الاخبار العاجلةسياسة

مقال في ناشونال إنترست: هل تنجح إيران في تأليب العراق ضد اتفاقيات أبراهام؟

نشر موقع ناشونال إنترست (National Interest) الأميركي مقالا للكاتب فرهاد رضائي زميل أول في مشروع فيلوس قال فيه إن جهد طهران لمحاربة كتلة إقليمية جديدة مؤلفة من إسرائيل والولايات المتحدة والخليج العربي يدفع العراق إلى حالة من عدم اليقين ويهدد بتجدد العنف في البلاد.

وأشار رضائي إلى إقرار مجلس النواب العراقي في 26 مايو/أيار الماضي مشروع قانون “تجريم التطبيع وإقامة العلاقات مع الكيان الصهيوني” الذي يحظر كل الجهود لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، ويدعو إلى الحكم على المجرمين المصنفين في فئة “التطبيع” بالإعدام.

ولفت الكاتب إلى أن رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر هو من اقترح مشروع القانون ودعا أنصاره للنزول إلى الشوارع للاحتفال بهذا “الإنجاز العظيم”.

وأضاف أن هذا الأمر أثار الدهشة حتى بمعايير سلوكياته السابقة، ولأول مرة تبع التشريع الجديد قانون عام 1969 الذي أقره صدام حسين، والذي جعل العراق واحدا من أقوى دول عدم التطبيع في الشرق الأوسط.

وتابع الكاتب أن الصدر دفع بالقانون كجزء من إستراتيجية معقدة لخداع الإيرانيين في جهوده لتشكيل حكومة.

وألمح إلى أن تشكيل حكومة كهذه أقل اعتمادا على طهران كان سيعرض للخطر إنجازاتها التي تحققت بشق الأنفس، وكان التهديد الأكبر لإيران -من بين الإجراءات الأخرى المناهضة لها- دعوة الصدر لحل المليشيات خلال حملته.

وأشار إلى أن كل هذه المخاوف طغت عليها إعادة الاصطفاف الجيوسياسي الأكبر في المنطقة والمتمثل في اتفاقيات أبراهام لعام 2020، وهو ما أثار غضب طهران التي توقعت أن العراق قد ينتقل أيضا إلى الكتلة المناهضة لها في البلدان التي لإسرائيل تأثير كبير عليها.

اقرأ ايضاً
تحتضنها الدوحة.. محادثات إيرانية أميركية غير مباشرة بشأن الملف النووي ونقاط خلافية على الطاولة

وخلصت وحدة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري الإيراني إلى أن الأكراد -الذين كانت لهم علاقات تاريخية مع إسرائيل- سيوفرون نقطة دخول.

وأضاف الكاتب أنه على الرغم من “الإنجاز العظيم” للصدر فإن الثيوقراطية الإيرانية ليست واثقة من أن تشريع عدم التطبيع سيوقف انجراف العراق نحو اتفاقيات أبراهام، لأن العديد من السنة لديهم علاقات قوية مع الإمارات والبحرين ولا يرغبون في شيء أفضل من الخروج من فلك إيران.

وكما أشار معلق في صحيفة “الشرق الأوسط” فإن هندسة اتفاقيات أبراهام تمثل السلام والاستقرار والازدهار على عكس المحور الإيراني الذي يمثل الصراع الدائم والحرمان.

ويرى الكاتب أنه بغض النظر عن الدافع الحقيقي للصدر فإن التشريع لا بد أن يخلق مشاكل للعراق على الصعيدين المحلي والدولي، كما قد يعيق الاستثمار فيه، ولا سيما صناعات الطاقة والموارد.

وغني عن البيان أن التشريع سيعقد العلاقات مع الدول الخليجية الأعضاء في اتفاقيات أبراهام، وسوف يسلب العراق المساعدات الاقتصادية التي هو بأمس الحاجة إليها.

وختم الكاتب مقاله بأن الحملة التي تشنها إيران ضد اتفاقيات أبراهام قد تغرق العراق في جولة أخرى من إراقة الدماء.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى