاع عليه ومعرفة آلية العمل فيه”.

أشكناني تطرقت إلى طبيعة عملها في ورش الفحص والصيانة، موضحةً أنها “تتولى مهام لحام قطع غيار الباتريوت
بعد معرفة مكامن الخلل والأعطال وفحصها؛ ومن ثم يتم البدء في عملية الصيانة”.

اقرأ ايضاً
الجيش الأمريكي يوجه ضربة ثانية لحركة الشباب في الصومال هذا الأسبوع

وعن الصعوبات التي واجهتها وزميلاتها في البداية، تقول: “عملنا ليس سهلاً، ويحتاج دقة وتركيزاً ويعد مسؤولية،
ولكن بعد التدريبات المتواصلة والدورات التدريبية المكثفة تجاوزنا كل الصعوبات، وأصبحنا نستغرق وقتاً وجهداً أقل في الإنجاز”.

وتسرد أشكناني الإيجابيات التي يوفرها المكان للمنتسبات إليه، وأبرزها أن طبيعة الدوام صباحي، ولا توجد ورديات.

وتضيف: “على الرغم من أننا نعمل في الجيش، فإن طبيعة عملنا تتسم بالراحة والمرونة، ونعمل مع إخواننا
العسكريين بكل تعاون ووُد، ولدينا خصوصية، ولا يوجد اختلاط أو احتكاك دائم مع إخواننا العسكريين، وعملنا يقوم على أساس التعاون والاحترام المتبادل”.

شيماء الخياط
شيماء

من ناحيتها، لخَّصت شيماء الخياط، وهي مساعدة مشرف هندسة إلكترونية، تجربتها في العمل بالقطاع العسكري
بالقول: “لم يكن الجمع بين العمل والأمومة معادلة صفرية بالنسبة لها، فكل منهما يعزز الآخر”.

وتابعت الخياط، أنها التحقت بوزارة الدفاع عن طريق ديوان الخدمة المدنية، وهي في الشهر التاسع من حملها،
ووضعت طفلها الأول بعد 10 أيام من الدوام، ولم تفكر في الاعتزال أبداً، بل نجحت في تحقيق التوازن بين الأمومة والوظيفة.

كما كان تفهُّم زوجها طبيعة عملها وتشجيعه الدائم والداعم لها عاملاً رئيساً في نجاحها واستمرارها في عملها
بمنظومة الدفاع الجوي، بل إن النجاح كان مشتركاً بينهما، حسب تعبيرها.

منيرة العروج ومنى المسري
منيرة ومنى

هما شريكتان في النجاح والتميز.. لم تُفرِّقهما الظروف الحياتية وجمعتهما الصدفة في الدراسة والوظيفة. إنهما منيرة العروج ومنى المسري، وتعمل كل منهما مساعدة مشرف إلكترونيات في مجمع الصيانة بوزارة الدفاع.

تقول منيرة: “تخرجنا في المعهد نفسه، وكنّا نبحث معاً عن عمل بسيارة واحدة، وشاءت الأقدار أن نجتمع مجدداً
بالوظيفة وفي القسم نفسه”.

ولَم تخفِ منيرة تخوُّفها من العمل بهذا المكان في بداية الأمر، “خصوصاً أنه تخصص جديد وغير مألوف، ولكن مع
الوقت تبين أنه مكان مناسب لنا ولا يختلف عن أي وظيفة أخرى”، مشيرة إلى أن المكان مهيأ وله هيبة ولا يُسمح بدخول أي شخص سوى العسكريين والمصرَّح لهم بالدخول.

ولَم يختلف شعور منى عن رفيقة دربها فلم تشعر بالغربة، بل وجدت أن وظيفتها تتفق وطموحاتها ولن تفكر في
التقاعد المبكر.

وفي 12 أكتوبر الجاري، أعلنت الكويت السماح للنساء بالالتحاق بجيش البلاد، كضباط اختصاص وضباط صف
وأفراد، وذلك في مجال الخدمات الطبية والخدمات العسكرية المساندة و صيانة صواريخ الباتريوت بأيدٍ ناعمة ،
بعدما اقتصر عملهن فيه لسنوات على تخصصات مدنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى