الاخبار العاجلةسياسة

تسيطر عليهما قوات “سوريا الديمقراطية” منذ 2016.. أي أهمية لمدينتي تل رفعت ومنبج في ريف حلب؟

شمال سوريا– أنعشت العملية المرتقبة، التي تعتزم أنقرة إطلاقها شمال سوريا، آمال الآلاف من النازحين السوريين من سكان تل رفعت في ريف حلب بالعودة إلى الديار، سيما أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خص هذه المدينة بالذكر، إلى جانب منبج الواقعة في ريف حلب غربي نهر الفرات، كأبرز الأهداف القادمة.

ومع تصاعد التصريحات التركية الرسمية يأمل سكان المدينة، التي خرجت مبكرا عن سلطة النظام السوري بداية الثورة السورية عام 2011، أن يعودوا إليها بعد نزوح مستمر منذ 6 سنوات يقضونه في مخيمات عشوائية قرب الحدود مع تركيا.

- أعزاز - نازحون من تل رفعت يتظاهرون تأييدا للعملية العسكرية التركية أملا في العودة لديارهم - عمر يوسف (الجزيرة نت)
نازحون من تل رفعت يتظاهرون تأييدا للعملية العسكرية التركية أملا في العودة لديارهم (الجزيرة)

أهداف العملية

وفي الأثناء، تسيطر ما تسمى قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية على تل رفعت منذ عام 2016، وتعتبر المدينة أشبه بقاعدة عسكرية لها، وتشهد مؤخرا استعدادات عسكرية غير مسبوقة من أبرزها حفر أنفاق عسكرية وتلغيم المداخل الرئيسة المحيطة.

رئيس المكتب السياسي لمدينة تل رفعت، بشير عليطو، أكد أن العملية التركية تلك تحقق أهدافا عدة، من أبرزها تأمين حدود تركيا من خطر الإرهاب، وحماية مدن وبلدات ريف حلب الشمالي الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، مثل أعزاز ومارع، التي تقصفها قوات “سوريا الديمقراطية” انطلاقا من تل رفعت المجاورة.

وقال عليطو -في حديث للجزيرة نت- إن الآلاف من سكان المدينة يتمنون العودة لبيوتهم، لتحسين حياة أطفالهم وتعليمهم ورفع المعاناة عن النساء والشيوخ والعيش بحياة كريمة، مؤكدا أنهم يشعرون بالخذلان من المجتمع الدولي لأنهم كانوا أول من قاتل تنظيم الدولة الإسلامية.

ورأى أن العودة إن تحققت فسوف يعمل الأهالي على جعل المدينة نموذجا من حيث الخدمات والتعليم، مستبعدا أن تكون هناك أية تخوفات من حدوث فوضى أو تجاوزات، لما يمتلكه الأهالي من تجربة سابقة ناجحة في إدارة الشؤون المدنية.

Fighters of Syrian Democratic Forces ride atop of an armoured vehicle after Raqqa was liberated from the Islamic State militants, in Raqqa, Syria October 17, 2017. REUTERS/Erik De Castro
قوات “سوريا الديمقراطية” يهيمن عليها الأكراد (رويترز)

مدينة محتلة

بدوره، رأى محمد أبو وحيد عضو المكتب الإعلامي لتل رفعت أن مدينته محتلة بالكامل وتوجد فيها عوائل من قوات “سوريا الديمقراطية” وأخرى للنظام السوري، في حين يسكن أهلها بمخيمات النازحين، وسط ظروف إنسانية صعبة.

اقرأ ايضاً
السويد لم تعد تحظر حرق المصحف الشريف

وقال أبو وحيد -للجزيرة نت- إن سكان المدينة يتخوفون على منازلهم وممتلكاتهم، بعد الأخبار التي وصلتهم عن قيام قوات “سوريا الديمقراطية” بتلغيم المنازل وحفر الأنفاق وتدمير البنى التحتية.

منبج مركز اقتصادي

ليس بعيدا عن تل رفعت، تبدو منبج بريف حلب الشرقي، وهي الأقرب لنهر الفرات، الهدف المتوقع الثاني القادم للعملية العسكرية التركية، نظرا لما تحمله من أهمية إستراتيجية يقدمها موقع المتحكم بين مناطق شرق وغرب الفرات.

وتسيطر قوات “سوريا الديمقراطية” على المدينة منذ منتصف عام 2016، بعد انسحاب تنظيم الدولة منها، ويسكنها آلاف النازحين من مناطق محافظات الرقة وحلب ودير الزور.

وتختلف منبج عن تل رفعت لكونها مركزا اقتصاديا نشطا، وتحوي على عدد من كبير من المنشآت الصناعية النشطة المتخصصة في الأغذية والأدوية والدهانات والأدوات الزراعية.

تسيطر قوات سوريا الديمقراطية على منبج منذ 2016 بعد انسحاب تنظيم الدولة الإسلامية منها شرقا (مواقع التواصل)
منبج مركز اقتصادي هام في ريف حلب الشرقي ويسكنها آلاف النازحين (مواقع التواصل)

سيطرة فصائل المعارضة السورية والقوات التركية على منبج تعني ضم إحدى أكبر المدن الشمال السوري للمنطقة الآمنة، والتي يمكن أن تستوعب مع ريفها قرابة نصف مليون شخص، وفق مدير مركز “جسور للدراسات” محمد سرميني.

ويشير سرميني إلى أن المنطقة تحوي على سد تشرين الذي يُعتبر أحد أهم مصادر إمداد المنطقة بالكهرباء، وستكون لدى المعارضة فرصة عسكرية أكبر للوصول إلى منطقة عين العرب (كوباني) في حال عزمت لاحقا بدعم من أنقرة على استعادة السيطرة عليها.

ويقول -في حديث للجزيرة نت- إن السيطرة على منبج تعني حرمان قوات “سوريا الديمقراطية” من إحدى أهم المناطق التجارية التي كانت تعتمد عليها، عدا إنهاء وجود وأنشطة حزب العمال الكردستاني بشكل نهائي من غرب الفرات، وبالتالي تقويض مشروع الإدارة الذاتية بشكل أكبر.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى