الاخبار العاجلةسياسة

الأردن.. انتقادات لشروط مشددة على أندية “الطفل القرآني”

عمّان- شهدت مؤخرا وسائل التواصل الاجتماعي في الأردن تفاعلا واسعا مع حملة أطلقها نشطاء للدفاع عن “جمعية المحافظة على القرآن الكريم” في وجه ما وصف بـ” التضييق الرسمي” على أنشطتها عبر إغلاق “نوادي الطفل القرآني”.

وجاءت الحملة إثر تعليمات جديدة لوزارة الأوقاف الأردنية لتنظيم عمل أندية الطفل القرآني خلال مارس/آذار الماضي، واعتبر المعلّقون أن من شأن التعديلات “إغلاق الأندية وليس تعديل عملها”.

وحددت التعليمات الجديدة لنادي الطفل القرآني لسنة 2022 جملة شروط؛ أبرزها تعيين مدير ومعلمين متفرغين، وفترة دوام لا تزيد على 9 ساعات أسبوعيا ضمن الفترتين الصباحية والمسائية، وحصول المعلمين والمعلمات على إجازة في التلاوة من وزارة الأوقاف.

ويستهدف نادي الطفل التابع للجمعية الأطفالَ من 3 إلى 5 سنوات، واشترطت الأوقاف تخصصها بتعليم وتحفيظ القرآن الكريم وقيم الإسلام العليا من دون تدريس أي مساقات تعليمية أخرى.

حفل أقامته الجمعية لتخريج 232 حافظا وحافظة للقرآن الكريم برعاية سفير دولة الكويت بالأردن (مواقع التواصل)

اتهامات بأنشطة حزبية

وتطالب “جمعية المحافظة على القرآن الكريم” التي أنشئت منذ 31 عاما، بتعديل الشروط المحددة لأندية “الطفل القرآني”، لأنها بصيغتها الحالية تعدّ “تضييقا على عمل الأندية وتؤدي لإغلاقها”، وفق وصف القائمين عليها.

وقال رئيس الجمعية نضال العبادي إن فروعها قامت بـ”تصويب أوضاعها القانونية وفق التشريعات والأنظمة الصادرة عن وزارة الأوقاف، سواء ما يتعلق بأندية الطفل القرآني أو الأنظمة التعليمية الأخرى في الجمعية”.

وأضاف العبادي للجزيرة نت، أن نظام ترخيص أندية الطفل “بحاجة لإعادة النظر ببنوده، وبخاصة شروط دوام الطلبة وتفرغ المعلمين وحصولهم على إجازة بالتلاوة، وهي شروط غير مفروضة على الأئمة والوعاظ والخطباء”.

وتتهم جهات رسمية الجمعية بتجاوزات مالية وإدارية، وبأنها ذراع لأحزاب وتنظيمات إسلامية. وفي المقابل ينفي العبادي أن تكون الجمعية ذراعا أو منفذة لأجندات حزبية أو تنظيمية، وقال إنها لا تتلقى أية أوامر أو توجيهات من أحزاب، وإنها مستقلة وهمّها القرآن وخدمته.

وتدير جمعية المحافظة على القرآن الكريم 1050 مركزا قرآنيا. وهي مراكز موزعة على مناطق المملكة، وتضم 163 ناديا لتحفيظ وتدريس القرآن الكريم للأطفال.

ومنحت الجمعية 15 ألف إجازة بتلاوة القرآن، في حين خرّجت أكثر من 8 آلاف حافظ للقرآن، وتنظم عشرات المشاريع القرآنية.

تجاوزات ومخالفات

بدورها، نفت وزارة الأوقاف الأردنية إغلاق أية أندية صيفية تابعة للجمعيات والمراكز الإسلامية. وقالت إنها تعمل على دعم الأندية التي تسهم في تنمية المواهب واستغلال الأوقات بتعلم القرآن ومكارم الأخلاق.

ووجّهت الوزارة، في بيان لها قبل أيام، اتهامات لجمعية المحافظة على القرآن بـ”عدم الالتزام بقانون الجمعيات ماليا وإداريا، وبجملة من التجاوزات المالية والإدارية في فروعها لم يجرِ تصويبها”.

وبخصوص أندية الطفل القرآني، أكدت الوزارة وجود مراكز إسلامية تابعة للجمعية تعمل بمسمى نادي الطفل القرآني، “وهي في الحقيقة رياض أطفال تعمل على تدريس جميع المواد الدراسية من دون ترخيص من وزارة التربية والتعليم صاحبة الاختصاص، أو تحقيق أدنى المتطلبات اللازمة لعمل رياض الأطفال”.

وقالت الوزارة إن هذه الأندية لا تتوفر بها شروط ومتطلبات السلامة العامة، وتقوم باستيفاء رسوم دراسية شهرية من أولياء الطلبة من دون أي سند قانوني.

اقرأ ايضاً
شمال غزة.. كفاح يومي للحصول على كوب ماء نظيف

 

لقاء يجمع وزير الأوقاف الأردني محمد الخلايلة (الثالث من اليسار) برئيس وأعضاء مجلس إدارة الجمعية (مواقع التواصل)

“إملاءات خارجية”

وضمن حالة الجدل، انتقد الكاتب والمحلل السياسي فايز الفايز إجراءات وزارة الأوقاف ضد نشاطات مراكز تحفيظ القرآن في الجمعية المذكورة وغيرها، واشتراط وجود مُدرّس يحمل شهادة ‏اعتماد من الوزارة، وألا يقل المؤهل العلمي لمقدمي دورات تحفيظ القرآن عن الماجستير، فضلا عن اشتراط الحصول على ‏موافقة رسمية إن كان المدرس عاملا في القطاع الحكومي، وهو ما يراه الكثيرون مخالفة شرعية “وتحقيقا لإملاءات خارجية”.

ودعا الفايز الوزارة للعدول عن قرارها، و”ترك المجتمع الديني يتعامل مع المراكز بعيدا عن التجاذبات السياسية.. فالقضية هي تحفيظ القرآن لا ترويضه لغايات أخرى”.

وأضاف “ألم يقرأ مشايخنا الأجلاء أن أول كلمة نزل بها القرآن هي “اقرأ”، و”إنا له لحافظون”، فكيف نحكم على الفضيلة بتسخيف المشهد وحشره في زاوية الريبة؟”.

“رؤية قاصرة”

وكتب النائب السابق عساف الشوبكي على فيسبوك قائلا “ما ظل غير تسكروا مراكز تحفيظ القرآن الكريم وجمعيات المحافظة على كتاب الله العزيز.. ليش ما تسكروا النوادي الليلة والمراقص والبارات والخمارات ومراكز الفجور؟؟  ليش داخلين بحرب مع الله؟ .. سوّد الله وجه كل منافق ينفذ أجندة خارجية ويخدم أهداف الأعداء”.

وكتب رئيس مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان الأردني “رحيل غرايبة” في حسابه بفيسبوك “في ظل الانهيار القيمي والتغير الثقافي ومعالم الثورة الرقمية القادمة المرعبة.. الانشغال في تحجيم جمعية المحافظة على القرآن الكريم يحمل رؤية قاصرة وقدرا من التعسف كبير وواضح”.

في حين علق الناشط إبراهيم المنسي على قرارات وزارة الأوقاف عبر وسم “كلنا مع الجمعية” في موقع تويتر، قائلا إن الآلاف من مدرسي التربية الإسلامية وآلاف الأئمة والخطباء لا يحملون دورة تمهيدية في التلاوة، “وتأتي الأوقاف على 500 معلمة في نوادي الطفل القرآني لتشترط عليهن إجازة قرآنية، وهنّ يدرسن رياض أطفال، وإلا سيتم إغلاق 163 ناديا، علما أن أقل مدة لأخذ الإجازة القرآنية سنتان”.

ديمة طهبوب زوجة طارق أيوب
النائبة السابقة ديمة طهبوب قالت إن الأندية المستهدفة ملاذ آمن للأطفال ولا بديل عنها (الجزيرة)

اتهامات باستهداف “مؤسسة معتدلة”

أما الناشطة والنائبة السابقة ديمة طهبوب، فغردت على تويتر قائلة “يُضيق على الأندية الصيفية لجمعية المحافظة على القرآن دون سبب ولا خطأ أو تجاوز للقانون. هذه الأندية هي ملاذ آمن وتربوي وتثقيفي وإبداعي لأولادنا ولا بديل ولا غنى عنها إلا إذا كانت وزارة الأوقاف معنية أن يبقى الأولاد في الشوارع”.

وأشاد أستاذ التفسير أحمد نوفل بأنشطة الجمعية قائلا إنها “.. اتخذت الاعتدال منهجا وطريقا، ولقيت الاحترام والمكانة اللائقة ليس في بلدها فحسب، بل في العديد من البلدان العربية والإسلامية”.

 

 

 

وعلق الناشط على فيسبوك وليد عليمات على وسم “كلنا جمعية المحافظة على القرآن الكريم”، قائلا إن بناته من عمر 3 سنوات بدأن مسيرتهن مع الجمعية، والآن يحفظن عددا جيدا من السور القرآنية، وفي طريقهن لحفظ القرآن كاملا، “بالإضافة للثقافة الدينية المتناسبة مع أعمارهن”.

وأضاف “مؤسسة دينية ناجحة لها الآلاف من الإنجازات على مر أكثر من 30 عاما يجب أن تكرّم لا أن تحارب ويضيّق عليها”.



المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى