مجتمعغير مصنف

كتم عمليات التجميل في الخليج.. ما أحقية الطرفين في فسخ الزواج؟

بدأ عمليات التجميل في الخليج التي تجد لها طريقاً يسيرة تثير الكثير من المشاكل بين الأزواج بسبب ما يعده البعض خداعاً له من الطرف الآخر، ووصلت الأمور إلى حد طلب فسخ الارتباط في بعض الحالات.

وعرف الخليجيون جراحة التجميل منذ سنوات، وبذلوا فيها أمولاً طائلة وحالياً باتت الأمور أسهل بالنظر إلى معقولية الأسعار التي خلقها تزايد الطلب على هذه العمليات.

ولم يعد الأمر مقتصراً على النساء، فقد كشفت دراسات حديثة أن توجه الرجال في دول الخليج لإجراء عمليات التجميل بات أمراً شائعاً رغم العادات والتقاليد التي تحكم تلك الدول، خاصة أن غالبيتها يكون مشتركاً بين تحسين المظهر، والحفاظ على صحة الجسد.

وبلغ عدد عمليات التجميل في الخليج الجراحية نحو 134 ألف عملية تجميل خلال أعوام 2017، و2018، و2019 الماضية، بمعدل 122 عملية يومياً.

واستحوذت المراكز وا لمستشفيات الصحية للقطاع الخاص على 43% من إجمالي العمليات، وفق إحصائية لوزارة الصحة السعودية نشرت في مايو (2019).

وكشفت إحصائية لمركز “يورمونيتور إنترناشينول” المتخصص في عمليات التجميل، عن أن 58% من الرجال السعوديين يفكرون في إجراء عمليات تجميل متنوعة؛ من الليزر إلى زراعـة الـشعـر إلى الجراحات التجميلية.

وخضع بالفعل 48% من الرجال الذين شملتهم دراسة المركز، المنشورة في صحيفة “الوطن” السعودية (الخميس 19 أغسطس)، لعمليات التجميل، وتتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاماً.

وأثار الموضوع خلافاً بين من يرى وجوب مصارحة الطرفين بعضهما لبعض بهذه الأمور قبل الزواج، ومن يرى أن
عمليات التجميل مسألة خاصة ولا يدخل كتمانها في إطار الخداع.

غير أن خبراء القانون يؤكدون أن ثمة فوراق بين الحالات؛ إذ يعطي بعضها المغرر به حق طلب فسخ العقد في حال
ثبت أنه لم يقبل بهذا الأمر قبل الزواج ثم تراجع عن موقفه بعد الزواج.

الموقف القانوني

صحيفة “الوطن” السعودية لفتت مؤخراً إلى أن ثمة خلافات بدأت تظهر بين الأزواج بسبب التداعيات التي تظهر
على وجه الآخر بعد ذوبان المواد المستخدمة في التجميل، ليجد الشخص نفسه أمام شخص كأنه لا يعرفه.

ونقلت الصحيفة (الخميس 11 نوفمبر 2021) عن عدد من السيدات أن السبب الرئيس خلف طلاقهن كان أنهن لم
يخبرن أزواجهن بأنهن أجرين عمليات تجميل قبل الزواج.

في المقابل، نقلت الصحيفة أيضاً عن إحدى السيدات أنها طلبت الطلاق بعد شهرين من الزواج بعدما أصيب زوجها
بترهل شديد على إثر عملية “تكميم”، ما يعني أن المسألة لم تعد حكراً على النساء.

وحرّم علماء عمليات التجميل في الخليج عموماً إلا إذا كان الهدف منها إزالة عيب أو تصحيح تشوه، وقد أجازت
القاعدة الشرعية للشخص طلب الفرقة إذا كان في الطرف الآخر ما يصيبه بالنفور.

وقد أثارت هذه المسألة جدلاً واسعاً وخلافات وصلت إلى ساحات المحاكم من باب أن إخفاء إجراء تجميل قبل الزواج
يدخل في باب الخداع.

وتعطي المادة 114 من قانون الأحوال الشخصية الإماراتي الحق لكلا الزوجين في طلب التفريق “إذا حصل تغرير
من الزوج الآخر أو بعلمه أدى إلى إبرام عقد الزواج، ويعتبر السكوت عمداً عن واقعة تغريراً، إذا ثبت أن من غُرر به ما كان ليبرم عقد الزواج لو علم بتلك الواقعة”.

ويقول قانونيون إن من حق الطرفين طلب الطلاق للضرر في حال ثبت أن أحد الطرفين غش الآخر وغرر به لدفعه
للزواج منه؛ لأن هذا يدخل في باب الغش، خصوصاً أن الإسلام أباح الرؤية الشرعية وأوجب فيها المصارحة.

ويكون التغرير مؤسساً لفسخ العقد لو توافرت فيه نية الخداع، وثبت أن المغرر به لم يكن يعلم فعلاً بسبب الخلاف؛ إذ
لو أنه كان على علم به وقبل بإتمام الزواج فلا يجوز له طلب فسخ العقد لهذا السبب؛ لانتفاء علة التغرير.

العمليات الرائجة

ويركز السعوديون، وفق الدراسة، على عمليات التجميل في الخليج التي تتعلق بعضلات البطن وحقن البوتكس،
وتغيير في منطقتي البطن والصدر، وفق دراسة أجرتها هيئة الإذاعة البريطانية “BBC”.

في الإمارات، تصدرت عملية “تصغير الثديين” قائمة العمليات التي يخضع لها الرجل، تليها عملية زراعة الشعر، ثم
“شفط الدهون”، والتخلص من الجلد المترهل ثالثاً، كما بدأت عمليات شد الجفون وتجميل الأنف والأذن تلقى رواجاً كبيراً بين الإماراتيين، حسب مركز” يورمونيتور إنترناشينول”.

ويركز الرجال في الإمارات، وفق الدكتور زهير الفردان، رئيس جمعية التجميل في الإمارات، على عملية شد ونحت
الجسم، التي تأتي نتيجة الترهلات بعد عمليات قص المعدة.

ويبحث الرجال في الإمارات، وفق ما نقلته صحيفة “الاتحاد” المحلية عن الفردان، في يوليو الماضي، عن الشكل
المثالي للعضلات وتقويتها، بعد التخلص من الدهون وتهيئة أكتاف عريضة، وإبراز لملامح العضلات.

بدوره، أكد رئيس جمعية الإمارات لطب التجميل، الدكتور مروان الزرعوني، أن الإقبال على إجراء جراحات
التجميل في الدولة كبير، ووصلت نسبة الرجال إلى نحو 50% من إجمالي الراغبين في إجراء عمليات التجميل، بعد
أن كانت سابقاً 70% للنساء مقابل 30% للرجال.

أما الكويت، فإن 70% من الرجال الذين يخضعون للعمليات ليس لديهم حاجة إليها، ووفق دراسة نشرت في مجلة
تجميل الأنف “JAMA”، تبين أن تجميل الأنف من العمليات الأكثر شيوعاً، يليها حقن البوتوكس، وشفط الدهون،
وشد الجلد والتخلص من السيليولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى