“الحشد الشعبي فوق السياسة” وحل البرلمان لم يطرح.. مساع لتشكيل حكومة عراقية رغم استقالة نواب الصدر
دخلت الأوساط السياسية العراقية في لقاءات ومشاورات لبحث تداعيات استقالة نواب الكتلة الصدرية من البرلمان. ودعا الإطار التنسيقي لبناء تحالف يفضي لتشكيل حكومة، وفي حين استبعد رئيس البرلمان الدعوة لانتخابات مبكرة، شدد تحالف الفتح على أن قوات الحشد الشعبي صمام أمام للوطن ولن تخضع لأي تفاهمات أو مفاوضات.
وقد بدأ الإطار التنسيقي للأحزاب الشيعية في العراق بحث خطواته التالية بعد استقالة نواب التيار الصدري من البرلمان.
وقال قيادي في الإطار إنهم عازمون على المضي في الاستحقاقات الدستورية وتشكيل تحالف يفضي إلى تسمية حكومة جديدة.
ونقل مراسل الجزيرة عن مصدر في الإطار أن القوى الشيعية في الإطار عازمة على التواصل مع القوى السياسية التي كانت متحالفة مع الصدر لإقناعها بتشكيل تحالف قادر على تشكيل حكومة جديدة.
وكان أعضاء الكتلة الصدرية في مجلس النواب العراقي قدموا استقالاتهم لرئيس المجلس بطلب من زعيم التيار مقتدى الصدر.
وقال الصدر إن الخطوة تضحية من أجل الشعب العراقي لتخليصه مما وصفه بالمصير المجهول.
وقد أعلن رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، اليوم الاثنين، قبوله الاستقالات “على مضض نزولا عند رغبة زعيم التيار” الصدري.
تحمل المسؤولية
وقال رئيس مجلس النواب العراقي إن خيار حل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية جديدة لم يطرح من قبل أي من القوى السياسية العراقية إلى الآن.
وخلال مؤتمر صحفي على هامش زيارته إلى الأردن، قال الحلبوسي إن الكرة الآن في ملعب القوى السياسية لتشكيل حكومة جديدة تتحمل مسؤولياتها أمام الشارع العراقي.
من جهته، أعلن قيادي بارز في تحالف السيادة الذي يضم أغلب النواب السُّنة أن التحالف مستعد للمشاركة في حكومة يشكلها الإطار التنسيقي لأن “هذا السيناريو أصبح أمرا واقعا”.
أما رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، فأعرب عن احترامه لقرار أعضاء الكتلة الصدرية بتقديم استقالتهم الجماعية من البرلمان.
وقال البارزاني، في تغريدة له على تويتر، إن الحزب الديمقراطي الكردستاني سيتابع التطورات اللاحقة فيما يتعلق بتحالفات تشكيل الحكومة.
إيران والحشد
ومن جانبه، أكد الحشد الشعبي عدم انحيازه لأي جهة سياسية “وعدم السماح للأطراف الخارجية باستغلال الخلافات لاستهداف استقرار العراق”.
وفي السياق ذاته، شدد المتحدث باسم تحالف الفتح في العراق أحمد الأسدي على أن الحشد الشعبي غير خاضع لأي مفاوضات أو تفاهمات سياسية.
وقال الأسدي “نشكر الجمهورية الإسلامية الإيرانية على كل الدعم الذي قدمته للحشد الشعبي”. وأضاف “سندافع عن الحشد الشعبي لأنه صمام الأمان لكل العراقيين”.
ورأى المتحدث باسم تحالف الفتح أحمد الأسدي أن استقالة نواب التيار الصدري من البرلمان قد تكون مبادرة لحل الأزمة، لكن ستكون لها تداعيات على العملية السياسية في العراق.
وأضاف الأسدي أن تحالف الفتح سيعلن موقفه ضمن الإطار التنسيقي وهو تحالف يضم أغلب القوى الشيعية.
وقال المتحدث باسم تحالف الفتح في العراق “سنعلن موقفنا ضمن الإطار التنسيقي بشأن استقالة الكتلة الصدرية”.
يشار إلى أن الحكومة الحالية التي يرأسها مصطفى الكاظمي شكلت في عام 2020 بعد مفاوضات طويلة وتظاهرات شعبية غير مسبوقة، احتجاجا على الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
وفي حديث لوكالة الأنباء الفرنسية، يقول مدير مركز التفكير السياسي والمحلل السياسي إحسان الشمري إن من الأسباب التي دفعت الكتلة الصدرية للاستقالة “شعور الصدر بأن هناك محاولة لكسره سياسيا”، و”إدراكه أن إيران لن تسمح له بتغيير قواعد اللعبة السياسية”.
ويرى الشمري أن “تشكيل حكومة” بمن تبقّى في البرلمان في حال المضي بالاستقالة، “أمر صعب”.
ويرجّح المحلل السياسي حمزة حداد “اندلاع مظاهرات جديدة هذا الصيف، فهذا أمر وارد دائما مع ارتفاع درجات الحرارة وضعف الخدمات، كما الكهرباء والمياه في الجنوب”، فضلا عن التنديد بعدم تقدّم العملية السياسية.