صحيفة وول ستريت جورنال: واشنطن رصدت مقراً عسكرياً صينياً في الإمارات
ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، اليوم الجمعة، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، أن
الاستخبارات الأمريكية علمت مؤخراً أن الصين تبني مقراً عسكرياً صينياً في الإمارات ، وهو ما تسبب في توتر العلاقات الأمريكية الإماراتية وانزعاج الرئيس جو بايدن.
وبين المسؤولون أ نمقراً عسكرياً صينياً في الإمارات كان يتم في ميناء خليفة بأبوظبي، موضحين أن الإنشاءات
بالموقع توقفت بعد ضغوط أمريكية.
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين قولهم: إن “ضغوط واشنطن أسفرت عن زيارة مستشار الأمن القومي، ومبعوث
الرئيس بايدن للشرق الأوسط إلى موقع البناء”.
وأوضحت الصحيفة أن “واشنطن حذرت أبوظبي من أن أي وجود صيني عسكري على أراضيها سيهدد علاقاتهما”.
وتسبب انكشاف أمر المشروع العسكري الصيني السري في الإمارات -بحسب الصحيفة- في توتر العلاقات الأمريكية الإماراتية وانزعاج أمريكي شديد، الأمر الذي دفع إدارة بايدن لتوجيه تحذير صارم لحكومة أبوظبي من أن الاستمرار
في بناء الميناء يعيق العلاقات الثنائية، فأوقفت الإمارات البناء.
بدورها قالت سفارة الإمارات بواشنطن للصحيفة: “لا علم لنا ولا اتفاق مع الصين بشأن وجود عسكري لها على أراضينا”.
العلاقات بين بكين وأبوظبي
يشارالى ان صحيفة “وول ستريت جورنال” سبق ان اكدت، في مايو الماضي، وجود قلق امريكي من تنامي
العلاقات العسكرية الإماراتية الصينية، وصولاً إلى ما قيل حينها وجود مؤشرات على احتمال إقامة بكين قاعدة عسكرية في أبوظبي.
كما قالت الصحيفة حينها إن المسؤولين الأمريكيين صرحوا بأن بوادر توسيع العلاقات بين بكين وأبوظبي تلقي
بظلالها على صفقات أسلحة مثل مقاتلات “إف 35″، حيث تسعى واشنطن للحصول على ضمانات بأن الإمارات لن تسمح للصينيين أو غيرهم بالوصول إلى أحدث تقنيات الحرب الأمريكية.
لكن في حينها أكد السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، أن “بلاده لديها سجل حافل ومتسق في حماية
التكنولوجيا العسكرية الأمريكية، سواء في التحالفات التي خدمنا فيها جنباً إلى جنب مع الجيش الأمريكي أو داخل الإمارات”.
وفي أكتوبر الماضي، أقرت لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي تشريعاً يطلب من مدير الاستخبارات
الوطنية إنجاز تقرير عن التعاون القائم بين دولة الإمارات والصين، على أن ينجز خلال أقل من 60 يوماً من إقرار التشريع الذي جرى تمريره في نهاية سبتمبر الماضي.
ويدعو مشروع “قانون تفويض الاستخبارات”، الذي يتضمن موازنة وكالات الاستخبارات للعام 2022، مدير
الاستخبارات الوطنية إلى تقديم تقرير للجنتي الاستخبارات في الكونغرس عن تفاصيل التعاون بين الصين والإمارات،
في مجالات الدفاع والأمن والتكنولوجيا وباقي القضايا الاستراتيجية الحساسة، التي تهم الأمن القومي الأمريكي.
وبحسب تقرير البنتاغون لعام 2020، حول الطموحات العسكرية الصينية، فإن الإمارات العربية المتحدة كانت من
بين الدول التي كانت بكين “على الأرجح تفكر فيها بالفعل وتخطط لإنشاء مرافق لوجستية عسكرية إضافية في الخارج فيها”.
يشار إلى أن العلاقات الإماراتية الصينية تنامت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، ما أفضى لتعاون في مختلف
المجالات، ومنها العسكرية، حيث استخدمت الإمارات، بحسب تقارير صحفية، تكنولوجيا عسكرية صينية مثل الطائرات بدون طيار.
والإمارات هي أكبر شريك تجاري غير نفطي للصين في منطقة الشرق الأوسط، حيث بلغ حجم التجارة بين البلدين
أكثر من 50 مليار دولار أمريكي، مع زيادته إلى أكثر من 200 مليار دولار بحلول عام 2030.