سياسةمجتمع

تاكسي النساء في دول الخليج.. ما أهمية الخدمة ومميزاتها؟

تشهد دول مجلس التعاون الخليجي تزايد انتشار تاكسي النساء في دول الخليج في بادرة هدفها تلبية احتياجات المجتمع في الحفاظ على الخصوصية، وتوفير فرص عمل للمرأة الخليجية.

وتعد دبي أول منطقة في الخليج تظهر بها سيارات تاكسي نسائي وردية اللون، وذلك عام 2007، وكانت مخصصة لنقل النساء في ساعات الليل المتأخرة من المطار إلى المدينة.

غير عنصري

وبعد مرور ثلاث سنوات، شرعت سيارات تاكسي النساء في دول الخليج من هذا النوع في نقل النساء والأطفال في عاصمة الإمارات أبوظبي، ولاحقاً انضمت إلى هذه المبادرة الشارقة.

وأطلقت أبوظبي، عام 2010، أول سيارة أجرة نسائية مخصصة حصرياً لنقل السيدات والأطفال، إذ خصصت سيارات تقودها سيدات على مدار الساعة.

وأشار مدير إدارة التشريعات والتراخيص في المركز محمد الحوسني إلى أن تسيير سيارات أجرة للنساء فقط لم يأت كقرار “عنصري” كما اعتقد البعض، بل برزت التاكسيات المخصصة للنساء لأن بعض الرجال من سائقي سيارات الأجرة يتجاوزون أحياناً حدودهم، وغالباً ما يشرعون بأحاديث وأسئلة مع زبائنهم من النساء فيها إيحاءات تزعج المرأة وتقلقها.

أوتاكسي عمان

من جهتها قررت إدارة شرطة المرور في سلطنة عمان، في 1 مارس 2018، السماح لنساء البلد بقيادة سيارات الأجرة وشاحنات البضائع.

ووفق الشرطة العمانية، فإن هذه المبادرة هي جزء من سياسة حكومة السلطنة لمنح المرأة حقوقاً متساوية في مجال
الأعمال التجارية والعمل.

وعلى خلاف سيارات التاكسي العمانية المعتادة ذات اللون البرتقالي والأسود، ستتميز سيارات التاكسي النسائية بثلاثة ألوان هي الوردي والأزرق والأبيض.

وقد استقبلت نساء سلطنة عمان بسعادة نبأ صدور قرار منحهن حق قيادة سيارات الأجرة، ورأين أن ذلك سيجعل من
سيارات التاكسي وسيلة تنقل أكثر أمناً لهن، ومصدراً للعمل.

وفي تطور لافت منحت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات العمانية، في 13 يناير 2022، الموافقة لشركة
“عالم السحاب” لتقديم خدمة الأجرة النسائية تحت الطلب من خلال تطبيق الشركة “أوتاكسي”، سواء كان بنظام
الحجز الفوري أو الحجز المُسبق.

وبحسب وكالة الأنباء العمانية تُتيح خدمة الأجرة النسائية عبر التطبيق نظام تتبُّع ومراقبة مسار الرحلة، وبأسعار
ثابتة، ومحددة قبل الرحلة، بالإضافة إلى هويّة مميّزة للمركبة (باللون الأبيض والوردي)، مع ضمان الخصوصية والأمان للمُستخدم.

وستوفر الخدمة فرص عمل للباحثات عن عمل للعمل كقائدات عُمانيات للأجرة النسائية، ودخلاً إضافياً، كما ستستفيد
من هذه الخدمة الموظفات والطالبات والأمهات والأطفال، وستدشن الخدمة تجريبياً في محافظة مسقط، كمرحلة أولى
يوم الخميس، الموافق 20 يناير 2022، وبقية المحافظات تباعاً.

نقطة تحول

وشهدت محافظة الأحساء السعودية، في أغسطس 2021، قيام مواطنات بالعمل في شركات لقيادة سيارات الأجرة، لأول مرة على مستوى المملكة.

ويعتبر مجال تاكسي النساء في دول الخليج الأجرة النسائية المشروع الأول من نوعه في المملكة، عبر مشروع يخدم نحو نصف مليون امرأة في محافظة الأحساء، وقوامه 500 سيارة تخدم جميع الفئات داخل وخارج المملكة.

ولم تكتفِ السائقات السعوديات بمباشرة توصيل الزوار إلى محافظات الرياض والدمام، وغيرها من المناطق
السعودية، ولكن تقوم بالعمل وتوصيل الزوار إلى دول الخليج أيضاً.

يذكر أنه في 24 يونيو 2018، شهدت السعودية “نقطة تحول مهمة” بعد صدور القرارات الملكية التي تقضي برفع
الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارة.

تاكسي حواء

ودشنت الكويت، عام 2010، أول مشروع تاكسي نسائي يحمل اسم “تاكسي حواء” ذي اللون الوردي واللمسات
النسائية المميزة وتقوده امرأة، لينطلق في شوارع الكويت حاملاً نساءها وأطفالهن فقط للتنقل من مكان إلى آخر.

وبحسب القائمين على المشروع، فإن السبب وراء هذه الخطوة يعود إلى حاجة الكثير من السيدات إلى التنقل بحرية
أكثر دون التعرض للحرج أو المضايقات التقليدية التي قد يتعرضن لها في حال كان السائق رجلاً.

اقرأ ايضاً
مهرجان الزيتون الثاني بتبوك يختتم فعالياته بأكثر من 5000 زائر

وكانت البحرين قد أدخلت خدمة “تاكسي النساء” عام 2003 عبر شركة “بحرين ليمو”، وهو عبارة عن تاكسي تحت الطلب، وتقود سياراته نساء بحرينيات كأول تجربة في تاريخ المملكة تقدم عبر الشركة؛ وهي أول خدمة تاكسي في
البحرين تفتح أبواب التوظيف للنساء كسائقات تاكسي.

قيد الدراسة

وفي دولة قطر ما يزال مشروع إنشاء سيارات أجرة للنساء والعائلات مقترحاً يجدد بين الحين والآخر ليعود إلى
الأدراج بعدها، بحسب صحيفة “الشرق” القطرية.

وتضيف الصحيفة بأن العديد من النساء طالبن بضرورة توفير سيارات أجرة تحفظ للمرأة خصوصيتها، مستنكرين تأخر اتخاذ هذه الخطوة التي ستوفر مزيداً من الأمان لتنقل العائلات، واعتبرن أن الخطوة سهلة التنفيذ، ولا تتطلب
إجراءات معقدة، وإنما تحتاج إعداد نساء مؤهلات للقيام بمهمة قيادة سيارات أجرة مخصصة للنساء والعائلات،
لتسهيل تنقل المرأة بما يتماشى مع القيم المجتمعية لقطر، وأضفن أن “كروة” غير قادرة على تلبية احتياجات
الجمهور، مما يحتم إنشاء شركة سيارات أجرة منافسة.

وكان المجلس البلدي قد ناقش، عام 2016، توصيات لجنة الخدمات والمرافق العامة بشأن مقترح إنشاء تاكسي
السيدات، مشيداً بالدور الذي تقوم به وزارة المواصلات والاتصالات من أجل تطوير وتحسين خدمات النقل
والمواصلات، وشملت التوصيات دراسة إمكانية تطبيق المشروع، والذي يصب في مصلحة العائلات؛ لأنه يضمن الخصوصية الكاملة للنساء والعائلات في التنقل.

وعليه، تبقى تجارب التاكسي الوردي محصورة في كل دولة وفقاً لخصوصية مجتمعها، إلا أنه في جميع الأحوال تبقى
قيادة المرأة لسيارات الأجرة موضع ترحيب وتشجيع في دول الخليج.

إيجابيات وسلبيات

ويقول الناشط الاجتماعي أمجد الراشدي، إن من إيجابيات فكرة سيارات الأجرة الخاصة بالنساء في دول الخليج ما
تحصل عليه العميلات من خصوصية تامة أكثر من سيارات الأجرة الرجالية، وتكون مريحة أكثر؛ لكون من تتعامل معها هي من نفس فئتها من النساء.

ويضيف في حديثه مع “: “أيضاً بالنسبة للعاملات في هذه المشاريع سيكون لهن فرص عمل خاصة بهن؛ لأن فرص
عمل النساء محدودة، فالكثير ممن يبحثن عن عمل يرغبن بمزاولة مثل هذه المهنة مع شح الوظائف في هذه الفترة”.

وحول السلبيات يرى الراشدي أن سيارات الأجرة تعمل على مدار الساعة، فقد يتعارض ذلك مع قانون العمل في بعض دول الخليج الذي لا يسمح للمرأة بمزاولة أعمال بعد الساعة 10 مساء، لافتاً إلى بعض السلبيات المتعلقة
بالخصوصيات المجتمعية لدى بعض الأسر الخليجية التي لا تسمح لبناتهن بمزاولة أعمال في أوقات متأخرة من الليل.

ويبين الراشدي أن مشاريع سيارات الأجرة للنساء تعتبر تمكيناً للمرأة من حيث خلق فرصة حقيقية جديدة لها تتمكن
من خلالها الحصول على مصدر دخل جيد وثابت، وهذا سيعزز ثقة المجتمع في المرأة بأنها قادرة على أن تتحمل مثل هذه الأعمال التي تصنف ضمن فئة الأعمال الشاقة.

ويعتقد أن المجتمع الخليجي سينقسم إلى قسمين، الأول موافق على الفكرة، والآخر قد يكون متحفظاً وله أسبابه
المحترمة، لافتاً بالقول: “لكن أعتقد أن الظاهرة جيدة، بحيث تمكن طالبات الجامعات والمدرسات والمعلمات
والممرضات من فئة النساء اللواتي لا يمتلكن سيارات خاصة من استخدام سيارات الأجرة التي تقودها نساء”.

وحول إمكانية تطوير هذه المشاريع، يقول الراشدي إن ذلك يمكن من خلال تدشين شركات خاصة تخدم فئة النساء في
مشاريع سيارات الأجرة؛ لأن هذا سيخلق فرص عمل وظيفية لمجموعة كبيرة منهن، ويؤدي لتحقيق نتائج أفضل.

المصدر:مواقع اخبارية+راي الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى