في ظل اتهامات لروسيا بمنع تصدير القمح من أوكرانيا.. وزير خارجية إيطاليا: “حرب الخبز العالمية” بدأت
حذر وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو من أن حرب الخبز العالمية بدأت بسبب منع تصدير القمح الأوكراني، وسط تبادل للاتهامات بين الغرب وروسيا بشأن المسؤولية عن أزمة نقص الغذاء.
وقال دي مايو، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام غربية منها أميركان بوست، إن حرب الخبز العالمية بدأت بالفعل ويجب أن نوقفها.
وأوضح أن هذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار السياسي في أفريقيا، وانتشار المنظمات الإرهابية، والانقلابات؛ و”يمكن أن يكون سبب ذلك أزمة الحبوب التي نمر بها”.
يشار إلى أنه قبل الحرب الروسية الأوكرانية، كانت أوكرانيا واحدة من أكبر مصدري الحبوب في العالم. وتعد الأسمدة الزراعية وسلعها ضرورية للأمن الغذائي لمناطق مثل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال الوزير الإيطالي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجب أن يتوصل إلى اتفاق سلام في أسرع وقت ممكن، يشمل أيضا اتفاقا بشأن الحبوب مثل اتفاقية وقف إطلاق النار التي تسمح بإجلاء النساء والمدنيين والأطفال الذين يتعرضون للقصف الروسي في شرقي أوكرانيا منذ 100 يوم، وفق تعبيره.
ولفت دي مايو إلى أن هناك 30 مليون طن من الحبوب محاصرة في الموانئ الأوكرانية من قبل السفن الحربية الروسية.
محادثات بناءة
من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، إجراءها محادثات صريحة وبناءة مع روسيا، بشأن صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وقال المتحدث الأممي ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، إن مارتن غريفيث الوكيل الأممي للشؤون الإنسانية، أجرى بموسكو محادثات ليومين (الخميس والجمعة)، وإنه أجرى مناقشات صريحة وبناءة مع نظرائه في وزارتي الخارجية والدفاع في موسكو.
وتابع أن مهمة غريفيث تركزت على البحث عن وسائل لتسهيل صادرات الحبوب الأوكرانية والمواد الغذائية ذات الصلة من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود.
اتهامات غربية
والثلاثاء، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحفي بالمنامة، أن بلاده يمكنها ضمان عبور السفن المحملة بالحبوب من الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، شريطة إزالة أوكرانيا للألغام البحرية بالمنطقة.
في حين قالت وزارة الدفاع البريطانية، في بيان، إن أوكرانيا نشرت ألغاما بحرية فقط بسبب استمرار التهديدات الروسية بشن هجمات من البحر الأسود.
ويتهم الاتحاد الأوروبي روسيا بمصادرة مخزونات الحبوب والآلات الأوكرانية، وقصف مستودعات الحبوب في جميع أنحاء البلاد، وهو ما تنفيه موسكو.
من جانبه، اتهم الرئيس الأميركي جو بايدن روسيا بالتسبب في ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء في العالم بشنها الحرب على أوكرانيا ومنعها تصدير شحنات الحبوب الأوكرانية.
بدوره، قال مفوض السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل للجزيرة، إن هناك أزمة غذاء وهي من تبعات الحرب الروسية على أوكرانيا.
في السياق وجّه سفير أوكرانيا لدى أنقرة، فاسيل بودنا، اتهاما لروسيا بـ”سرقة” محاصيل حبوب أوكرانية وتصديرها إلى دول عدة، بينها تركيا.
في المقابل استنكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محاولات إلقاء اللوم على روسيا في نقص الغذاء عالميا، مؤكدا أن قرار الولايات المتحدة طبع نقود أدى إلى زيادة أسعار الغذاء عالميا.
وطرح الرئيس الروسي الموانئ الخاضعة لسيطرة بلاده في أوكرانيا لتكون طريقا بديلا، لتنفيذ عمليات نقل الحبوب الأوكرانية.
من جهتها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا استعداد روسيا لتزويد الدول المحتاجة بالحبوب، شريطة رفع القيود المفروضة بهذا الشأن.
تقرير فاو
في الأثناء، أعلنت منظمة الأغذية والزراعة “فاو” (FAO) التابعة للأمم المتحدة ارتفاع أسعار القمح بنسبة 5.5% على أساس شهري.
وقال منسق الأمم المتحدة المكلف بالأزمة الأوكرانية أمين عوض إن هناك حاجة إلى مزيد من المفاوضات لفتح ممرات التجارة عبر البحر الأسود.
ورأى أن “عدم فتح تلك الموانئ سيؤدي إلى مجاعة واضطرابات وهجرة جماعية حول العالم”، مشيرا إلى أن نقص القمح والحبوب الأخرى يمكن أن يؤثر على 1.4 مليار شخص.
ومع مرور 100 يوم على الحرب، ولم يسلم اقتصاد البلدين من أضرار جسيمة، إذ تشير التقديرات الاقتصادية إلى أن روسيا فقدت 300 مليار دولار على شكل ذهب وعملات نقدية جرى تجميدها في الدول الغربية.