اخبار العالمغزو اوكرانيا

الردع النووي الروسي.. هل تلجأ موسكو لاستخدامه في حرب أوكرانيا؟

الردع النووي الروسي تعد روسيا أكبر دولة في العالم تمتلك قنابل نووية، متفوقة بذلك على جميع دول العالم الأخرى، ومن ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ورثت جزءاً مهماً من ترسانتها الصاروخية الاستراتيجية القادرة على حمل أسلحة نووية من الاتحاد السوفييتي السابق.

ومع بدء حرب روسيا على أوكرانيا ولجوء أمريكا ودول أوروبا إلى استخدام عقوبات ضد موسكو، أمر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وزارة الدفاع بوضع قوات الردع النووي في حالة تأهب.

ويكشف هذا القرار التصعيد الخطير للتوتر بين الشرق والغرب بسبب العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، ويزيد في ذات الوقت من مخاطر تحول التوترات الناشئة إلى حرب نووية، وهو ما يدفعنا للبحث حول تساؤلات أبرزها: ما إمكانية استخدام روسيا لهذا السلاح؟ وما تأثير هذا القرار دولياً؟

الردع النووي الروسي

بالتزامن مع استمرار حرب بلاده على أوكرانيا في اليوم الرابع على التوالي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 27 فبراير 2022، وضع “قوة الردع” في الجيش الروسي، وهو تعبير يمكن أن يشمل عنصراً نووياً، في حال التأهب.

واتهم بوتين الغرب باتخاذ خطوات “غير ودية” تجاه بلاده في اليوم الرابع من غزو أوكرانيا،  و”لم يكتفوا باتخاذ خطوات
عدائية اقتصادية وحسب، بل أدلى مسؤولهم بحلف الناتو بتصريحات عدوانية ضد روسيا”، وفق ما نقلت “فرانس برس” و”رويترز”.

وصرح بوتين، خلال لقاء مع قادته العسكريين، نقله التلفزيون: بأنه “أمر وزارة الدفاع ورئيس هيئة الأركان بوضع قوات
الردع في الجيش الروسي في حال التأهب الخاصة للقتال”.

ويواصل الجيش الروسي حربه على أوكرانيا، في ظل مقاومة كبيرة تبديها القوات الأوكرانية أسفرت عن تدمير عدد من
الطائرات المقاتلة والآليات العسكرية الروسية وتأخير احتلال العاصمة كييف.

وأطلقت روسيا، في 24 فبراير، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول، وعقوبات من
الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية، وسط تهديدات بعقوبات إضافية.

اقرأ ايضاً
أوكرانيا تعثر على «مركز تعذيب» روسي في خيرسون

ردود دولية

وأثار قرار بوتين ردود فعل مستنكرة، حيث أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، عن قلقه
البالغ إزاء قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع قوات الردع النووي الروسي في حالة تأهب خاصة.

وخلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، 27 فبراير، قال ستولتنبرغ إن إعلان بوتين أظهر مدى “خطورة”
المواجهة حول الغزو الروسي لأوكرانيا.

من جهتها قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إن أمر الرئيس فلاديمير بوتين بوضع
قوات الردع الروسية، التي تشمل أسلحة نووية، في حالة تأهب قصوى يعد تصعيداً غير مقبول.

علاوة على ذلك قالت في مقابلة مع شبكة “سي بي إس” الأمريكية: إن “هذا يعني أن الرئيس بوتين يواصل تصعيد هذه الحرب
بطريقة غير مقبولة على الإطلاق وعلينا أن نواصل وقف أفعاله بأقوى طريقة ممكنة”.

لا استخدام فعلي

“ليس لأي استخدام للنووي حالياً أي قيمة”، هكذا وصف الخبير العسكري والاستراتيجي إسماعيل أيوب إمكانية استخدام
روسيا للنووي في حربها في أوكرانيا؛ “لأنه سيقضي على العالم بأكمله”، مشيراً إلى أنه “سلاح ردع فقط”.

ويعتقد أن الدول التي تملك النووي، وفي مقدمتها روسيا، “لن تتحارب لا بالشكل التقليدي ولا بالشكل النووي، لأن أي
استخدام للسلاح النووي سيؤثر برمته حتى على الدولة التي استخدمت السلاح النووي، لذا فإن التهديد لا قيمة له”.

ويضيف ل”: “لعل بوتين مع هذه الخسائر الفادحة التي أوقعتها صواريخ جافلين بالدبابات الروسية في أوكرانيا، وحتى
صواريخ ستينغر التي أوقعتها بالمروحيات والطائرات الروسية، سيلجأ إلى نوع جديد من الأسلحة المدمرة”.

وهذا السلاح، وفقاً لأيوب، “هو سلاح دمار شامل لكنه ليس نووياً، ربما يكون بيولوجياً (سلاح الغازات)، إذ تعد روسيا دولة
خطيرة في هذا المجال، وقد استخدمتها في أحداث سابقاً، أو تلك الأسلحة التي استخدمتها واشنطن في مطار بغداد
خلال غزوها للعراق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى