قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا في كييف وروسيا تقول إنها وفرت ممرا آمنا لشحنات القمح الأوكراني
وصل كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي إلى العاصمة الأوكرانية كييف قادمين من بولندا عبر القطار، وبينما أعلنت برلين وواشنطن عن تقديم أسلحة جديدة لكييف، قالت روسيا إنها وفرت ممرا آمنا لشحنات القمح الأوكراني.
وتأتي الزيارة المشتركة لقادة أكبر 3 اقتصادات في الاتحاد الأوروبي للتعبير عن التضامن مع كييف ودعممهم لها في مواجهة الهجوم العسكري الروسي المستمر على الأراضي الأوكرانية منذ 24 فبراير/شباط الماضي.
وقال الرئيس ماكرون لدى وصول القادة الثلاثة إلى كييف “إنها لحظة مهمة، فهي رسالة وحدة ودعم نبعث بها إلى الأوكرانيين”، وأضاف أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون صعبة للغاية.
والتحق بالقادة الأوروبيين الثلاثة الرئيس الروماني كلوس لوهانيس، ومن المرتقب أن تجري محادثات بين القادة الأوروبيين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وتأتي هذه الزيارة قبل يوم من تقديم المفوضية الأوروبية غدا الجمعة توصيات بشأن طلب أوكرانيا نيل عضوية الاتحاد الأوروبي، وهو أمر من المقرر مناقشته في قمة للزعماء الأوروبيين يومي 23 و24 يونيو/حزيران الحالي.
وكانت أوكرانيا وجهت اتهامات سابقة لفرنسا وألمانيا وإيطاليا بالتردد في دعمها، كما اتهمتهم بالبطء في تسليم الأسلحة وتغليب مصالحهم الخاصة على حرية وأمن أوكرانيا.
وكررت القيادة الأوكرانية في الأيام القليلة الماضية مناشدتها الدول الغربية مدها بمزيد من الأسلحة الثقيلة والمتطورة لمواجهة تقدم روسيا في جنوبي وشرقي أوكرانيا، وقال قائد القوات الأوكرانية في ميكولايف (جنوب) الميجر جنرال دميترو مارشينكو إن قواته يمكن أن تحقق النصر على روسيا إذا حصلت على الأسلحة المناسبة.
شحنات أسلحة
في سياق متصل، قالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت اليوم الخميس إنه يمكن تسليم 3 راجمات صواريخ تعهدت برلين بتقديمها لكييف في يوليو/تموز أو أغسطس/آب المقبلين، بعد تدريب القوات الأوكرانية على استخدامها.
وقالت لامبرشت للصحفيين لدى وصولها لحضور اليوم الثاني من المحادثات مع نظرائها في حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) في بروكسل “من الممكن أن يبدأ تدريب (القوات الأوكرانية) على راجمات الصواريخ في نهاية يونيو/حزيران، مما يعني أنه يمكن تسليمها في نهاية يوليو/تموز أو بداية أغسطس/آب” القادمين.
وأعلن البيت الأبيض أمس الأربعاء أن الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغ نظيره الأوكراني أن واشنطن ستقدم مليار دولار إضافية مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا، وهي أكبر مساعدة عسكرية أميركية لكييف تعطى دفعة واحدة.
وتشمل المساعدات الجديدة مدافع “هاوترز” (Howitzer) ودخائر للمدفعية وأنظمة دفاعية ساحلية إضافية من طراز “هاربون” (Harpoon)، وقاذفات الصواريخ التي يحتاج إليها الأوكرانيون في عملياتهم في منطقة دونباس شرقي البلاد.
كما أعلن الرئيس الأميركي أن بلاده قررت تقديم مساعدات إنسانية إضافية لأوكرانيا بقيمة 225 مليون دولار.
ويوم أمس الأربعاء، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن لندن ستسلم كييف قريبا قاذفات صواريخ متعددة.
أزمة الحبوب
وقالت روسيا أمس الأربعاء إنها وفرت ممرا آمنا للسفن التي ستحمل شحنات القمح الأوكراني عبر البحر الأسود، ولكنها غير مسؤولة عن تأمين مسار السفن.
وذكر مندوب روسيا لدى مجلس الأمن فاسيلي نيبيريا في تصريحات صحفية “لسنا مسؤولين عن إقامة مسارات آمنة، لقد قلنا إننا سنوفر ممرا آمنا إذا تم توفير هذه المسارات”، مضيفا أنه من الواضح أن ثمة خيارين لتأمين مسارات شحنات القمح الأوكراني، إما بإزالة الألغام البحرية التي وضعها الأوكرانيون، وإما بتأمين مسارات تتجاوز هذه الألغام.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس الأربعاء إن بلاده مستعدة لاستضافة “اجتماع رباعي” مع الأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا لتنظيم نقل الحبوب في البحر الأسود.
يأتي هذه التصريحات في ظل وجود ملايين الأطنان من القمح عالقة في الموانئ الأوكرانية الواقعة تحت الحصار الروسي، ونقلُها بات خطيرا بسبب وجود ألغام بحرية، وتتسبب أزمة الحبوب الأوكرانية في أزمة غذائية عالمية بحكم أن البلاد من بين أكبر دول العالم في تصدير الحبوب.
وأضاف الوزير التركي أن الأمم المتحدة اقترحت خطة لتسهيل تصدير تلك الحبوب، ويمكن أن تنجح هذه الخطة من دون إزالة الألغام من الممرات البحرية، مشيرا إلى أن “إزالة الألغام ستستغرق وقتًا طويلا”.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن المنظمة تعمل بتعاون وثيق مع السلطات التركية لإنشاء ممرات آمنة لصادرات الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود، وأضاف أن “التفاصيل لا تزال قيد الإعداد، وسيتعين على الجانبين الأوكراني والروسي الاتفاق، كما سيتعين على جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الجيش التركي، أن تشعر بالراحة للمضي قدما بالخطة”.
التطورات الميدانية
قال قائد القوات المسلحة الأوكرانية إن الجيش الروسي يركز قواته الهجومية شمال دونباس، ويهاجم المنطقة من 9 محاور.
وذكر حاكم إقليم لوغانسك في منطقة دونباس سيرغي غايداي اليوم الخميس أن نحو 10 آلاف مدني ما زالوا موجودين في مدينة سيفيرودونيتسك الإستراتيجية، التي يسيطر الجيش الروسي على معظمها ويحاول منذ 4 أسابيع السيطرة عليها.
وأضاف حاكم لوغانسك “الجيش الروسي يفقد مئات المقاتلين لكنه يجد جنودا احتياطيين ويستمر بتدمير سيفيرودونيتسك (…) لكن جنودنا يدافعون”.
وتتعرض المدينة لقصف مستمر وتشهد معارك في الشوارع منذ أسابيع عدة. ودمرت الجسور الثلاثة التي تربطها بمدينة ليسيتشانسك المجاورة.
وقال جهاز الاستخبارات العسكرية البريطانية في تغريدات نشرتها على تويتر إن أوكرانيا ربما تمكنت من سحب نسبة كبيرة من قواتها المقاتلة التي كانت تسيطر على مدينة سيفيرودونيتسك، غير أن الوضع لقواتها وللمدنيين في شرق نهر سيفرسكاي لا يزال بالغ الصعوبة، وأضافت الاستخبارات العسكرية البريطانية أن روسيا قد تحتاج إلى إجراء عبور نهري لتحويل المكسب التكتيكي إلى ميزة تشغيلية، مرجحة أن يتحول القتال في الخطوط الأمامية إلى مجموعات صغيرة من القوات التي تعمل عادة سيرا على الأقدام.
وتابعت الاستخبارات البريطانية أن بعض نقاط القوة الروسية، مثل تفوقها في عدد الدبابات، أصبحت أقل أهمية في بيئة القتال في سيفيرودونيتسك، ومن المحتمل أن يسهم ذلك في استمرار معدل تقدمها البطيء.