سياسة

دعم إماراتي لـ آبي أحمد.. إلى أين تتجه الأمور في إثيوبيا؟

مع تصاعد القتال بين الجيش الإثيوبي والمعارضة المسلحة التي تقودها “جبهة تحرير تيغراي”، كشفت تقارير إخبارية عن دعم إماراتي لـ آبي أحمد، في وقت يقترب فيه المعارضون من دخول العاصمة أديس أبابا.

وشهدت الشهور القليلة الماضية تحولات مثيرة في النزاع الإثيوبي، حيث تمكن مقاتلو تيغراي، أواخر يونيو، من استعادة إقليمهم الذي سيطرت عليه القوات الحكومية، أواخر العام الماضي، قبل أن يتوغلوا جنوباً نحو العاصمة.

في الوقت الراهن تقف 9 فصائل متحالفة على بعد 220 كم من العاصمة، فيما تحاول القوات الحكومية منع تقدمهم نحوها، وقد أعلن رئيس الوزراء، بداية الشهر الماضي، حالة الطوارئ، ودعا السكان لحمل السلاح دفاعاً عن العاصمة.

دعم إماراتي

ومع تزايد احتمالات سقوط العاصمة في يد المعارضة، بل ومع تصاعد المخاوف والتحذيرات الغربية من تفكك إثيوبيا واندلاع حرب أهلية طويلة الأمد، أظهرت صور نشرتها قنوات “، الخميس 25 نوفمبر 2021، وجود دعم إماراتي لـ آبي أحمد

ونشرت قنوات  صوراً فضائية وبيانات ملاحية تكشف وجود دعم إماراتي لـ آبي أحمد مفتوح لدعم قوات الحكومة. وأظهرت الصور أيضاً وجود طائرة مسيرة من طراز “وينغ لونغ” (Wing Loong) الصينية، التي تملكها الإمارات في القواعد العسكرية الإثيوبية.

في المقابل تحدثت جبهة تحرير تيغراي عن استمرار المعارك، وعبّرت عن قلقها في رسالة للأمم المتحدة عن تدخل دول غير أفريقية في الحرب. واتهمت الجبهة كلاً من الإمارات وتركيا وإيران بتقديم دعم عسكري وطائرات مسيرة للجيش الحكومي.

آبي أحمد في المعركة

هيئة البث الإثيوبية (فانا) قالت إن آبي أحمد يتولى قيادة المعارك، منذ 23 نوفمبر 2021، مشيرة إلى أنه فوّض نائبه ديميكي ميكونين (هو أيضاً وزير الخارجية) بتصريف الأعمال.

وطلبت الخارجية الإثيوبية دعماً أفريقياً لمواجهة مقاتلي تيغراي، ومنع الضغوط الأجنبية التي تقول إنها تمارس على أديس أبابا. وقال المتحدث باسمها، دينا مفتي، الأربعاء 24 نوفمبر 2021، إن ما يجري في الشمال الإثيوبي “مؤامرة تهدف ترسيخ استعمار جديد”.

قتال محتدم

أعلنت الحكومة، 28 نوفمبر 2021، أنها تمكنت من تحرير إقليم عفر بالكامل، وقالت إنها بصدد تحرير الأراضي
التي سيطر عليها مقاتلو تيغراي في إقليم أمهرة، فيما قالت قوات تيغراي إنها انسحبت تكتيكياً.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر في جبهة تحرير تيغراي أن عاصمة الإقليم تعرضت لضربتين جويتين، في 27 نوفمبر 2021. فيما قال متحدث باسم تيغراي، الثلاثاء 30 نوفمبر 2021، إن طائرات قصفت عاصمة الإقليم، وهو ما أنكرته الحكومة.

المحلل الإثيوبي عبد الشكور عبد الصمد، قال إن الصراع في طريقه للحسم، مشيراً إلى أن القوات الحكومية تحقق
تقدماً على الأرض بدعم من قوات الأقاليم، وإن وقف القتال مرهون بانسحاب مقاتلي تيغراي من المناطق التي سيطروا عليها خارج حدودهم.

وفي مقابلة مع قناة “الألمانية”، 25 نوفمبر 2021، اتهم عبد الصمد الولايات المتحدة ودولاً غربية بممارسة الضغط
على حكومة آبي أحمد، ودعم مقاتلي تيغراي بالمعلومات والسلاح.

في المقابل قال الباحث في شؤون القرن الأفريقي عزيز عبد الحي، إن الإمارات تدعم آبي أحمد منذ بداية النزاع وليس
من وقت قريب، مشيراً إلى أن أبوظبي منحت أديس أبابا طائرات مسيّرة لقصف تيغراي في بداية العملية.

وقالت محمد في تصريح لموقع “الحرة” الأمريكي، 23 نوفمبر 2021، إن الدعم الإماراتي لن يغير شيئاً في
المعركة لأنه موجود منذ البداية، مشيرة إلى أن إدارة آبي أحمد للأزمة حالياً تقوم بالأساس “على إشعال حرب أهلية عرقية”.

وكانت الخارجية الأمريكية حذرت، في 25 من الشهر الجاري، رئيس الوزراء من الذهاب إلى ساحة القتال، وانتقدت
التقارير التي تفيد بأنه يواصل حشد مشاهير ولاعبين ومؤثرين للانضمام إليه في الجبهة..

مخاوف غربية كبيرة 

ويوم الثلاثاء 23 نوفمبر 201، قال المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان، إن التصعيد العسكري يهدد محاولات وقف القتال.

وأضاف فيلتمان في تصريحات صحفية عقب عودته من أديس أبابا أن الأحداث على الأرض “قد تتجاوز التقدم الهش
في عملية التفاوض، وربما تهدد وحدة إثيوبيا بشكل عام”.

وحثّت ألمانيا مؤخراً رعاياها على مغادرة إثيوبيا على أول رحلات تجارية متاحة، لتلحق بكل من فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وتركيا ودول أخرى كثيرة.

وقالت وكالة بلومبيرغ الأمريكية إن الأوروبيين يدرسون عمليات إجلاء محتملة على غرار التي جرت في العاصمة الأفغانية كابل هذا الصيف. فيما قال مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي لوزراء خارجية الاتحاد إن إثيوبيا تخاطر بأن تصبح يوغوسلافيا أفريقيا، بحسب المذكرة الأوروبية.

وقالت المفوضة الأوروبية غوتا أوربيلينين، التي زارت أديس أبابا، في 25 أكتوبر 2021، إنها دعت آبي أحمد إلى
الانخراط في محاولة إنهاء الأزمة، بينما يشعر الاتحاد الأوروبي بخطر تفكك إثيوبيا، بحسب بلومبيرغ.

وكانت مجلة “إيكونوميست” البريطانية قالت، منتصف نوفمبر الماضي، إن مفاوضات سرية بين الطرفين جرت
في العاصمة الكينية نيروبي، لكنها لم تحقق تقدماً؛ لأن كلا الطرفين يضم أشخاصاً يعتبرون أي تفاهم من الطرف
الآخر بمنزلة “خيانة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى