شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم السبت سلسلة غارات على موقع لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، في حين أكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن هذه الغارات تأتي ردا على صاروخ أطلق من القطاع باتجاه عسقلان.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان نشره على حسابه في تويتر، إن طائراته المقاتلة قصفت عددا من الأهداف التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الغارات استهدفت ورش إنتاج أسلحة في موقع عسكري تابع لحركة حماس، كما تم استهداف 3 مواقع عسكرية أخرى.
في المقابل، أكد الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم أن القصف على غزة امتداد للعدوان الذي يستهدف كل الأرض الفلسطينية بالقدس والداخل المحتل والضفة الغربية.
وقال مراسل الجزيرة نت في غزة وائل الدحدوح إن الطائرات الإسرائيلية استهدفت بثمانية صواريخ موقعا لكتائب القسام جنوب مدينة غزة، مما أدى لوقوع دمار كبير داخل الموقع.
#فيديو للقصف الإسرائيلي الذي استهدف موقع صلاح الدين التابع للمقاومة وسط قطاع غزة pic.twitter.com/k2u8DcDDo1
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) June 18, 2022
وأضاف الدحدوح أن الغارات الإسرائيلية استهدفت مجموعة من نقاط الرصد المتقدمة التابعة لفصائل المقاومة في غزة وجباليا وبيت حانون، مؤكدا أنه لا يوجد حديث عن وقوع ضحايا أو مصابين.
ووفقا لمراسل الجزيرة، فقد شاركت الزوارق الحربية الإسرائيلية في الهجوم، وقامت هي الأخرى بإطلاق النار باتجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين في عرض البحر.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن أن صاروخا واحدا أطلق من قطاع غزة في وقت متأخر من أمس الجمعة، غير أن القبة الحديدية اعترضته دون أن يتسبب بوقوع إصابات أو أضرار. ولم يصدر حتى الآن بيان من الفصائل الفلسطينية يؤكد أو ينفي إطلاق الصاروخ.
وفي وقت سابق من الليلة الماضية، قصفت مدفعية جيش الاحتلال بعدد من القذائف الصاروخية محيط معبر بيت حانون (إيريز) شمالي قطاع غزة، كما استهدفت طائرةُ استطلاع إسرائيلية أرضا زراعية قرب السياج الأمني في بلدة بيت حانون شمالي القطاع بصاروخين.
وأفاد شهود عيان بأن القصف الإسرائيلي ألحق أضرارا مادية دون وقوع إصابات بشرية في المنطقة المستهدفة.
السيطرة على منطاد
ومساء أمس الجمعة، قالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن منطاد مراقبة سقط فوق معبر بيت حانون شمال غزة، نافية أن يكون سقوطه بنيران المقاومة الفلسطينية، في حين أشارت مصادر محلية إلى أن عناصر من المقاومة سيطروا على المنطاد إثر سقوطه.
وقال الناطق باسم جيش الاحتلال “انقطع اليوم منطاد استطلاع لجيش الدفاع وسقط داخل قطاع غزة، لا توجد خشية من تسرب ملموس للمعلومات، سيتم التحقيق في ملابسات الحادث، حالة طبيعية في الجبهة الداخلية”.
وفي حين لم يذكر جيش الاحتلال مزيدا من التفاصيل، تداول فلسطينيون من غزة عبر شبكات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر بقايا منطاد ملقاة على أرض زراعية.
ويستخدم الجيش الإسرائيلي العديد من المناطيد المزودة بكاميرات مراقبة لرصد المناطق الحدودية من قطاع غزة المحاصر.
ضربة أمنية موجعة للاحتلال!!
المقاومة الفلسطينية تتمكن قبل قليل من اسقاط منطاد عسكري تابع لجيش الاحتلال في منطقة بيت حانون شمال قطاع #غزة وتسيطر عليه وتنقله لمكان آمن.
المنطاد مزود بكاميرات وأجهزة تجسس عالية الدقة، أصبحت الآن في أيدي رجال المقاومة. pic.twitter.com/EkxdmsPPg1
— محمد المدهون (@mohamed_mdn) June 17, 2022
وقال شهود عيان إن طائرة إسرائيلية مسيرة أطلقت صاروخا على منطقة زراعية حدودية بالقرب من مكان سقوط المنطاد، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
كما أفاد الشهود بأن إطلاق نار سُمع في تلك المنطقة تزامنا مع تحليق طائرات إسرائيلية مُسيّرة.
شهداء جنين
وفي الضفة الغربية، شيّع الفلسطينيون في مدينة جنين 3 شبان قتلتهم قوات الاحتلال فجر أمس الجمعة خلال اقتحام للمدينة أسفر أيضا عن إصابة 8 آخرين.
وقالت الرئاسة الفلسطينية إنّ إعدام الشهداء الثلاثة رد إسرائيلي على المطالبات الأميركية بوقف التصعيد قبل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد نشرت أمس الجمعة مشاهد من لحظات وداع 3 شبان استشهدوا في جنين، حيث أفاد مراسل الجزيرة بأن نحو 30 آلية عسكرية اقتحمت المدينة فجر الجمعة ونصبت كمينا، وحاصرت سيارة في حي الجراح، ثم أطلقت النار على 4 شبان كانوا داخلها، فقتلت 3 وأصابت الرابع بجروح خطيرة، قبل أن تنسحب.
ومن جانبها، أكدت حركة حماس أن عملية الاغتيال لن تمر من دون حساب، مشددة على أن الشعب الفلسطيني ومقاومته يعرفون “كيف يضربون العدو”.
وبعد تشييع الشهداء، قال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي “لقد قامت عدة فرق تضم جنودا من وحدة جولاني في منطقة جنين بحملة اعتقالات ليلية، إحدى هذه القوات شخصت سيارة مشبوهة، وحدث تلاحم ومواجهة قادها قادة الفرقة، وأحبطوا خلية إرهاب وقتلوا 3”.
وأضاف -في كلمة أمام جنود إسرائيليين- أنه لا توجد دولة في العالم مهددة كما هي حال إسرائيل، ولا توجد دولة في العالم تتعامل مع هذا الكم من الأعداء وفي الوقت نفسه تعمل في كل هذه الجبهات لردعهم، حسب تعبيره.