معرض دفاع عالمي على الأراضي السعودية.. ما أهدافه ودلالاته؟
دفاع عالمي على الأراضي السعودية تبدي السعودية، خلال السنوات الأخيرة، اهتماماً كبيراً بمجال الدفاعات العسكرية،
حيث خصصت، عام 2020، إحدى أكبر ميزانيات الدفاع في العالم، وأنفقت 57 مليار دولار على حماية البلاد، وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
ويشير محللون إلى أن ذلك الاهتمام السعودي يأتي ضمن خطط المملكة للاعتماد على الذات، بهدف حماية منشآتها
النفطية والبنية التحتية من هجمات الطائرات المسيّرة والصواريخ التي تشنها مليشيا الحوثي الموالية لإيران.
معرض الدفاع
ويأتي معرض دفاع عالمي على الأراضي السعودية تتويجاً لجهود المملكة في مجال الصناعات الدفاعية، فهو منصّة
تفاعليّة تجمع الحكومات وروّاد الصناعة عبر سلاسل الإمداد الدفاعيّة والأمنيّة من جميع دول العالم ليرسموا معاً ملامح مستقبل الدفاع.
وبحسب الموقع الرسمي دفاع عالمي على الأراضي السعودية فإنه يركّز على التوافق العملياتي وهو أحد أكبر التحديات
بالقطاع، لا سيما في ظل التطوّر القياسي للتقنيات، الذي زادت معه الاعتبارات المتعلقة بالشؤون الدفاعية تعقيداً، كما ضاعف التحديات أمام صنّاع القرار في اختيار الحلول الدفاعية المناسبة.
وسيقام المعرض مرّة كل عامين، حيث سيقدم فرصة حصرية لاكتشاف أحدث التقنيات والابتكارات التي تقدمها أهم
الشركات والمؤسسات العالمية التي تقوم بتطوير وصياغة مستقبل قطاع الدفاع.
ويلفت القائمون على المعرض إلى أن السعودية تعد واحدة من أكبر الأسواق في مجال المعدّات والخدمات العسكرية،
وتتمتع المملكة بموقع جغرافي استراتيجي ومكانة عالمية تجعل منها الوجهة المثالية لاحتضان مثل هذا الحدث الكبير
فعاليات المعرض
بعد شهور من العمل المتواصل أعلن معرض الدفاع العالمي، في 7 فبراير 2022، عن حجز جميع مساحات العرض
وإتمام الاستعدادات لانطلاق النسخة الأولى من المعرض في العاصمة السعودية الرياض.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، فإن دفاع عالمي على الأراضي السعودية، الذي ستنظمه الهيئة العامة للصناعات العسكرية سيبدأ يومه الأول بحفل افتتاح يضم عروضاً حية لقدرات التوافق العملياتي بين أنظمة الدفاع
والأمن في جميع المجالات، بحضور آلاف الزوار ومئات من عمالقة الصناعة، من بينهم: لوكهيد مارتن، وبوينغ، وجنرال داينامكس، ونافانتيا، وبي إيه إي سيستمز، وL3 هاريس، ونورينكو.
وتشارك أكثر من 450 شركة من نحو 37 دولة في استعراض أحدث تقنيات صناعة الدفاع والأمن عبر مجالات البر والبحر
والجو والفضاء وأمن المعلومات، وذلك في بيئة مثالية للتواصل والابتكار وتحفيز الشراكات
وقبل يوم من انطلاق المعرض الذي تنظمه الهيئة العامة للصناعات العسكرية بين 6 و9 مارس 2022، ينظم المعهد
الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) “ملتقى الرياض للدفاع”، كحدث تمهيدي للنسخة الأولى من معرض الدفاع
العالمي، حيث يستضيف الملتقى عدداً من الشخصيات العسكرية والسياسية من دول العالم للنقاش في أحدث
توجهات القطاع التي سترسم مستقبل الدفاع والأمن، فيما يتبع الملتقى فعالية “تحية الرياض”، حيث تحلّق طائرات
عسكرية دولية في سماء الرياض لأداء عرض جوي.
كما تستعرض المملكة قدراتها المحلية في صناعات الأمن والدفاع وذلك من خلال الجناح السعودي بمشاركة واسعة للجهات العسكرية والحكومية والشركات المحلية، وتضم قائمة المشاركين وزارة الدفاع (الشريك الرئيس للمعرض)،
ووزارة الداخلية، ووزارة الحرس الوطني، ورئاسة أمن الدولة، والهيئة العامة للصناعات العسكرية، وعدداً من الجهات
الحكومية، والشركات الوطنية مثل الشركة السعودية للصناعات العسكرية (سامي)، التي تعد الشريك الاستراتيجي للمعرض.
ويتيح كل هذا فرصاً كبيرة للتواصل مع الشركات والمستثمرين من حول العالم بهدف عقد الشراكات ونقل التقنية
وتنمية الكفاءات المحلية، وهو ما يدعم مستهدفات رؤية المملكة لتوطين ما يزيد على 50% من إنفاق المملكة العسكري بحلول العام 2030.
ثقة الصناعة العالمية
من جانبه قال الرئيس التنفيذي في دفاع عالمي على الأراضي السعودية، أندرو بيرسي، إن مستوى الطلب على المشاركة في المعرض يعكس ثقة الصناعة العالمية الكبيرة بسوق الدفاع والأمن بالمملكة.
وأشار إلى أن النسخة الأولى من معرض الدفاع العالمي تشكل فرصة لروّاد الصناعة حول العالم للتعرّف على منظومة الصناعات العسكرية في السعودية وتوجهاتها الاستراتيجية، ومقابلة الشركاء الرئيسيين في الصناعة من خلال برامج
تواصل مصممة خصوصاً لتحفيز الشراكات والصفقات بين المشترين والموردين على جميع المستويات في سلاسل الإمداد.
وينفرد المعرض عالمياً بمجموعة من المزايا، وفي مقدمتها تجهيز مدرج للطائرات بطول 3 كيلومترات وعرض 45 متراً
للعروض الجويّة المباشرة، ومركز تفاعلي للقيادة والتحكّم لاستعراض إمكانات أنظمة التوافق العملياتي التي تعدّ من أهم التوجّهات في صناعة الدفاع والأمن العالمية.
وتمت إتاحة التسجيل لحضور المعرض للمتخصصين في مجال الدفاع والأمن عبر موقع معرض الدفاع العالمي، وسيحصل جميع المشاركين الدوليين الذين تصدر لهم التصاريح بعد الموافقة على طلباتهم على تأشيرة دخول متعدد
مجانية إلى السعودية صالحة لمدة عام، وذلك بهدف دفع عجلة التقدم في صناعة الدفاع والأمن بعد انتهاء المعرض.
أهمية المعرض
تكمن أهمية دفاع عالمي على الأراضي السعودية في كونه سيحوّل أنظار العالم إلى السعودية خلال أيام معرض الدفاع
العالمي الأربعة، حيث سيوفر منصة فريدة تجمع جميع المعنيين بصناعة الدفاع حول العالم لتعزيز أواصر التواصل
والتعاون بينهم، وتمهيد الطريق لبناء الشراكات وتبادل المعرفة واستكشاف أحدث الابتكارات والإمكانات عبر جميع الأنظمة الدفاعية.
ويُركّز المعرض على أنظمة التوافق العمليّاتي في مجال الدفاع، حيث سيتم الكشف خلاله عن أحدث أطر التكامل
الدفاعي والأنظمة متعددة المجالات التي تسمح لمختلف قطاعات الدفاع بالعمل بشكل توافقي ومتناسق.
يقول الكاتب والباحث السياسي مبارك آل عاتي إن معرض الدفاع العالمي الذي تستضيفه المملكة يعد فرصة كبيرة
للمستثمرين في قطاع الدفاع والتصنيع الحربي من مختلف البلدان، كما أنه يدعم الأهداف المعلنة من قبل المملكة في رؤيتها 2030، التي تهدف لتوطين 50% من نفقاتها العسكرية.
ويؤكد “آل عاتي”، في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، أن حضور شركات متنوعة ومتخصصة بالصناعة العسكرية من مختلف الدول في المعرض، يسهم في استنساخ التجارب الدولية في القطاع محلياً، وكذلك تنمية المنشآت الوطنية لتحقيق
مستهدفات المملكة في هذا القطاع، والاستثمار في شركات الصناعة العسكرية المتطورة وتوطين وظائفها كافة.
ويلفت إلى أن ذلك سيكون له انعكاس إيجابي على المملكة من خلال دعم اقتصادها، وبذلك سيخف اعتماد النفط
كمصدر لميزانية الدولة، كما أن المملكة ستتمكن في المعرض من عرض قدراتها في الصناعات العسكرية، وستكون
بمشاركة واسعة للجهات، سواء الحكومية أو الشركات المحلية المتخصصة.
ويرى “آل عاتي” أن الارتفاع الحاصل في طلبات المشاركة في المعرض يعطي انطباعاً إيجابياً بأن هناك ثقة عالمية
بسوق الدفاع والأمن في السعودية، مشيراً إلى أن المعرض يشكل فرصة لرواد الصناعة من مختلف الدول للاطلاع على منظومة الصناعات المحلية للمملكة.