اقتصادمجتمع

الأفضل عربياً.. هل يتربع العسل السعودي على عرش العالم؟

تحظى صناعة العسل السعودي وإنتاجه باهتمام كبير في المملكة العربية السعودية، لكونها من الصناعات الغذائية الأساسية التي أثبتت، خلال السنوات الماضية، قدرتها على تحقيق عوائد مالية كبيرة تساهم في دعم اقتصاد البلاد.

وحسب بيانات وزارة البيئة والزراعة السعودية، فإن صناعة عسل النحل وإنتاجه يسهمان بنسبة 1.07% من إجمالي الناتج المحلي الزراعي في البلاد، وباتا من أهم الروافد الاقتصادية للمملكة.

تنتج المملكة ما يزيد على 5 آلاف طن من العسل سنوياً، ويتجاوز عدد خلايا النحل فيها مليوناً على مستوى البلاد، وفق بيانات رسمية.

ومن أشهر أنواع العسل السعودي التي يتم إنتاجها في المملكة: السدر، والأكاسيا (الطلح)، والسمر ، والضهيان، والبرسيم.

العسل

وتحتل تربية النحل وتطوير إنتاج العسل السعودي موقعاً مميزاً في رؤية السعودية 2030، وبرنامج التحول الوطني 2020، من خلال نشر الطرق الحديثة في تربية النحل، ورفع مستوى الكفاءة الإنتاجية، وتحسين الجودة بما يؤدي إلى تحقيق عوائد اقتصادية أعلى وزيادة فرص العمل للمواطنين.

وفي أكتوبر الماضي، فازت السعودية بالمراتب الخمس الأولى من أصل ست مراتب، في المسابقة التي نظّمها الاتحاد العربي للنحّالين العرب على هامش اجتماعه الثالث عشر الذي اختتم أعماله، بالعاصمة التونسية.

وتشير التقديرات السعودية الرسمية إلى أن السعوديين يستهلكون 320 غراماً من العسل سنوياً للفرد الواحد، أي ضعف المتوسط ​​العالمي.

العسل

جبال عسير

على مدار السنين تنتج جبال عسير في المملكة أجود أصناف العسل عالمياً، حيث تشتهر بتنوعها المناخي والجغرافي وتوافر آلاف الأشجار والشجيرات المزهرة في تلك المنطقة، التي تعتبر بيئة مثالية لمزارعي النحل.

وتعتبر جبال سراة عسير مكاناً مثالياً لتربية النحل في السعودية؛ وذلك بسبب هطول الأمطار والطقس المعتدل.

وبحسب الإحصائيات التقديرية لفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة في منطقة عسير، يبلغ عدد النحالين نحو 5656، فيما يبلغ عدد خلايا النحل نحو نحو مليوني خلية.

منطقة الباحة

منطقة الباحة جنوبي السعودية تتميز كذلك بإنتاج أجود أنواع العسل عالمياً، ويقدر إنتاجها بـ800 طن سنوياً، يتم إنتاجها في 125 ألف خلية.

وحسب وكالة الأنباء السعودية، يقوم 1600 نحَّال في منطقة الباحة على جمع العسل طوال العام بمعدل 7 مرات.

والزائر لمنطقة الباحة يستطيع مشاهدة خلايا النحل منتشرة في جبال الباحة؛ لكونها مهنة قديمة كان يزاولها بعض أهاليها.

وتتميز الباحة بإنتاج عسل: المجرى، والضرم، والسمر، والصيفي، والطلح، والشوكة، والسدر، ولكل نوعٍ لونه وطعمه إلا أن الأشهر منها عسل: السِّدرة، الشَّوْكة، والسمر، فهي أكثر جودة وتتميز برائحتها الزَّكية.

وتستضيف منطقة الباحة في كل عام مهرجان العسل الدولي، وتبرز فيه أفضل وأجود أنواع العسل ومنها: السدر الصيفي، والسدر التهامي، والضهيان، والمجرى، والضرمة.

عسل

تشجيع تربية النحل

أطلقت السعودية، بداية العام الحالي، عديداً من المشاريع لتشجيع تربية النحل، حيث تأمل تدريب الشباب السعودي
على تربية النحل كجزء من حملة لتعزيز ثقافة تربية النحل بما يتماشى مع خطة رؤية 2030 لتنويع سوق العمل.

وفي مايو الماضي، قالت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية إنها تقوم من خلال إدارة مختصة للنحل بمسمى
“إدارة المناحل وإنتاج العسل”، بإطلاق مبادرات تسهم في نشر الطرق الحديثة في تربية النحل، ورفع مستوى الكفاءة
الإنتاجية، وتحسين الجودة بما يؤدي إلى تحقيق عوائد اقتصادية.

ووضعت الوزارة خطة لتطوير قطاع تربية النحل وإنتاج العسل تهدف من خلالها إلى تحسين وحماية السلالة المحلية لنحل العسل والمحافظة عليها، وتطوير وتحسين الكفاءة الإنتاجية، وتنمية وحماية المراعي النحلية وتنظيم استغلالها،
وإيجاد فرص استثمارية عبر الشراكة مع المؤسسات والهيئات والجهات المختصة وغيرها.

كما تقدم الوزارة الخدمة الإرشادية للمناحل الأهلية من قِبل الفنيين المختصين المكلفين بالزيارات الميدانية وتعريف النحالين بالطرق الحديثة للنحالة.

كما أطلقت وزارة البيئة والمياه والزراعة ضمن خدماتها الإلكترونية لمربي النحل ومنتجي العسل منصة “زراعي”،
وذلك مواكبة للتحول الرقمي في أعمالها، للتسهيل على المستفيدين لتنفيذ خدماتهم في وقت قياسي، مما يسهم في رفع
كفاءة العمل وجودته ورفع نسبة الخدمات الرقمية المقدمة للنحالين.

عسل

الأولى خليجياً وعربياً

في تصريحات سابقة لرئيس مجلس إدارة جمعية النحالين التعاونية بالباحة، أحمد الخازم الغامدي، قال: إن “السعودية تأتي في مقدمة دول مجلس التعاون الخليجي من حيث صادرات العسل بـ3026 طناً، بنسبة 70% من صادرات دول
المجلس، تليها الإمارات بـ1019 طناً، بنسبة 24%، وسلطنة عُمان بـ225 طناً بنسبة 5%، ثم الكويت بـ51 طناً بنسبة 1%، أما البحرين وقطر فلكل منهما خمسة أطنان، بنسبةٍ أقل من 1% لكل منهما”.

وأوضح الغامدي أن المملكة جاءت في المرتبة الأولى عربياً في تصدير العسل، بنسبة 57%، تليها مصر بنسبة
20.4%، واليمن بـ9.4%، فالإمارات بـ4.7%، ثم تأتي سلطنة عُمان بنسبة 2.6%، من إجمالي صادرات الدول العربية من عسل النحل الطبيعي.

وأشار إلى أن هناك جهوداً حثيثة تبذلها وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية لتطوير قطاع النحل ودعم النحالين
ضمن برامج التحول الوطني التي تهدف إلى نشر الطرق الحديثة في تربية النحل، ورفع مستوى الكفاءة والجودة،
وزيادة فرص العمل للمواطنين، وتحقيق عوائد اقتصادية أعلى.

عائدات اقتصادية

هذا الاهتمام الكبير من الحكومة السعودية بتربية النحل وإنتاج العسل يرجع بشكل أساسي لما يحققه هذا القطاع من
عائدات اقتصادية مهمة في حال تطويره بالشكل الصحيح وتحقيق الاكتفاء الذاتي منه.

يقول الخبير الاقتصادي جمال بنون، لـ”الخليج أونلاين”: إن “العسل السعودي يصنف بين الأفضل عالمياً، وتنتج
المملكة ما يزيد على 5 آلاف طن منه سنوياً، تبلغ قيمتها ما يزيد على 176 مليون دولار”.

واستدرك بنون قائلاً: “لكن المملكة في المقابل تستورد ما يقارب 25 ألف طن من عسل النحل سنوياً، بسبب عدم

كفاية الإنتاج المحلي، إضافة إلى الرغبة في تنويع المعروض بالسوق وزيادة المنافسة”.

وتابع: “قطاع العسل يحقق سنوياً نسبة 1.07% من إجمالي الناتج المحلي الزراعي بالمملكة، ما يعني أنه من الروافد الاقتصادية المهمة”.

وأشار إلى أن هذا القطاع يحظى باهتمام كبير من الحكومة السعودية التي أطلقت عديداً من الخطط لتطويره ليصبح
داعماً أساسياً من دعائم القطاع الزراعي في البلاد، خاصة ضمن رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد.

وأوضح أن المواطن السعودي يستهلك من العسل ضعف الكمية التي يستهلكها الفرد في العالم، وهذا يؤكد الحاجة
لتطوير هذا القطاع ليغطي احتياجات السوق المحلي بالكامل.

ورأى أن قطاع إنتاج العسل في المملكة سيكون له مستقبل مميز خلال السنوات القليلة المقبلة، مؤكداً أنه “من غير
المستبعد أن تتحول السعودية إلى واحدة من الدول العشر الأولى المصدرة لعسل النحل، خلال أعوام”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى