الاخبار العاجلةسياسة

حتى لا تعتبره روسيا إعلان حرب.. واشنطن لن تزود كييف بصواريخ هجومية متقدمة

واشنطن – تركت دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إدارة الرئيس جو بايدن بتسليم بلاده صواريخ “إم إل آر إس” (MLRS) لمواجهة القصف الروسي العنيف في منطقة دونباس الشرقية، بين معضلة الرغبة في دعم كييف من جانب، وبين مخاوف التصعيد غير المرغوب فيه مع موسكو من جانب آخر.

ويُسهل الدعم الكبير الذي تحظى به أوكرانيا داخل الكونغرس بأعضائه الجمهوريين والديمقراطيين، من مهمة الرئيس زيلينكسي في طلب المزيد من الأسلحة. وهو ما دفع الرئيس جو بايدن للقول بوضوح إن “الولايات المتحدة لن ترسل أنظمة صواريخ لأوكرانيا يمكنها ضرب روسيا”.

وتخشى الإدارة الأميركية التي خصصت قبل أيام ما يقرب من 40 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، أن تنجر وحلفاءها في حلف شمال الأطلسي إلى صراع مباشر مع موسكو.

وفي حديث مع الجزيرة نت حول آخر تطورات الأوضاع العسكرية داخل أوكرانيا، قال جون سبنسر، الخبير العسكري وأحد منظري الحروب الحديثة، إن “قرار بايدن سياسي بالأساس، فهو لا يريد التصعيد المباشر مع روسيا”.

مخاطر تزويد أوكرانيا بأسلحة متقدمة هجومية

وكتب بايدن في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز “سنزود الأوكرانيين بأنظمة صاروخية أكثر تطورا وذخائر، مما سيتيح لهم أن يصيبوا بدقة أكثر أهدافا أساسية في ميدان المعركة في أوكرانيا”، وعاد بايدن ليؤكد أن بلاده “لن ترسل إلى أوكرانيا أنظمة صواريخ يمكنها ضرب روسيا”.

وقال مسؤول أميركي رفيع في إفادة صحفية، إن واشنطن سترسل أنظمة الصواريخ عالية الدقة “إتش آي إم إيه آر إس” (HIMARS) إلى أوكرانيا. وأضاف أن المسؤولين الأوكرانيين أكدوا لإدارة بايدن أن الصواريخ لن تستخدم إلا لصد القوات الروسية في أوكرانيا وليس لمهاجمة الأراضي الروسية.

ويرى ألكسندر داونز مدير معهد دراسات الأمن والصراع بجامعة جورج واشنطن والخبير في الصراعات الدولية أن “قرار بايدن يتعارض مع التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة تفكر في إرسال أنظمة “إم إل آر إس” (MLRS) و”إيه تي إيه سي إم” (HIMARS) إلى أوكرانيا. وهذه الراجمات قادرة على إطلاق نظام الصواريخ التكتيكية التي يملكها الجيش الأميركي من طراز “إيه تي إيه سي إم” (ATACM)، والذي يبلغ مداه 300 كم، في حين أن الصواريخ الأكثر انتشارا من طراز “إم إل آر إس” (MLRS) ويصل مداها ما بين 32 و70 كم هي التي ترسلها واشنطن لأوكرانيا”.

وأشار داونز، في حديث للجزيرة نت، إلى أنه “ربما يكون بايدن قد تحدث بشكل دقيق، حيث تشير أحدث التقارير إلى أنه إذا قررت واشنطن إرسال أنظمة “إم إل آر إس” (MLRS) أو “إيه تي إيه سي إم” (HIMARS) إلى أوكرانيا فلن تكون مجهزة بأجهزة تتيح إطلاق صواريخ بعيدة ومتوسطة المدى، فقط ستكون مهيأة للذخائر قصيرة المدى. وهذه القذائف يمكن أن تضرب أهدافا في روسيا اعتمادا على مكان وجودها (كما هو الحال في منطقة خاركيف)”.

ما الذي تعتبره روسيا إعلان حرب؟

خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بعث بايدن ومستشاروه في بعض الأحيان رسائل مختلطة حول أهداف واشنطن من مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها من الغزو الروسي.

وخلال زيارته لبولندا في أبريل/نيسان الماضي، أشار بايدن إلى ضرورة الإطاحة بالرئيس الروسي من سدة الحكم في موسكو. وبعد أيام من ذلك قال وزير الدفاع لويد أوستن إن الولايات المتحدة تريد أن ترى روسيا “تضعف إلى درجة أنها لا تستطيع أن تفعل الأشياء التي فعلتها في غزو أوكرانيا”. وفي المناسبتين تراجع البيت الأبيض في بيانات رسمية عن هذه المواقف.

ويترك الارتباك الأميركي والرسائل المتناقضة حول أهدافها من دعم أوكرانيا عسكريا الخبراء في حيرة. وذكر جون سبنسر للجزيرة نت أن “مجلس الأمن القومي المساعد للرئيس غير موقفه من إمداد أوكرانيا بصواريخ قد تصل للعمق الروسي. ونحن هنا لا نتحدث عن صواريخ توما هوك التي يمكن أن تصل إلى مبنى الكرملين، لكن نتحدث عن صواريخ متوسطة المدى لا يتخطى مداها 300 كيلومتر”.

وأشار سبنسر إلى أن “إطلاق صواريخ قصيرة المدى التي لا يتخطى مداها 70 كيلومترا من مناطق قريبة من الحدود الروسية الأوكرانية يمكن معها إصابة أهداف داخل روسيا، ولا نعرف ما إذا كانت إدارة بايدن قد وضعت أي قيود على مواقع استخدام هذه الصواريخ كي تصبح مهمتها دفاعية بالأساس، والاقتصار على ضرب الأهداف الروسية داخل الأراضي الأوكرانية”.

مخاطر عدم تسليح أوكرانيا بهذه الصواريخ

من جانبه، هاجم إليوت كوهين، المسؤول الدفاعي السابق، وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة جون هوبكنز، تردد إدارة بايدن في تقديم صواريخ لأوكرانيا تُمكنها من ضرب أهداف داخل روسيا.

وذكر كوهين أنه كلما كان الأوكرانيون أكثر تسليحا، أسرعت الحرب تجاه نهايتها، وتوقفت المعاناة في وقت أقرب.

وفي سلسلة تغريدات، انتقد كوهين تردد بايدن في إمداد أوكرانيا بصواريخ طويلة المدى، وقال “إن تصريح الرئيس بأن الولايات المتحدة لن تمنح الأوكرانيين أسلحة قادرة على نقل الحرب إلى الأراضي الروسية هو عمل من أعمال عدم التماسك الإستراتيجي وعدم الكفاءة، كما أنه أمر مستهجن أخلاقيا أيضا”.

وواصل تغريداته بالقول “عندما تقاتل دولة صغيرة من أجل بقائها، واستقلالها في هذه الحالة، فمن غير المنطقي إطالة أمد المعاناة، والظهور بمظهر الطرف الخائف. لكن هذا ما فعلته إدارة بايدن. فبايدن يقوض موقفنا مع حلفائنا، ويربك بيروقراطيتنا وسيضعف الروح المعنوية الأوكرانية. إنه ليس خطأ فحسب، بل إنه قرار غبي للغاية، وأتمنى أن يقوم الكونغرس والرأي العام بجعله يدفع ثمنا لذلك التردد”.

من جانبه، أشار البروفيسور داونز إلى تقديره بأنه “إذا أرسلت الولايات المتحدة هذه الأنظمة إلى أوكرانيا، فسيكون ذلك بشرط استخدامها في ساحة المعارك والمناطق الخلفية داخل حدود أوكرانيا المعترف بها دوليا. ولأن زيلينسكي لديه مصلحة قوية في الحفاظ على تدفق الأسلحة، وستكون صواريخ “إم إل آر إس” (MLRS) أكثر فائدة في ساحة القتال الحالية، وسيكون على استعداد لقبول هذا القيد”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى