حرب أوكرانيا.. تقديرات غربية تشير لمرحلة حرجة من المعارك وزيلينسكي يطلب منظومات مضادة للصواريخ
مع احتدام المعارك في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، تحدثت كييف ومصادر غربية عن مرحلة مهمة في الحرب الروسية قد تحدد نتائجها على المدى الطويل، في وقت تسعى القوات الروسية لبسط سيطرتها على مدينة سيفيرودونيتسك التي استولت على معظمها.
ونقلت شبكة “سي إن إن” (CNN) الأميركية عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن مسؤولين استخباراتيين وعسكريين غربيين يعتقدون أن الحرب في أوكرانيا بلغت مرحلة حرجة قد تحدد نتيجتها على المدى الطويل.
كما نقلت الشبكة الإخبارية عن مسؤول رفيع في حلف شمال الأطلسي (الناتو) تقديره أن الحرب على وشك الوصول إلى مرحلة سينتصر فيها طرف على الآخر.
من جهته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -في خطابه اليومي للأوكرانيين عبر تليغرام مساء أمس الثلاثاء- أهمية دفاع قواته عن إقليم دونباس شرقي البلاد لأن نتيجته ستعطي مؤشرا على مسار الحرب مع روسيا، حسب رأيه.
وقال زيلينسكي “من الضروري البقاء في دونباس. الدفاع عن المنطقة ضروري لإعطاء مؤشر على من سيهيمن في الأسابيع المقبلة”.
واحتدمت المعارك منذ أيام في سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، وهما مدينتان يبلغ عدد سكانهما نحو 100 ألف نسمة، وإذا استكملت القوات الروسية الاستيلاء عليهما فستتمكن من استهداف سلوفيانسك بمنطقة دونيتسك على مسافة حوالي 70 كيلومترا إلى الغرب.
معركة سيفيرودونيتسك
وأفادت أحدث المعلومات الاستخباراتية التي تنشرها وزارة الدفاع البريطانية يوميا أنه “بعد ما يزيد على شهر من القتال الضاري، تسيطر القوات الروسية الآن على معظم سيفيرودونيتسك”.
وأشارت هذه الوزارة إلى أن من المرجح أن تتمركز القوات الروسية في مصنع “أزوت” للصناعات الكيميائية بالمدينة، وكذلك في محيطه، بينما يمكن للمقاتلين الأوكرانيين الباقين أن يصمدوا تحت الأرض.
وفي وقت سابق، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن وزارة الدفاع أنها عرضت على المقاتلين الأوكرانيين المتحصنين بالمصنع فرصة الاستسلام اليوم.
وأعلن الجيش الروسي أنه سيفتح “ممرا إنسانيا” لإجلاء المدنيين الذين يحتمون بالمصنع نفسه.
في غضون ذلك، تمكن فريق الجزيرة من دخول مدينة ليسيتشانسك التي لا يفصلها عن سيفيرودونيتسك سوى نهر سيفريسكي دونيتس.
وهجر معظم السكان ليسيتشانسك التي تتعرض للقصف يوميا من قبل القوات الروسية.
خسائر مؤلمة
وقد أكد الرئيس الأوكراني أن أشرس المعارك تقع حاليا في سيفيرودونيتسك وغيرها من البلدات والمناطق المجاورة، وقال “الخسائر مؤلمة للأسف”.
وتحدث زيلينسكي عن خسائر فادحة أيضا في منطقة خاركيف شمال شرقي البلاد، حيث يحاول الجيش الروسي تعزيز مواقعه.
وجدد مناشدته للحلفاء الغربيين، بأن أوكرانيا تحتاج الآن منظومات أسلحة حديثة مضادة للصواريخ، قائلا إنه لا شيء يسوغ التأخير في تسليمها.
من جهتها، قالت آنا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن بلادها تسلمت فقط “نحو 10% من الأسلحة” التي تطالب شركاءها الغربيين بها لمواجهة القوات الروسية.
وفي هذا السياق، نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول رفيع بوزارة الدفاع الأميركية قوله إن واشنطن تتوقع الإعلان عن المزيد من حزم المساعدات والمعدات لكييف خلال اجتماع ستعقده مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا اليوم، والتي تضم حوالي 50 دولة.
وذكرت الشبكة الأميركية أن هذا المسؤول الرفيع لم يوضح بالتفصيل البلدان التي ستعلن عن حزم أمنية جديدة أو ما ستشمله تلك الشحنات لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة تعمل بشكل وثيق مع الدول الأخرى لمعرفة ما تحتاجه القوات الأوكرانية من أنظمة، وإرسالها.
وقال المسؤول الأميركي أيضا إن لدى بلاده والحلفاء كميات كبيرة من المعدات التي لا تزال متاحة لإرسالها إلى أوكرانيا.
من جانبه، قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، أمس، إنه يوافق على تزويد كييف بمزيد من الأسلحة الثقيلة، دون أن يذكر تفاصيل.
وأضاف ستولتنبرغ “يجب أن تحصل أوكرانيا على المزيد من الأسلحة الثقيلة التي قدمها أعضاء الناتو وشركاؤهم.. وفي سبيلهم لإرسال المزيد”.