اخبار العالمسياسة

مع دق طبول الحرب.. ما حضور دول الخليج في أوكرانيا؟

مع تزايد المخاوف العالمية من اندلاع حرب بين روسيا أوكرانيا، سارعت عدة دول خليجية إلى مطالبة رعاياها بمغادرة تلك الدولة الأوروبية التي يُتوقع غزو الجيش الروسي لها في أي وقت.وما حضور دول الخليج في أوكرانيا

واستحوذت الأزمة الروسية الأوكرانية على اهتمام العالم، خاصة مع مواصلة الحشد العسكري على الجانبين الروسي والأوكراني وأيضاً في شرق أوروبا مع نشر حلف شمال الأطسي (الناتو) قوات إضافية.

وتُظهر جميع المؤشرات على الأرض قرب هجوم روسي على أوكرانيا، حيث نقلت وكالة بلومبيرغ الإخبارية الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين وصفتهم بالمطلعين، أن خطوة روسيا بغزو أوكرانيا قد تبدأ يوم الثلاثاء المقبل.

وحسب هؤلاء المسؤولين، فقد تشمل تصرفات روسيا القيام باستفزاز في منطقة دونباس، حيث يقاتل الجيش الأوكراني منذ سنوات، الانفصاليين المدعومين من موسكو، أو مهاجمة عاصمة البلاد، كييف.

تحرك خليجي

حضور دول الخليج في أوكرانيا ومع دق طبول الحرب، دعت 5 دول خليجية، وهي السعودية، وقطر، والإمارات، والكويت، والبحرين،  مواطنيها إلى عدم السفر إلى أوكرانيا، مطالبةً رعاياها الموجودين على الأراضي الأوكرانية بالمغادرة في أسرع وقت، مع تصاعد نذر الحرب بين موسكو وكييف.

وسبق الدعوة الخليجية، دعوة عُمانية إلى الدول والمجتمع الدولي لمضاعفة الجهود الدبلوماسية لتجاوز الأزمة الأوكرانية، وذلك وفق مبادئ القانون الدولي والقيم الإنسانية.

وفي بيان لها، في يناير الماضي، أعربت سلطنة عُمان عن اهتمامها بالتطورات المحيطة بالأزمة الأوكرانية وبالغ قلقها إزاء تداعيات التصعيد بين البلدين.

علاقات بارزة

ترتبط دول الخليج الست مع أوكرانيا بعلاقات جيدة، حيث تولي كيف اهتماماً كبيراً لتطوير العلاقات مع منطقة الخليج، خاصة في المجال الاقتصادي.

ولتوطيد العلاقات بين دول الخليج وأوكرانيا حضور دول الخليج في أوكرانيا ، سبق أن أصدر رئيس أوكرانيا
فولوديمير زيلينسكي، في (أغسطس 2020)، مرسوماً يُعفي مواطني دول الخليج من التأشيرة لدى رغبتهم في السفر إلى كييف.

وتعد السعودية من الدول الخليجية البارزة في علاقاتها مع أوكرانيا، حيث أقيمت العلاقات بين البلدين عام 1993،
عن طريق زيارة الوفد الحكومي الأوكراني برئاسة رئيس الوزراء الأوكراني ليونيد كوتشما، حينها، للمملكة.

في يوليو عام 2004، انعقدت الدورة المشتركة الأولى للجنة الحكومية الأوكرانية السعودية للتعاون التجاري
والاقتصادي والعلمي والفني، وذلك في مدينة جدة.

وتم افتتاح سفارة أوكرانيا لدى السعودية في يونيو عام 1996، وكان أول سفير أوكراني في الرياض ييفهين
ميكيتينكو، بينما باشرت سفارة المملكة لدى أوكرانيا أنشطتها في يوليو 2009، وكان أول سفير سعودي في كييف، جديع بن زبن الهذال.

وتصدّر أوكرانيا نحو 450 ألف طن من اللحوم سنوياً، حيث تأتي السعودية في مقدمة الدول المستوردة للحوم
الدواجن الأوكرانية (18.4%)، تليها على الترتيب: هولندا، والإمارات (8.3% من إجمالي الصادرات).

العلاقات القطرية الأوكرانية

تعد قطر من الدول الخليجية أيضاً التي تربطها علاقات جيدة بأوكرانيا، حيث تعتبر العلاقات الدبلوماسية بين الدوحة
وكييف تاريخية وتعود إلى عام 1993، وتطورت في يناير من عام 2002، ويوقع الجانبان اتفاقية حول التعاون الاقتصادي والتجاري والتقني.

وتجمع قطر وأوكرانيا عديد من الاتفاقيات، التي كان أبرزها توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون المشترك، بين وزارتي الخارجية بالبلدين في عام 2009، ثم أتبع ذلك بعدد من الاتفاقيات المهمة في عام 2011، من بينها اتفاقية حول تبادل
المعلومات بين الوكالة الوطنية الأوكرانية (أوكر إينفورم) ووكالة الأنباء القطرية، والرحلات الجوية بين البلدين.

وتطورت العلاقات السياسية بين البلدين إلى مستوى ملحوظ بعد عدة زيارات من مسؤولين أوكرانيين للعاصمة
الدوحة، في عام 2012، وخلال المحادثات تم تحديد أهم توجهات التعاون الثنائي، خاصة في مجال الطاقة، والقطاع الزراعي، والمجال العسكري والتقني، ومشاريع البنى التحتية.

وفي عام 2018، أطلقت الحكومة القطرية ونظيرتها الأوكرانية اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري
والفني؛ لتسهيل التعاملات بين الشركات القطرية والأوكرانية في البلدين.

وتم تكثيف التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين بشكل كبير؛ ففي عام 2020، بلغ حجم التبادل التجاري بين
البلدين ما يقارب 140 مليون دولار، محققاً أعلى رقم في تاريخ العلاقات الثنائية.

العلاقات الكويتية الأوكرانية

وإلى جانب السعودية، وقطر، ترتبط الكويت وأوكرانيا بعلاقات متينة وقوية في المجالات السياسية والدبلوماسية
والاقتصادية والتجارية والثقافية وغيرها من المجالات والتي بدأت عام 1993.

وافتتحت السفارة الأوكرانية في الكويت عام 1997، ومن ثم قامت الكويت بافتتاح سفارتها في أوكرانيا عام 2003.

وخلال كارثة تشيرنوبل النووية كانت الكويت أول دولة عربية أعلنت عن مساندتها لأوكرانيا في تلك الكارثة، وقامت
بمنح منظمة مختصة لمعالجة تلك الكارثة النووية مبلغ 14 مليون دولار.

الإمارات وأوكرانيا

تتميز العلاقات الإماراتية الأوكرانية بمستوى متقدم في التفاهمات والاتفاقيات السياسية والاقتصادية، حيث أقيمت
العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1992، وشهدت تطوراً كبيراً بعد افتتاح سفارة الدولة بالعاصمة الأوكرانية
كييف عام 2013.

ووفق أرقام رسمية، وصل إجمالي التبادل التجاري بين الدولتين إلى 1.07 مليار دولار في عام 2019، كما يقيم
نحو 15 ألف مواطن أوكراني بالدولة و250 ألف سائح زاروها في 2019.

وتعد مشروعات شركة موانئ دبي العالمية في ميناء الحاويات بمنطقة أوديسا جنوب أوكرانيا من أبرز الاستثمارات السوق الأوكرانية.

كما ترتبط أوكرانيا بعلاقات دبلوماسية مع البحرين، حيث يشترك البلدان في عضوية مجموعة من المنظمات الدولية.

أوكرانيا في سطور

تكمن أهمية أوكرانيا بأنها ثاني أكبر دولة في أوروبا، حيث يبلغ عدد سكانها 46 مليون نسمة، تتوزع نسبة 78% من

الأوكرانيين، و22% من الروس وأقليات من البيلاروس والرومانيين والتتار.

وتأتي أهمية أوكرانيا السياسية والاقتصادية من موقعها بين الاتحاد الروسي من جهة، والاتحاد الأوروبي والناتو من
جهة أخرى، إضافة إلى أنه عبرها ينقل معظم الغاز الروسي إلى أوروبا، وأراضيها الزراعية واسعة وخصبة وقادرة على أن تكون سلة غذائية كبيرة، واليد العاملة فيها رخيصة.

ويزيد عدد المسلمين في أوكرانيا على مليون نسمة، حيث نحو 60% منهم من شعب تتار القرم ذي الأصول التركية،
و15% من مسلمي أوكرانيا من تتار الفولغا أو يسمون تتار قازان، والباقي من الأذر والأوزبك والطاجيك وشعوب القوقاز والعرب والأتراك وغيرهم.

ويتركز وجود المسلمين بشكل أساسي في شبه جزيرة القرم بجنوب أوكرانيا؛ حيث شعب تتار القرم، وفي شرق
أوكرانيا؛ حيث يعيش تتار الفولغا، وفي المدن الكبرى؛ كالعاصمة كييف وأوديسا وخاركوف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى