الاخبار العاجلةسياسة

منظومة الرادارات الإسرائيلية بالبحرين والإمارات.. تعزيز لأمن الخليج أم زيادة للتوتر؟

القدس- تتطلع إسرائيل من خلال نشر منظومة رادارات في عدة دول عربية منها البحرين والإمارات تحت ذريعة مكافحة “التهديدات الإيرانية”، إلى بناء حلف إستراتيجي جديد في منطقة الشرق الأوسط، عبر إبرام اتفاقية أمنية للدفاع المشترك مع الولايات المتحدة وعدة دول عربية في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج.

وتسعى تل أبيب من خلال منظومة الرادارات للتمهيد لعقد اتفاقية تعاون أمني دفاعي مع دول خليجية إضافة إلى مصر والعراق والأردن، لمواجهة ما تسميها “التهديدات الإيرانية”، بحسب ما ورد في مبادرة مشتركة ومسودة الاتفاقية المقترحة للحزبين الديمقراطي والجمهوري الأميركيين.

وكشفت القناة 12 الإسرائيلية بعد انتهاء الزيارة الخاطفة لرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى دولة الإمارات مساء الخميس، أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية نشرت مؤخرا منظومة رادارات في عدة دول بالشرق الأوسط والخليج.

وامتنعت القناة الإسرائيلية عن الإفصاح عن الوقت والموعد الذي نُشرت فيه هذه المنظومة، وطبيعة عملها والجهة والكوادر التي تشرف على تشغيلها، ويدور الحديث عن كوادر إسرائيلية.

ويقدّر أن منظومة الرادارات الإسرائيلية نشرت عقب الهجمات التي تعرضت لها مواقع بالإمارات من قبل جماعة الحوثي، وهو ما يعكس الرؤية للتعاون المشترك في مواجهة تهديدات إيران الصاروخية، وخلق منظومة للإنذار المبكر، وفقا للقناة الإسرائيلية.

تراجع وحضور

ويحمل الكشف عن منظومة الرادارات الإسرائيلية في طياته العديد من المعاني والدلالات حول تراجع الدور المصري في الخليج، والذي خلق على مدى سنوات طويلة حالة من “التوزان الأمني” قبالة المخاطر والتهديدات الإيرانية في المنطقة، مقابل تعزيز النفوذ الأمني الإسرائيلي الذي قد يكون محفوفا بالمخاطر، خاصة في ظل تصعيد التوتر بين تل أبيب وطهران.

وأوضح المنسق السابق لملف إيران والخليج في مجلس الأمن القومي بمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي يوئيل غوزنسكي، أن الإمارات ترى أن إيران هي التهديد الرئيسي لأمنها القومي، ويشمل التهديد إلحاق ضرر بحركة الطيران وتنفيذ هجمات على أهداف إستراتيجية، واحتمال تنفيذ عمليات وحتى السيطرة الفعلية على أراضي الإمارة.

وتحسبا لذلك، يقول غوزنسكي إن الإمارات طورت مجموعة متنوعة من الردود الدفاعية، بينما تسعى في الوقت نفسه للحفاظ على علاقات اقتصادية ودبلوماسية سليمة قدر الإمكان مع إيران، “إذ تهدف جهود التقارب الإماراتية الحالية مع إيران، إلى موازنة صورتها كحليف لإسرائيل. وعليه، يجب على إسرائيل أن تأخذ بعين الاعتبار تغييرا محتملا في مكانة الإمارات كركيزة في الجبهة مع إيران، خاصة إذا ما تم التوصل لاتفاق نووي جديد”.

تهديدات ومصالح

وعن التوجّه لتعزيز الحضور الأمني الإسرائيلي في الخليج، أكّد الباحث في مركز أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب يارون شنايدر، أن لإسرائيل وبعض دول الخليج مصلحة أمنية واضحة لتقويض نفوذ إيران في الشرق الأوسط، وفي الخليج على وجه التحديد.

ولتحقيق ذلك، أوضح شنايدر أن إسرائيل ودول الخليج معنية بفرض السيادة العراقية على كامل أراضي الدولة وحدودها، وفي كبح وتفكيك المليشيات الموالية لإيران في أراضيها، حيث تدمج الساحة العراقية في الصراع بين إيران وإسرائيل ودول مجاورة، وبالتالي فإن مثل هذا الوجود الأمني الإسرائيلي من شأنه أن يسهم في التصعيد ويفاقم التوتر والمخاطر في منطقة الخليج.

لكن، من ناحية أخرى، يقول الباحث الإسرائيلي إن “التقارب الذي حدث في السنوات الأخيرة بين إسرائيل ودول الخليج يمكن أن يضرّ بمكانتها في الشارع العراقي. بسبب الاستقطاب الداخلي والنفوذ الإيراني في بغداد. لذلك، في الواقع الحالي، فإن عدم التطبيع العلني بين العراق وإسرائيل يمكن أن يساعد دول الخليج على تسخير تحالف عراقي يدعم التقارب معها على أساس المصالح المشتركة التي تتداخل مع مصالح إسرائيل”.

اقرأ ايضاً
السعودية تعزي وفاة ملكة بريطانيا وايرلندا تحتفل (فيديو)

وخلص شنايدر إلى القول إن مصر تعد قوة سياسية وعسكرية وثقافية مهيمنة ورائدة في الإقليم، مما يؤثر على مجموعة من العمليات وتوازنات القوى في الشرق الأوسط وأفريقيا والبحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، والعلاقات الخارجية للقاهرة في المنطقة مع الدول العربية وإيران وتركيا.

إيران ومصر

من جانبه، أوضح السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر إسحاق ليفانون أن الحديث عن أي حلف إستراتيجي أو حضور إسرائيلي في الخليج، يحمل في طياته رسائل مبطنة عن عدم رضا تل أبيب ونظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن سياسة ونهج الرئيس الأميركي جو بادين تجاه منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في كل ما يتعلق بمواجهة التهديدات الإيرانية.

ويرى أن نشر رادارات إسرائيلية في دول عربية وخليجية والتوجه نحو حلف أمني دفاعي مشترك في الشرق الأوسط، هو بمثابة طوق حول إيران وتقويض لنفوذها، وذلك عبر حلف تعتبر إسرائيل حلقة وصل مركزية فيه، كما أن الرئيس السيسي يمكن أن يشكل حلقة وصل مع بغداد.

وقال السفير الإسرائيلي السابق لدى القاهرة “لقد قفزت مصر إلى طليعة التعاون مع إسرائيل والمواجهة مع إيران، بينما أصبحت إسرائيل بين عشية وضحاها عاملا إقليميا رئيسيا يتطلع إليه الجميع”.

وعلى الرغم من ذلك، يعتقد ليفانون أن الكثير من الأسئلة بقيت مفتوحة ودون إجابات واضحة، ولعل أبرزها: إلى أي مدى سيذهب الحلف ضمن إستراتيجية مشتركة؟ وإلى أي مدى سيتواصل التعاون والتنسيق الأمني والاستخباراتي؟ وهل سيفضي الحلف إلى نشر قوات عسكرية مشتركة؟”.

ردع وحسم

وفي تلميح للإجابة عن التساؤلات بشأن الوجود الأمني الإسرائيلي في الخليج، يرى عاموس هرئيل المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس” أن تصعيد المواجهة بين إسرائيل وإيران لن يفضي إلى الحسم.

وأشار هرئيل إلى أن التقارير المتلاحقة في وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تنسب لتل أبيب هجمات وأحداثا في منشآت نووية واغتيال ضباط في طهران، تؤكد بأن بينيت “بحاجة ماسة إلى عناوين إيجابية، في وقت يتفكك فيه الائتلاف الحكومي الذي يقوده”.

وأوضح المحلل العسكري أن بينيت يسير على الخط نفسه الذي اتبعه سلفه بنيامين نتنياهو تجاه طهران، وخاصة “إهمال الخيار العسكري ضد إيران، لكن لم يطرأ تغيير حقيقي في المفهوم الأمني الإسرائيلي تجاه النووي الإيراني”.

ذات الطرح تبناه طال ليف رام المحلل العسكري في صحيفة “معاريف” الذي أكد أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعتقد أن تصعيد العمليات الهجومية ضد إيران سيكون ناجما عن تقييمات للوضع وليس بسبب تغيير السياسة مثلما صرح رئيس الوزراء بينيت.

وأشار ليف رام إلى تعالي الأصوات في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي تدعو إلى تغيير السياسة تجاه إيران، خاصة أن تل أبيب هي الوحيدة التي قد تستخدم القوة العسكرية ضد طهران، مما يعني أنه لن تكون هناك أي دولة أو حليف يشاركها الهجمات العسكرية عليها.

في جميع الأحوال، يقول المحلل العسكري ليف رام إن “خيارا عسكريا إسرائيليا لمهاجمة المنشآت النووية ليس مطروحا حاليا على الأجندة في هذه المرحلة، وليس واضحا أيضا إذا كان بإمكان إسرائيل أن تنفذ خطوة كهذه بشكل مستقل وحدها في المستقبل”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى