اخبار العالمسياسةغزو اوكرانيا

أوكرانيا.. العملية العسكرية الجارية تعيد لأذهان البوسنيين صدمة حربهم السابقة

بالنسبة لأولئك البوسنيين الذين نجوا من حرب البوسنة والهرسك بين عامي 1992 و1995؛ تبدو الحرب الروسية الحالية على أوكرانيا أمرا مألوفا للغاية.

بهذه الكلمات افتتحت “ألما ميليزيتش” تقريرا لها بموقع الجزيرة الإنجليزي أكدت فيه أن أخبار العملية العسكرية الروسية الجارية على أوكرانيا وقصف كييف جلبت صدمة خاصة لبوسنيين ما زالوا يتذكرون العيش في سراييفو تحت ما وُصف لاحقا بأنه “أطول حصار في تاريخ الحروب الحديثة”.

وتعرضت العاصمة البوسنية سراييفو خلال ذلك الوقت لقصف مكثف من قبل القوات الصربية المحتلة ولهجمات متواصلة من قبل القناصة الصرب؛ مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 11 ألف شخص بينهم 1600 طفل.

وفيما تستعد أوروبا لاحتمال امتداد الحرب على أوكرانيا إلى بلدان أخرى مجاورة؛ تبدو هذه الصدمة والخوف -تضيف ميليزيتش التي عايشت سنوات الحرب البوسنية وهي طفلة عمرها 4 سنوات- حقيقيين بشكل خاص بالنسبة لمواطني الدول التي خاضت سابقا حروبا مع روسيا أو غزاها الاتحاد السوفياتي.

وترى سلمى باسيفاك -وهي مختصة نفسية مهتمة بمنطقة البلقان والقاطنة بولاية فلوريدا الأميركية- أن “هذه الصدمة الجماعية التي تحملها أوروبا أو أي مجتمع آخر، تجعل الناس يشعرون كأنهم مشتركون في ذات المصير، لكنها تجعلهم أيضا أكثر خوفا من هجمات وحروب جديدة”.

وتؤكد ميليزيتش أن البوسنة والهرسك التي احتفلت بمرور 30 ​​عاما على استقلالها عن يوغسلافيا السابقة في الأول من
مارس/آذار الجاري تشعر بأنها معرضة بشكل خاص لاحتمال اندلاع حرب جديدة.

فقد بات يخيم على البلاد –تضيف الكاتبة- شبح تلك الحرب الوحشية التي دامت 4 سنوات وأودت بحياة أكثر من 100
ألف مدني وأخرجت للوجود “جمهورية صرب البوسنة”، في ظل تهديد زعيم الصرب ميلوراد دوديك بالانفصال عن البلاد.

اقرأ ايضاً
اجتماع مرتقب... بين وزيري خارجية إيران والسعودية

ويروي فاروق سيشيتش (52 عاما) -وهو شاعر بوسني ومحارب سابق في سنوات الحرب- كيف أنه بالكاد استطاع النوم
خلال الليلة التي عرفت بدء ما وصفه بالغزو الروسي لأوكرانيا.

وأضاف “بقيت مستيقظا حتى الثانية صباحا، أشعر بالقلق وأتوقع الأسوأ. كنت أعلم أن الحرب ستندلع (في أوكرانيا)، ولم أكن أرغب في حدوث ذلك”.

أحداث مشابهة

وتشير الكاتبة إلى أنها تابعت -كما هو حال سيشيتش والعديد من البوسنيين- آخر تحديثات الحرب عبر قنوات الأخبار
ومواقع التواصل الاجتماعي؛ مؤكدة أن العديد من الأحداث المحيطة بالحرب الدائرة في أوكرانيا مشابهة جدا لتلك التي
وقعت في الأيام التي سبقت اندلاع حرب البوسنة مطلع تسعينيات القرن الماضي مثل لغة التهديد وفرار اللاجئين وعمليات القصف العنيف.

وتقول المختصة سلمى باسيفاك إن “أولئك البوسنيين (في أوروبا) الذين عانوا من صدمة الحرب، يشاهدون هذه
الأحداث على التلفزيون من زاوية نظر مختلفة.. لقد تلقيت الكثير من الرسائل من الناس في البلقان يقولون فيها: هذا يشبهني.. هذا يشبه عمتي.. والدي. الناس يختبرون مجددا مشاعر القلق والصدمة”.

وتضيف أن هذا الأمر يمكن أن يتجلى في مظاهر عدة، بما في ذلك نوبات الهلع وشعور الناجين بالذنب وذكريات
الماضي وعدم القدرة على النوم والنوبات العاطفية والكوابيس والشعور بانعدام القيمة أو العجز، كما قد يجد بعض
الناس أنفسهم يشترون طعاما لتخزينه ويقومون باستعدادات أخرى تحسبا للسيناريوهات الأسوأ.

المصدر:مواقع اخبارية+راي الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى