اخبار العالم

موسكو تنفي صحة معطيات أوكرانية عن تقدم لكييف على محاور القتال


مع إقرار البيانات الرسمية الروسية باتساع نطاق الهجمات المضادة على عدد من المحاور وخطوط التماس، سعت موسكو في الوقت ذاته، إلى التقليل من أهمية التصريحات الأوكرانية حول إحراز تقدم ميداني ملموس للقوات المهاجمة، وتحدثت عن «تكبيد العدو خسائر فادحة».
وكان لافتا، أن تغطيات وسائل الإعلام الحكومية الروسية انشغلت خلال اليومين الأخيرين، بالحديث ليس عن الوضع الميداني على جبهات القتال، بل عن «اقتراب الاتحاد الأوروبي من إعلان استسلام كامل» لمطالب الكرملين.
وفي مقابل إعلان كييف عن إحراز نجاحات ميدانية في إطار الهجوم المضاد واسع النطاق الذي بدأ مطلع الشهر الماضي، حملت البيانات الروسية إشارات مقتضبة إلى مسار المعارك الضارية على طول خطوط التماس، وركزت بالدرجة الأولى على نجاح القوات الروسية وقوات الانفصاليين في لوغانسك ودونيتسك على صد الهجمات الأوكرانية. وقال الناطق باسم القوات المحلية في لوغانسك إيفان فيليبونينكو إن المدفعية الأوكرانية واصلت «القصف العشوائي للمناطق التي حررتها القوات المتحالفة قرب خط المواجهة في دونباس». وأضاف أن «العدو بسبب عدم تمكنه من تحديد مواقع الدفاعات بدقة، قام بتوجيه ضربات حيثما كان ذلك ممكنا، لذلك تعرضت البلدات المحررة لإطلاق نار كثيف، مما يؤدي إلى تدمير البنية التحتية المدنية».
وقال فيليبونينكو تعليقا على اشتباكات سلاح المدفعية على خط المواجهة إن «التركيز انصب على إيجاد مواقع الهجوم وتدميرها لاحقا».
وزاد أنه «في الوقت الحاضر، تتقدم قوات الحلفاء على الجبهة في مناطق سوليدار وياكوفليفكا وأرتيموفسك وسيفرسك».
في الوقت ذاته، أعلنت السلطات الانفصالية في دونيتسك أن القوات الأوكرانية واصلت صباح الجمعة قصف منطقة تشيرفونوغارديسكي في ميكيفكا وقرية بانتيليمونوفكا، بما في ذلك باستخدام قذائف من عيار 155 مليمترا التي زود بها حلف الأطلسي الجيش الأوكراني.
وزادت في بيان أن «القوات المسلحة الأوكرانية استهدفت مينيرالنو ودونيتسك وزايتسيفو وياكوفليفكا وغورلوفكا».
ومع الحديث عن مواجهات نشطة في دونيتسك ولوغانسك، أقرت القوات الروسية باتساع رقعة المواجهات على خطوط التماس في خيرسون وزابوريجيا.
وقال فلاديمير روغوف، عضو المجلس الانتقالي الذي شكلته موسكو لإدارة منطقة زابوريجيا إن القوات المسلحة الأوكرانية قامت بمحاولة أخرى لإنزال قوات عبر نهر دنيبر في اتجاه كامينكا دنيبروفسكايا، و«تم صد الهجوم».
ووفقاً لقوله فإن «العدو يحاول البحث عن نقطة ضعف في الدفاع، لأنه قبل ذلك، جرت محاولات إنزال مماثلة في اتجاهات انيرغودور ودنيبرورودني وفاسيلييفكا.
وزاد أن القوات المهاجمة سعت إلى «الحصول على موطئ قدم على ضفاف نهر الدنيبر وإنشاء مركز متقدم للهجوم.
وفي خيرسون، قال كيريل ستريموسوف نائب رئيس الإدارة الانتقالية التي عينتها موسكو إن «القوات الروسية تصدت لهجوم واسع شنه الجيش الأوكراني، ونجحت في احتجاز عدد كبير من الأسرى الأوكرانيين الذين شاركوا في العمليات».
وقال ستريموسوف: «هناك أسرى. لقد رأيتهم شخصياً. هؤلاء أشخاص بائسون، قادهم نظام كييف إلى الخنادق ثم ألقى بهم في هجوم انتحاري».
وبحسب قوله، فإن السلطات الأوكرانية «لا تأخذ في الحسبان أعداد القتلى الذين بلغوا أكثر من ثلاثة آلاف شخص منذ 29 أغسطس (آب)».
في الأثناء، قال فاسيلي نيبينزيا، الممثل الدائم لروسيا لدى المنظمة، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، ليلة الجمعة، إنه لا يمكن الحديث عن أي «اختراق» للقوات الأوكرانية خلال «هجومها المضاد».
ووفقاً له، فإن «الأراضي القريبة من نيكولاييف، بالقرب من خاركوف، وفي زابوريجيا مليئة بالآلاف من جثث الجنود الأوكرانيين الذين تم إرسالهم إلى الموت المؤكد والذين لم يسمح لهم بالتراجع أو الانسحاب».
وقال نيبينزيا: «من أجل التوسل للحصول على أسلحة جديدة، خاصةً عشية اجتماع وزراء دفاع الناتو المقرر الجمعة في رامشتاين، حاول نظام (الرئيس فولوديمير) زيلينسكي خلق مظهر على الأقل بأن أوكرانيا تحقق نجاحات على الأرض».
وأشار الدبلوماسي إلى أن «مروجي الدعاية الأوكرانيين شاركوا على أعلى مستويات في الحديث عن خطط لشن هجوم لاستعادة الأراضي المفقودة».
في غضون ذلك، قال الناطق العسكري الروسي إيغور كوناشينكوف في إفادة صباحية الجمعة إن القوات الجوية الصاروخية والمدفعية الروسية واصلت توجيه «ضربات دقيقة لوحدات واحتياطيات القوات الأوكرانية على عدة محاور، شملت عدة مراكز قيادة ومستودع ذخيرة، بينما أسقطت مقاتلة روسية طائرة أوكرانية من طراز «سوخوي 25» في منطقة نيكولايف.
وأضاف كوناشينكوف أن لواء المشاة الميكانيكي رقم 59 تكبد خسائر فادحة في عدة مناطق في نيكولايف.
ووفقاً له «في المجموع، بلغت خسائر العدو على محور نيكولايف – كريفوي روغ، دبابتين و6 عربات مشاة قتالية و5 مركبات مدرعة أخرى و7 مركبات مزودة بمدافع رشاشة ثقيلة، وأكثر من 190 فردا خلال يوم».
وزاد الناطق أنه خلال الساعات الـ24 الماضية، أصابت الغارات الروسية خمسة مواقع قيادة للقوات الأوكرانية، إضافة إلى 51 وحدة مدفعية وقوات ومعدات عسكرية في 167 منطقة.
وتم تدمير خمسة مستودعات أسلحة وذخائر للصواريخ والمدفعية، ومنصة إطلاق لمنظومة الصواريخ المضادة للطائرات فضلا عن إسقاط 13 طائرة أوكرانية من دون طيار في مناطق متفرقة.
في الأثناء، ركزت وسائل إعلام حكومية روسية على تقارير غربية حول حجم الخسائر الأوكرانية خلال الفترة الأخيرة. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية عن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي، أن «قوات كييف تكبدت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى بين أفرادها خلال ستة أشهر، منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا».
مع ذلك و«رغم تفوق الروس في التسليح والعدد، فقد أظهر الأوكرانيون كفاءة تكتيكية فائقة، وإرادة متفوقة للقتال من أجل بلدهم وحريتهم».
وزاد أنه «من السابق لأوانه إجراء تقييم كامل للهجوم الأوكراني الذي تم شنه مؤخراً قرب خيرسون»، وأضاف أن «أوكرانيا تستخدم أسلحتها بشكل فعال»، وتابع أن تقدم القوات الأوكرانية بالقرب من خيرسون «يسير وفق الخطة الموضوعة».
اللافت أكثر، أن الوكالات الحكومية الروسية أبرزت عدداً من المقالات والتعليقات التي تتعلق بالمزاج الشعبي والسياسي في الاتحاد الأوروبي واقترابه من التغير لصالح المواقف الروسية. وكتب المعلق السياسي لوكالة «نوفوستي» تعليقا تحت عنوان: «الأوروبيون مقتنعون بأن بوتين تغلب عليهم». في حين أفردت الوكالة مساحات لتغطيات مماثلة حملت عناوين مثيرة مثل «الاتحاد الأوروبي يقترب من الاستسلام لروسيا» مع إشارات إلى أن هذه المعطيات منقولة عن معلقين أوروبيين أو أتراك في غالبيتها.

اقرأ ايضاً
90 مليون إصابة كورونا عالميا نصفها في 4 دول وإغلاقات جديدة



منبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى