الاخبار العاجلةسياسة

“طوفان الأقصى” حاضر بالمواجهات.. بلدة أبو ديس بالقدس بقعة مشتعلة

 القدس المحتلة- لا يسلخ بلدة أبو ديس شرقي القدس، عن بلدة سلوان المجاورة للمسجد الأقصى، سوى الجدار العازل الذي أحكم الاحتلال قبضته على هذه البلدة، بإنشائه على طول 7 كيلومترات.

من أسطح المنازل القريبة على الجدار يطل أهالي بلدة أبو ديس على المسجد الأقصى، بل ويعيشون تفاصيل الحياة اليومية الدائرة خلفه، فيتابعون حركة السير والحركة التجارية في حي رأس العامود الملاصق للجدار.

عزل هذه البلدة وإنشاء معسكر للجيش الإسرائيلي على أراضيها وبين منازل مواطنيها، حوّلها إلى بقعة مشتعلة بالمواجهات والكرّ والفرّ اليومي بين الشبان وجيش الاحتلال.

في مستهل حديثه للجزيرة نت، قال رئيس بلدية أبو ديس عبد السلام عياد، إن المواجهات في البلدة لا تخفت على مدار العام، لكنها متواصلة منذ الإعلان يوم أمس السبت، عن انطلاق معركة “طوفان الأقصى”.

صور لجدار الفصل الملتوي الذي يمر من وسط الأحياء والشوارع في بلدة أبو ديس والذي فصلها على مدينة القدس.
جدار العزل يمر من بلدة أبو ديس ويفصلها عن مدينة القدس (الجزيرة)

مساحات شاسعة مسلوبة

تبلغ مساحة أراضي البلدة -وفقا لعبد السلام- 38 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع)، لكن سلطات الاحتلال صادرت 34 ألفا منها، وحاصرت السكان الذين يبلغ عددهم 25 ألف نسمة في مساحة لا تتجاوز 4 آلاف دونم، وزرع بين منازلهم معسكرا للجيش، ثم ضاعف معاناتهم بتطويقهم بالجدار الذي خنق البلدة، وجعل سكانها ينتفضون ضد الظلم.

“كانت أبو ديس تعتمد بشكل أساسي على الوصول لمدينة القدس في قطاعات التعليم والصحة والعمل، لكن الجدار صعّب حياة المواطنين وأربكها”، أضاف عبد السلام.

في هذه البلدة -أيضا- تقع جامعة القدس، إحدى أكبر الجامعات الفلسطينية التي يدرس على مقاعدها أكثر من 12 ألف طالب، وجدوا أنفسهم محاصرين -كذلك- بالجدار والمعسكر والحواجز العسكرية.

ويتعمد جيش الاحتلال إقحام الجامعة في كل المواجهات بسبب قرب معسكره منها، وهو ما أدى مرارا لجرح واعتقال الطلبة، بل ولارتقاء عدد منهم شهداء على مرّ السنوات الماضية.

ومع اشتعال المواجهات اليومية أكد عبد السلام أن 10 شبان اعتُقلوا خلال اليومين الماضيين، وأن المركز الصحي الوحيد الواقع في البلدة واجه صعوبة بالغة في إجلاء أحد المصابين في المواجهات إلى إحدى المستشفيات.

إجراءات تعيق المرضى

الصعوبات على الصعيد الصحي، تحدث عنها للجزيرة نت مدير مركز طوارئ أبو ديس عبد الله أبو هلال، الذي يعمل في المركز منذ 2001، ويعجز وطاقمه حتى الآن عن إنقاذ حياة كثير من المرضى والجرحى، بسبب الإجراءات الاحتلالية التي تنضوي على المماطلة في نقل المرضى خارج البلدة.

اقرأ ايضاً
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يكشف عن مشروع "ذا ريج"..(شاهد)

فعلى سبيل المثال، وصلت يوم أمس السبت إلى المركز إصابة بالرصاص الحي في الصدر، واضطر مركز الطوارئ لتحويلها إلى مستشفى رام الله الحكومي في ظل إغلاق مدينة القدس، لكن جيش الاحتلال المتمركز على مدخل مستوطنة معاليه أدوميم احتجز سيارة الإسعاف، وتُرك المصاب ينزف بداخلها لساعتين، قبل أن يسمح لها بالعبور.

هذه حالة إرباك يومية لعمل المركز الذي يخدم نحو 150 ألف فلسطيني بمنطقة جنوب شرقي القدس، في ظل عدم وجود مستشفى حكومي، أو خاص فيها.

كان عبد الله أبو هلال يصل إلى مكان عمله في مستشفى المقاصد في القدس خلال 5 دقائق، ومع اندلاع الانتفاضة الثانية، وسحب تصريح دخوله إلى المدينة بادعاء أنه “ممنوع أمنيا” استأنف عمله في مركز الطوارئ.

وخلال عمله وثّق وصول إصابتين إلى 3 إصابات أسبوعيا برصاص “التوتو” الفتّاك، الذي يستهدف الجيش فيه منطقتين في الجسم بشكل أساسي “الركبة لتفتيتها بشكل كامل، والفخذ لإحداث نزيف في الشريان الفخذي، الذي تصنف حالة من يصاب به بالخطيرة”.

خرق جدار الظلم

ورغم ذلك يصر عشرات الشبان على التوجه مقابل المعسكر في اليوم التالي، لتسجيل رفضهم لإجراءات الاحتلال على أراضي البلدة من جهة، وللالتفاف حول الأحداث المتفاعلة في الساحة الفلسطينية، وآخرها “طوفان الأقصى” من جهة أخرى.

“يتعمد الشبان إحداث ثغرات في موقعين بالجدار العازل، الأول في المنطقة التي تفصل البلدة عن حي رأس العامود القريب من الأقصى، والآخر عند جامعة القدس” كما يذكر مدير مركز طوارئ أبو ديس.

أما عن الرسالة التي يريد الشبان إيصالها للاحتلال من إحداث الثغرات في الجدار الإسمنتي، قال رئيس البلدية عبد السلام عياد، “يعبرون عن رفضهم لهذا الجدار الذي قطع تواصلهم مع القدس.. فهي رسالة رمزية تعبر عن رفض المجتمع للواقع الذي فرضه الاحتلال”.

قد تهدأ حدة المواجهات وتشتعل لكن سلطات الاحتلال تصر على عقاب أهالي بلدة أبو ديس بشكل جماعي، عبر استهداف المنازل بشكل عشوائي بالقنابل الغازية والصوتية، حتى اضطر بعض الأهالي لتسييج نوافذ منازلهم، بسبب الحرائق التي أحدثها اختراق القنابل لغرف منازلهم.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى