الاخبار العاجلةسياسة

لوتان: أخاند بهارات.. للهند كذلك أحلامها التوسعية والمسلمون الضحية الأولى

في صراع الإمبراطوريات “المهينة” تتسابق روسيا والصين للمطالبة بأراض جديدة باسم ماض يريدان استعادته، وقد دخلت موسكو بالفعل في حرب من أجل ذلك، ولا تزال بكين تستعد له، ولكنهما ليستا الوحيدتين، فهناك تركيا وإيران الباحثتان عن استعادة ماضيهما المجيد، كما أن هناك أيضا الهند التي اشتدت فيها نوبات الحمى القومية، ويجب ألا يرتكب معها العالم نفس الخطأ الذي ارتكبه بتجاهله للوهم الروسي.

بهذه المقدمة، افتتحت صحيفة لوتان (Le Temps) السويسرية تقريرا -بقلم فريدريك كولر- استعرض فيه تحذير الباحث الهندي سوشانت سينغ مما سماه “لم شمل الهند” أو (أخاند بهارات)،وهو تنفيذ الحلم الوحدوي بإقامة الهند الكبرى التي تضم أفغانستان وباكستان وبنغلاديش والتبت ونيبال وبوتان وسريلانكا وجزر المالديف وحتى ميانمار.

هذا الحلم الذي يراود المنظمة القومية الهندوسية “راشتريا سوايامسيفاك سانغ” منذ ما يقرب من قرن -حسب مقال للباحث الهندي- تلك المنظمة التي أعلن رئيسها الحالي موهان بهاغوات في اجتماع عام في أبريل/نيسان الماضي أنه سيتم إنجازه في غضون ما بين 10 و15 عاما، وهو ضمن ما يعرف باسم “الهندوتفا”، عقيدة القومية الهندوسية.

ولتحقيق هذا الحلم، يتعين أولا تحويل الهند الحالية إلى أمة هندوسية، علما بأن 200 مليون مسلم يعيشون فيها، وهم يمثلون 14% من السكان، مما يوحي بأن الأمر مجرد أوهام أو مزحة مستهجنة، إلا أن بهاغوات الذي يقول هذا الكلام هو معلم رئيس الوزراء ناريندرا مودي عضو هذه المنظمة التي يمثل حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم جناحها السياسي.

ولهذا السبب يعتقد الباحث سينغ أنه “سيكون من الخطأ اعتبار كلام بهاغوات نوعا من الهذيان، لأن مهمة رئيس الورزاء الهندي ناريندرا مودي هي تحقيق أهداف منظمته، وبالتالي فإن من يشككون في الكلام عن “إعادة توحيد الهند” الآن، لا يختلفون في شيء عمن كانوا يشككون في كلام روسيا قبل 24 فبراير/شباط الماضي عندما غزت أوكرانيا.

اقرأ ايضاً
ملك المغرب يقول إن وضع الصحراء الغربية ليس موضع نقاش

المسلمون مستهدفون

ومثل ما يوجد لدى مؤيدي فكرة “إمبراطورية روسية كبرى” أو “إمبراطورية صينية مجيدة”، فإن لدى الهندوس قصة إذلال تغذي وضعهم كضحية، وبالتالي تتحين فرص الانتقام الذي يتعين اتخاذه، وقد قالت المنظمة الهندوسية المذكورة -دون شهادة أي مؤرخ- إن مملكة هندية يعود تاريخها إلى 2000 عام “غطت” الأراضي المطالب بها اليوم، وقد فسروا تفككها بالهيمنة الإسلامية منذ 1200 عام، كما ذكر مودي نفسه عام 2014.

ويعني هذا الكلام بكل وضوح -حسب الباحث الهندي- أن العدو محدد وهو داخلي، ليكون سكان الهند المسلمون الهدف الرئيسي للمراجعات الدستورية الأخيرة لتعزيز الهوية الهندوسية للبلاد، وما الاحتجاجات المتصاعدة من الدول الإسلامية ضد نيودلهي إلا بسبب عبارات مهينة ضد الإسلام تفوه بها شخصان من حزب بهاراتيا جاناتا.

وفي نفس السياق، يستهدف متطرفون من الهندوس الجوهرة المغولية “تاج محل” مدعين أنها بنيت على أنقاض معبد هندوسي، كما سار القوميون الهندوس في أنحاء العاصمة يهتفون تأييدا لسياسة “توحيد روسيا” على غرار “إعادة توحيد الهند”.

وكما هي حال الرئيسين الروسي والصيني، يثير مودي كراهية للغرب وماضيه الاستعماري لكسب ود الهنود، رغم أن الهند على عكس روسيا والصين، تعتبر دولة ديمقراطية لا يزال السكان فيها متشبثين بذلك النهج في الحكم، وإن كانت الطموحات الإمبريالية تعود إليها بقوة بذريعة التخلص من الإذلال الماضي.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى