صراع الفصائل جنوب اليمن بداية جديدة من الخلافات امتدت مؤخراً إلى داخل قوات موالية للإمارات في اليمن، بعدما بدأت تتشكل صراعات علنية بين “المجلس الانتقالي” وقوات طارق صالح، نجل الرئيس اليمني السابق.
في شبوة كانت هذه المدينة التي يديرها شخصية موالية لحزب المؤتمر على موعدٍ مع افتتاح فرع جديد لما يسمى بـ”المكتب السياسي” التابع لطارق صالح، والذي تموله أبوظبي، في مقابل خطوة انتهجها الانتقالي الذي تموله الأخيرة أيضاً، باقتحام مبنى المؤتمر في مدينة عدن، وتحويله إلى مقر له.
ويعكس الصراع بين الجناحين المسلحين ملامح جديدة للخلافات بين الجانبين، وما إن كانت الإمارات قد تنحاز لطرف منهما على حساب الآخر، أم أن الأمر سيتوسع أكبر من ذلك؟
اقتحام مقر المؤتمر
في 1 مارس، اقتحمت عناصر مسلحة في الحزام الأمني التابع للانتقالي الجنوبي المقر الرئيس لحزب المؤتمر الشعبي العام في حي البنجسار بمدينة “التواهي” بالعاصمة المؤقتة عدن، وأغلقته واختطفت حراسته.
ووفقاً لوسائل إعلام يمنية، نهبت قوات الانتقالي جميع محتوياته، وحولت المبنى إلى مقر رئيسي للانتقالي، كما سارعت إلى رفع صورة رئيس المجلس عيدروس الزبيدي على المبنى إلى جانب لوحة تحمل اسم وشعار المجلس.
وتقول إن المجلس يسعى إلى تحويل مقر حزب المؤتمر الشعبي العام إلى مقر لهيئته الرئيسية ولفرعه في مدينة التواهي، إلى جانب تخصيص المبنى لعدد من الدوائر السياسية التابعة له بعد نقلها من المبنى السابق للمجلس الذي يقع في المحافظة ذاتها.
وتعليقاً على الحادثة، قال حزب المؤتمر الشعبي العام بمحافظة عدن: “إن قيام عناصر مسلحة ترافقها مدرعات عسكرية من الحزام الأمني باقتحام مقر حزب رسمي بقوة السلاح واعتقال أفراد حراسة المبنى يعتبر عملاً إجرامياً استفزازياً
يقوض أسس وقواعد الديمقراطية التي قامت عليها الأحزاب السياسية السلمية في البلاد”.
مكتب طارق صالح
هذا صراع الفصائل جنوب اليمن ضد حزب المؤتمر جاء عقب يومين من افتتاح طارق صالح، وهو نجل شقيق الرئيس
السابق علي عبد الله صالح، فرعاً لما يعرف بـ”المكتب السياسي للمقاومة الوطنية” في محافظة شبوة.
وكانت شبوة، في الـ27 من فبراير، على موعدٍ مع إشهار أول فرع للمجلس السياسي التابع لطارق صالح، حيث تم إشهار
وتسمية دوائر المجلس بالمحافظة، والتي تضم ست دوائر.
وفي اليوم التالي لإشهار الفرع أعلن المجلس الانتقالي رفضه تأسيس أي كيانات يمنية في الأراضي الجنوبية.
وبدأت الخلافات بين طارق صالح والمجلس الانتقالي عقب إقالة المحافظ السابق لشبوة محمد صالح بن عديو، الذي
عرف بمناهضته لأجندة أبوظبي، وتعيين القيادي “المؤتمري” الموالي للإمارات عوض بن الوزير العولقي، خلفاً له.
خطر داهم
يرى الناشط السياسي اليمني سمير الزوكا أن تحرك طارق صالح في شبوة أشعر الانتقالي الجنوبي بالخطر الداهم الذي
يهدد مشروعه الانفصالي.
ويرى الزوكا في حديثه ل” أن الإمارات تسعى لإعادة أسرة الرئيس السابق علي صالح إلى الواجهة مجدداً، وتمكين
الموالين لها من حزب المؤتمر من السيطرة على المناطق التي تقع خارج سيطرة الحوثي.
وتوقع أن يتوسع صالح عبر مكتبه السياسي في بقية المحافظات اليمنية، كـ”حضرموت والمهرة وسقطرى”، قبل التمدد
إلى العاصمة المؤقتة عدن التي تعد المقر الرئيسي للانتقالي.
وعن الدور الإماراتي في الصراع بين الجانبين توقع الزوكا أن تقف الإمارات إلى جانب طارق صالح وحزب المؤتمر، مرجعاً
ذلك إلى “عدم تمكن الانتقالي من الحصول على شعبية على الأرض، وزيادة الغضب الشعبي من فشله، في وقتٍ
يحظى فيه حزب المؤتمر بحضور في الشارع اليمني الذي قد يرحب بعودته من بوابة أبوظبي”.
تصعيد مستمر
ويعول الكثير من أنصار الطرفين على الإمارات لإنهاء الخلافات بين المجلس الانتقالي والمكتب السياسي التابع لصالح،
مع تخوفات من أن يزداد تصعيد “الانتقالي” ضد خصومه الجدد.
وتأتي المخاوف صراع الفصائل جنوب اليمن مع أنباء تفيد بأن صالح يعتزم افتتاح فروع لمكتبه في عدد من المحافظات
المحررة، ومن ضمنها العاصمة المؤقتة (عدن)، يقابل ذلك حملة تحريض واسعة ضده يقودها بعض أنصار وقيادات المجلس الانتقالي.
ويتزامن تصعيد المجلس الانتقالي ضد حزب المؤتمر والمكتب السياسي لـ”المقاومة الوطنية”، التي يقودها صالح، مع
ظهور مفاجئ لما يسمى “المجلس الجامع” في المهرة، الذي دعا إلى فتح باب التسجيل وتشكيل قوات جديدة في
المحافظة خارج إطار مؤسسات الدولة، وذلك بعد فشل محاولات سابقة بذلها المجلس الانتقالي للسيطرة على المدينة.
وتقدم الإمارات، وهي عضوة في “تحالف دعم الشرعية” بقيادة السعودية، دعماً عسكرياً ومالياً وسياسياً لجناحات
عسكرية وسياسية موازية للحكومة الشرعية في جنوب اليمن، وفي مقدمتها “الانتقالي الجنوبي، ومكتب طارق صالح، وقوات العمالقة”.