تحظى شريحة الأطفال في دول مجلس التعاون باهتمام خاص، حيث تحرص الحكومات على توفير متاحف الأطفال في الخليج والبرامج والفعاليات والمبادرات المبتكرة التي تعنى بشؤون الطفل، وكذلك تشريع القوانين اللازمة لحماية الأطفال وضمان حقوقهم.
وفي هذا الإطار يأتي اهتمام دول الخليج بتدشين متاحف خاصة بالأطفال لما لها من أهمية كبيرة في تزويد الطفل بالمعرفة الثقافية عن بلاده بكل خصائصها المادية والبيئية والفنية والعلمية، وتمثل أعمار أقل من 15 سنة ما نسبته 21.9% من سكان الخليج.
أهمية متحف الطفل
ويقول المشرف العام على مجموعة متاحف عبد الرؤوف خليل في جدة، المهندس يوسف محمد الكيكي، إن هناك ضعفاً في توجه الدول العربية بشكل عام ودول الخليج بشكل خاص نحو ثقافة متاحف الأطفال في الخليج، خصوصاً بما يخص التركيز على متحف الأطفال، ما تسبب حديثاً في توجه نحو ذلك والتركيز عليه.
ويضيف الكيكي” بأن أهمية المتاحف تكمن في تكوين الثقافات والحضارات ومعرفة الإرث التاريخي لكل دولة، وذلك مهم جداً للطفل ليصل إلى الوعي الثقافي الكامل في مجتمعه.
ويردف بالقول: “من الضروري أن يتعرف الطفل على إرث أجداده الثقافي والاجتماعي والفكري، مما ينمي انتماءه للوطن لتنغرس بداخله العادات والتقاليد، خصوصاً في ظل الغزو الثقافي المخيف”.
وحول الآلية التي يجب أن تتوفر في متاحف الأطفال في الخليج لتواكب الحداثة يقول الكيكي: “يجب أن تعرض بأسلوب منهجي حديث ومتطور باستخدام التقنية الحديثة للوصول إلى المبتغى المطلوب ولإيصال الثقافة اللازمة ونقل الفكرة بكل وضوح. بالإضافة إلى أن المادة المعروضة يجب أن تكون ثرية وغنية وبأسلوب ترفيهي يجذب الانتباه لتصل المعلومة بسهولة إلى الطفل”.
ويؤكد أن للمتاحف دوراً رئيسياً في تنمية الحالة النفسية لدى الأطفال، كما أنها تزيد من وعيهم ونضجهم، وينتج عنها اتزان انفعالي، وهي كذلك وسيلة تربوية وتعليمية تهدف إلى الحفاظ على التاريخ من الضياع والاندثار من خلال عرضها الثقافات المختلفة، وكذلك تنمي مهارات الأطفال في الاقتناء وفي الفن التشكيلي والمهن المختلفة، كما يتم التعرف على المخترعين والمؤثرين الذين ساهموا في تنمية الحضارات المختلفة.
ويختتم الكيكي حديثه بالإشارة إلى أنه مع وجود المتاحف ينتج عنها حب الاقتداء لدى الطفل، وذلك حينما يرى العلماء وآثارهم التي بنت الحضارات، فيحاول بذلك الطفل السعي نحو تحقيق إنجاز يشابه ما حققوه، ولذلك أهمية عظمى.
السعودية
يقدم متحف الطفل في المملكة العربية السعودية للأطفال حتى عمر 12 سنة باقة من الفرص للصغار بهدف إثراء حياتهم من خلال التجارب التفاعلية المبنية على اللعب، بما في ذلك المعارض والفصول الدراسية وورشات العمل.
ويحتوي المتحف على جناح خاص يستهدف الأعمار من حديثي الولادة إلى 5 سنوات، ويتيح لزواره الصغار فرصة اللعب والتعلم والاكتشاف والاستكشاف عبر 5 مناطق ذات موضوعات معينة
أما المختبر البيئي في المتحف فهدفه تمكين العلماء الناشئين من استكشاف العلوم البحرية وعلوم البيئة والفيزياء والجيولوجيا والرقابة البيئية، كما تشجع الأنشطة العملية على التنقيب لتزوّد العقول الشابة بالمهارات التي يحتاجونها لمشاهدة العالم بطريقة علمية.
كما يحتوي المتحف على معالم تجسد التاريخ الغني للفن الإسلامي من خلال فن الخط والأنماط الهندسية والرسم والصور التجريدية، وكذلك يعطي الأطفال فرصة للشروع في سلسلة من الاكتشافات الثقافية التي تشجعهم على التعلم واحترام مختلف الشعوب والثقافات حول العالم.
قطر
وفي دولة قطر دشن أمير البلاد، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الخميس 18 نوفمبر، مشروع حديقة ومتحف الأطفال
“دَدُ” الأول من نوعه في البلاد بزرع شجرة سدر.
وتعني كلمة “دَدُ” اللعب، ومصدرها هو أثر اللعب الذي يتركه الأطفال في بيئتهم، ومن أقدم الأدلة على ذلك نقوش
اللعب على الأحجار التي خلّفتها الأجيال، بحسب تعريف متاحف قطر.
ويسعى “متحف الأطفال”، وهو حالياً قيد الإنشاء والتطوير من قبل “متاحف قطر”، إلى إثراء حياة الأطفال وعائلاتهم
عبر إتاحة مساحة حرة تسمح لهم بممارسة اللعب كأداة للتعلم وفهم العالم من خلال اكتشاف الذات.
وتقول “هيئة متاحف قطر” إن المشروع الذي يتضمن حديقة ومتحفاً سيوفر مجموعة متنوعة من التجارب المتاحة
والمحفزة والتفاعلية، سواء الداخلية أو التي تجرى في الهواء الطلق.
الإمارات
يقع متحف الألعاب التجريبية “أولي أولي” في حي القوز بإمارة دبي في دولة الإمارات، ويضم ثمانية معارض تجمع
ما بين التعلم والترفيه، وهو مخصص للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و11 عاماً.
وتقدّم كل صالة تجربةً حسية متميزة، وقد تم تجهيزها بالمعدات المبتكرة العصرية والفنون المستوحاة من أفكار لعلماء
نفسيين وفنانين وخبراء في هذا المجال، وتضم الصالات أكثر من 40 نشاطاً تفاعلياً يستمتع به الأطفال.
ويمضي الأطفال المستكشفون بطبيعتهم أمتع الأوقات أثناء البحث عن الديناصورات في متحف “أولي أولي” المصمّم لينمّي مخيلتهم وآفاقهم.
ويعدّ المتحف مكاناً فريداً لتنمية مُخيلة الطفل، وفيه محتوى مبتكر جرى انتقاؤه من أشهر المواقع العالمية الخاصة
بالأطفال، من متاحف ومعارض معرفة ومراكز علوم واستوديوهات فنون من أمريكا الشمالية وآسيا وأوروبا بهدف ابتكار “واحة الألعاب المستقبلية”.
وتعني كلمة “أولي أولي” الفرح بلغة هاواي، وتهدف إلى التركيز على الأنشطة الحيوية التي تغذي روح الفضول عند
الأطفال، وتطلق مخيلتهم.
سلطنة عمان
ويتكون متحف الطفل في سلطنة عمان من قبتين منفصلتين، ويقع في منطقة القرم، وهو متحف علمي يعرض العلوم
المختلفة بأسلوب مبسط وممتع، إضافة إلى الأوهام البصرية المثيرة للاهتمام، ويحوي المتحف أيضاً شاشات تفاعلية للأطفال.
ويحتوي المتحف على 45 معرضاً ومعرضين فنيين، وتبلغ مساحته 10 آلاف قدم مربع، ويقدم العديد من العروض
التطبيقية، كما يتضمن ذلك تجارب مثل الصدمات الكهربائية الزائفة، وإطلاق صواعق كهربائية، وإطلاق منطاد
الهواء الساخن، وتصوير ظلك الشخصي، وإرسال رسالة عبر طبق الهمس.
كما يضم المتحف عرضاً يُسمى “Eye Spy”، وهو عبارة عن مجموعة من لوحات الإدراك ذات أوهام ترمي إلى
تقديم نظرة ثاقبة بشأن كيفية رؤية عينيك وعقلك للأمور بطريقة مختلفة.
ويهدف المتحف إلى نشر المعرفة في العلوم والتكنولوجيا، وعرض الاختراعات الحديثة، وتوصيل المعلومة العلمية
بطريقة مبسطة وسهلة للطفل، مما يتيح له استيعاب وفهم الدور الحيوي الذي يلعبه العالم في الحياة.
البحرين
كما بدأت مملكة البحرين وضع تصاميم أولية لمتحف الأطفال بالتعاون مع شركة أردنية، ومن المخطط تشييده في
خليج المنامة على مقربة من متحف البحرين الوطني ومسرح البحرين الوطني.
وبحسب القائمين عليه فإن متحف الأطفال سيضفي بعداً مثيراً وحيوياً لمجتمع المتاحف في البحرين، وهو موجه
للأطفال وذويهم، حيث سيتم التركيز فيه على التعلم التفاعلي، وتكييف المعارض والأنشطة لتلائم قدرات واحتياجات
الأعمار الصغيرة والشباب، وسيكون الأول من نوعه على مستوى البحرين وأحد المتاحف القليلة التي تستهدف هذه
الفئة على مستوى العالم العربي.
وستهدف البرامج التي سيستضيفها تحفيز روح الاكتشاف والخيال من خلال معارض ومجموعات وأنشطة وموارد
تفاعلية مختلفة، مع التركيز على تمكين الطفل من تنمية ذاته وغرس مفاهيم أساسية لديه مثل حب المعرفة، والثقة
بالنفس، واحترام الآخر، والعمل الجماعي، وتحقيق ذاته كفرد منتمٍ للبحرين.