بوتين والغاز وشكسبير.. ميركل تدافع عن سياستها حيال روسيا وتكشف جوانب من حياتها الخاصة
بعد أشهر من مغادرتها السلطة، أطلت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل على المشهد السياسي لتتحدث عن جوانب من حياتها الخاصة وحاجة أوروبا للغاز وعلاقتها بروسيا.
وقد دافعت ميركل عن سياستها حيال روسيا، مؤكدة أنه لا يتوجب عليها “الاعتذار” عن اعتمادها على الدبلوماسية والتجارة في محاولة لتجنب الحرب في أوكرانيا.
وبدت المستشارة السابقة التي تبلغ من العمر 67 عاما وانسحبت من الحياة السياسية، مرتاحة الثلاثاء في أطول مقابلة عامة لها أمام جمهور بمسرح في برلين منذ مغادرتها رئاسة الحكومة قبل 6 أشهر.
وأدانت مجددا بشدة الغزو الروسي الذي قالت إنه “لا مبرر له”. وأضافت “إنه خروج وحشي عن القانون الدولي لا عذر له إطلاقا”.
لكنها رفضت الانتقادات القائلة إن سياساتها لها علاقة بذلك. وقالت ميركل إنها كانت على علم منذ سنوات عدة بالتهديد الذي يشكله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الأمن الأوروبي.
وأضافت المستشارة السابقة -التي تولت الحكم في أكبر اقتصاد أوروبي مدة 16 عاما- أنه كان من مصلحة ألمانيا “إيجاد تسوية مؤقتة مع روسيا حتى لا نجد أنفسنا في حالة حرب” بل أن “نكون قادرين على التعايش بالرغم من كل خلافاتنا”.
نورد ستريم 2
وتتهم المستشارة السابقة التي تنتمي إلى يمين الوسط بزيادة اعتماد أوروبا على قطاع الطاقة الروسي بما في ذلك من خلال الترويج لبناء خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2” على الرغم من تحفظات شركائها الأوروبيين والأميركيين.
ومنذ غزو أوكرانيا، توقف خط الأنابيب الذي كان يفترض أن يضاعف قدرة ألمانيا على التزود من الغاز الروسي، حتى قبل أن يبدأ تشغيله.
واتبعت ألمانيا لفترة طويلة سياسة تواصل مع روسيا بناء على فكرة أن التجارة ستؤدي إلى إحلال الديمقراطية تدريجيا في هذا البلد.
وكان رئيس الدولة فرانك فالتر شتاينماير الذي كان وزير خارجية في حكومة ميركل أقر في مطلع أبريل/نيسان أنه ارتكب “خطأ” بدعم إنشاء خط أنابيب الغاز هذا. لكن ميركل لا ترى الأمر بهذا الشكل.
وقالت المستشارة السابقة “لم أتصور أن بوتين سيتغير بفضل العلاقات التجارية”، معتبرة أن الرئيس الروسي ألغى فكرة الديمقراطية.
وأضافت في المقابلة التي أجراها معها صحفي من مجلة “دير شبيغل” الأسبوعية أنه كان من الواضح في نظرها أن روسيا “ستبقى دائما جارة لأوروبا لا يمكن تجاهلها”.
صيغة النورماندي
وتابعت مبررة موقفها بأنه إذا لم يكن من الممكن تحقيق تقارب سياسي “فمن الملائم أن تكون هناك علاقات تجارية على الأقل”.
وقالت ميركل بإصرار “لن أعتذر” عن الخط السياسي الذي اتبعته في السنوات الأخيرة.
ودافعت ميركل أيضا عن الجهود الدبلوماسية التي بذلت في إطار ما يسمى بـ”صيغة النورماندي” مع فرنسا بعد ضم شبه جزيرة القرم من قبل روسيا في 2014 والنزاع في شرق أوكرانيا.
وقالت إن هذه العملية لم تجلب السلام المأمول بل “بعض الهدوء” الذي سمح لأوكرانيا بالاستفادة من 7 سنوات إضافية لتتطور كدولة وتعزز جيشها، مشيدة “بشجاعة وحماس” الأوكرانيين في الدفاع عن بلدهم.
لكن ميركل التي بقيت مستشارة لـ4 ولايات والتقت فلاديمير بوتين مرات عدة اعترفت في الوقت نفسه “لم ننجح في استحداث بنية أمنية تسمح بتجنب” الحرب “المأساوية” التي تدور حاليا.
شكسبير وبحر البلطيق
وللمرة الأولى، تحدثت المستشارة التي لا تزال تتمتع بشعبية كبيرة في ألمانيا، عن حياتها منذ تقاعدها، مما أثار ضحك الجمهور مرات عدة.
وقالت خصوصا إنها أمضت 5 أسابيع على شواطئ بحر البلطيق حيث استعادت متعة القراءة ووجدت الوقت الكافي لذلك، واكتشفت أيضا الكتب المسجلة صوتيا التي تتطلب “تركيزا أقل”.
وقالت إنها انتهزت الفرصة للاستماع إلى “ماكبث” لوليام شكسبير.
وخلال خوضها غمار السياسة مدة 30 عاما، عقدت المستشارة السابقة “اللقاء تلو اللقاء”. لكنها تؤكد اليوم أنها تقدر استعادتها حريتها. وقالت “شخصيا أشعر أنني بحالة جيدة”، قبل أن تضيف “لكنني كنت أتصور تقاعدي بعد ولايتي بشكل آخر”، في إشارة إلى الأحداث في أوكرانيا.