مجتمع

التهاب الكبد الحاد.. مرض غامض يثير قلق العالم

التهاب الكبد الحاد مرض جديد لم يستفق العالم بعد من جائحة كورونا والآثار الصحية التي تركتها من التسبب بوفاة وإصابة ملايين البشر، حتى عاد الخوف ينتاب الكثير بعد الإعلان عن تفشي التهاب الكبد الحاد المجهول المنشأ والغامض.

وانتشرت حالة من الذعر بين العالم مع الحديث عن المرض الغامض الذي يصيب الأطفال بالدرجة الأولى، إضافة إلى غياب المعلومات الكافية عنه، أو مسبباتها بشكل واضح.

ولم تعلن أي دولة خليجية تسجيل أي حالات إصابة بالتهاب الكبد الحاد، وفقاً لمراجعة  للحسابات الرسمية لوزارات الصحة الخليجية الرسمية، ومواقعها الإلكترونية.

ورغم عدم تسجيل أي إصابة بالمرض في دول الخليج، فإن بعضها رفع حالة التأهب والاستعداد في جميع مرافقها للتعامل المحتمل مع تسجيل إصابات، خاصة أن دولة عربية كشفت عن إصابات بالمرض.

وفي الكويت، أكدت مصادر صحية مطلعة أنه لم يثبت وجود التهاب الكبد الغامض غير معلوم المصدر في البلاد حتى هذه اللحظة.

ونقلت صحيفة “الجريدة” عن مصادر صحية مطلعة، 25 أبريل الجاري، أن وزارة الصحة الكويتية عممت على جميع المستشفيات والمراكز الصحية، ومراكز الصحة الوقائية في جميع المناطق، بضرورة سرعة الإبلاغ عن وجود أي حالات مؤكدة لالتهاب الكبد الحاد مجهول السبب، حفاظاً على الأمن الصحي في البلاد.

كما وجهت رئيسة المركز الوطني لتطبيق اللوائح الصحية الدولية في وزارة الصحة الكويتية، سندس القبندي، كتاباً رسمياً إلى الإدارة المركزية للرعاية الصحية الأولية، بخصوص ضرورة التعميم على رؤساء وحدات الرعاية الأولية في المناطق الصحية، للتنبيه بشأن تفشي حالات التهاب كبد حاد.

وحول المرض الغامض أكد مدير وحدة التأهب لمخاطر العدوى والوقاية منها في المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، د. عبد الناصر أبو بكر، أن تقارير متوالية أظهرت تسجيل حالات التهاب الكبد الحاد المجهول المنشأ بين الأطفال الصغار.

وفي حديثه  بيّن أبو بكر أن الاستقصاءات جارية لاكتشاف العامل المسبب للمرض، وتشمل الاستقصاءات التاريخ السريري، وتاريخ التعرض على نحو أكثر تفصيلاً، واختبار السموم (أي اختبار السمية البيئية والغذائية)، واختبارات فيروسية ميكروبيولوجية إضافية.

ويجب، حسب أبو بكر، إجراء مزيد من الاستقصاء لعوامل مثل زيادة القابلية للإصابة بين الأطفال الصغار بعد انخفاض مستوى انتقال الفيروس الغدي أثناء جائحة كوفيد-19، والظهور المحتمل لفيروس غدي جديد، وكذلك العدوى المصاحبة بفيروس كورونا-سارس-2.

ولا تحظى الفرضيات المتعلقة بالآثار الجانبية للقاحات فيروس كورونا، كما يبين أبو بكر، بدعم حالياً لأن الغالبية العظمى من الأطفال المصابين لم يتلقوا “لقاح كوفيد-19″، لذلك يجب استبعاد التفسيرات الأخرى المتعلقة بالعوامل المعدية وغير المعدية من أجل تقييم وإدارة المخاطر تقييماً كاملاً.

ومن أبرز أعراض المرض، وفق ما أوضح أبو بكر، آلام البطن، والإسهال والقيء الذي يسبق ظهور التهاب الكبد الحاد الشديد، وزيادة مستويات إنزيمات الكبد، واليرقان.

ومن أبرز الدول التي سجلت إصابات بالمرض، بحسب أبو بكر، بريطانيا، وإسبانيا، و”إسرائيل”، والولايات المتحدة، والدنمارك، وأيرلندا، وهولندا، وإيطاليا، والنرويج، وفرنسا، ورومانيا، وبلجيكا.

وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية تراقب الوضع عن كثب، وتعمل مع السلطات الصحية في المملكة المتحدة والدول الأعضاء الأخرى والشركاء.

قيود السفر

وحول وضع قيود للسفر بسبب المرض، أشار إلى أنه لم يُعتبر السفر الدولي إلى بلدان أخرى أو المرور بها من العوامل المسببة للمرض، مؤكداً أن الصحة العالمية لا توصي بأي قيود على السفر أو التجارة مع المملكة المتحدة، أو أي بلد آخر تُكتشف فيه الحالات.

وأردف بالقول: “رغم وجود تقارير عن حالات التهاب الكبد لدى الأطفال الذين يعانون نقص المناعة المصابين بعدوى الفيروس الغدي، فإن النوع 41 من الفيروس الغدي غير معروف بأنه سبب لالتهاب الكبد لدى الأطفال الأصحاء”.

وشدد مدير وحدة التأهب لمخاطر العدوى والوقاية منها في المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، على ضرورة العمل لتحديد حالات إضافية، سواء في البلدان المتضررة حالياً أو في أماكن أخرى.

وتتمثل الأولوية، وفق أبو بكر، في تحديد سبب هذه الحالات من أجل زيادة تحسين إجراءات المكافحة والوقاية للمرض مجهول المنشأ.

وتشمل تدابير الوقاية الشائعة من الفيروس، حسب توصيات أبو بكر، غسل اليدين بانتظام واتباع آداب السعال والعطس.

وتوصي منظمة الصحة العالمية للمراكز الصحية، وفق أبو بكر، بفحص عينات الدم في ظل التجربة السردية الأولية التي تشير إلى أن الدم الكامل أكثر حساسية من المصل.

ولا بد للمؤسسات الصحية من أخذ عينات خزعة الكبد، إلى جانب الوسائل الأخرى لتحديد خصائص الفيروسات، ومنها تحديد التسلسل الجيني.

ويجب إجراء استقصاء شامل للأسباب الأخرى المُعدية وغير المُعدية، والحديث للمسؤول في الصحة العالمية.

وحول تأثير فيروس كورونا على الكبد، أكد تقرير سابق لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، أن المدخل الرئيس لفيروس “كوفيد-19” لإصابة الخلايا البشرية يكون من خلال الإنزيم المحول لمستقبلات “الأنجيوتنسين 2″، الذي يظهر في الغالب في الجهاز التنفسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى