7 يونيو 1099.. يوم حاصر الصليبيون القدس
يوم الثلاثاء 7 يونيو/حزيران 1099، وصل الصليبيون أخيرًا وبعد كثير من المعاناة إلى أسوار القدس فبكى الكثير منهم من شدة الفرح فهم الآن قاب قوسين أو أدنى من تحرير المدينة المقدسة من المسلمين.
تقول مجلة لوبوان Le Point في تقرير لها عن الموضوع إن هذا اليوم الثلاثاء يوافق تلك الذكرى، مشيرة إلى أن الجيش الصليبي أمضى 3 سنوات تقريبا قبل أن يصل إلى وجهته النهائية.
وقالت أيضا إن الصليبيين بقيادة الدوق جودفروي دي بويون اضطروا للقتال في طريقهم إلى القدس، وكان عليهم في الأخير المرور من طرابلس وبيروت وغيرها قبل أن يبلغوا أسوار القدس.
وذكرت المجلة أن عدد المسيحيين الذين حاصروا المدينة المقدسة كان حوالي 1500 فارس من أصل 7000 خرجوا من أوروبا لهذه المهمة كما أنه لم يبق من 20 ألفا من المشاة الذين تبعوهم سوى 12 ألفا فقط.
وأضافت المجلة الفرنسية أن هذا العدد لم يكن كافيا لتطويق المدينة كليا لكن قادة الحملة توزعوا شمال وجنوب وغرب المدينة، بيد أنه كان عليهم قبل الشروع في الهجوم أن يجدوا الماء والطعام، فالمنطقة صحراوية فلا شيء يؤكل والأسوأ من ذلك أنه لم يكن ثمة شيء يشرب.
وهنا تقول لوبوان إن الصليبيين وجدوا أنفسهم في عالم مقلوب رأساً على عقب، فالمحاصَرون عندهم ماء ومؤن كثيرة بينما يفتقر المحاصِرون إلى كل شيء، لدرجة أن العشرات منهم كانوا يموتون من الجوع والعطش.
ولم يكن أمام الغزاة سوى تسلق الجدران، فبدأوا فور وصولهم في صنع سلالم خشبية، ونفد صبرهم بسرعة، إذ كانوا متشوقين “لإنقاذ المسيح” ولكن أيضًا نهب المدينة التي اقتحموا أسوارها في 13 يونيو/حزيران من ذلك العام.
ووفق المجلة لم يجد الفاطميون، الذين كانوا يسيطرون على القدس آنذاك، في البداية أية صعوبة في صدهم، لكن مع استمرار هذا الوضع وما تمخض عنه من نقص الطعام وفي ظل المشاحنات المستمرة، أصبح من يحاصرون القدس في وضع يائس.
ولحسن حظهم أن سفنا من جنوه بإيطاليا الحالية وصلت إلى يافا محملة بالإمدادات، وقد سمح ذلك للصليبيين بإطلاق رحلة استكشافية إلى السامرة (القسم الشمالي الجبلي من الضفة الغربية) لجلب الأخشاب اللازمة لبناء أبراج عالية مثبتة على عجلات.
وتضيف المجلة: وبعد أن أكمل الصليبيون أبراجهم هاجوا المدينة في 14 يوليو/تموز وتصدى لهم المسلمون، لكنهم استطاعوا التغلب على المسلمين في النهاية ليفر حوالي 10 آلاف مسلم إلى داخل المسجد الأقصى ويسحقوا هنالك في مذبحة بشعة قبل أن يأتي دور اليهود الذين أغلقوا على أنفسهم كنيسهم العظيم فحرقه الصليبيون عليهم.
وقد كتب أحد من شهدوا الاستيلاء على القدس قائلا “كانت مذبحة هائلة لدرجة أن رجالنا كانوا يخوضون في الدماء حتى كواحلهم.. ثم اندفع الصليبيون في جميع أنحاء المدينة، فاستولوا على الذهب والمال، والخيول والبغال، ونهبوا المنازل المملوءة بالأشياء الثمينة”.
اليوم التالي للاستيلاء على المدينة، تقول لوبوان: تراكمت آلاف الجثث، التي كانت قد بدأت بالفعل في التحلل بسبب الحرارة فحرقها الصليبيون في أكوام ضخمة، وظلت القدس في أيدي المسيحيين حتى استولى عليها القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي عام 1187.