اضطرابات بسوق العملات المشفرة.. البيتكوين تفقد نصف قيمتها والمستثمرون يبتعدون عن المخاطرة
خسرت عملة البيتكوين أكثر من نصف قيمتها خلال العام الجاري، وهوت إلى ما دون 18 ألف دولار، وهو أدنى مستوى لها في 18 شهرا.
كما سجلت أكبر 8 عملات رقمية من حيث القيمة السوقية خسائر مجمعة بلغت قيمتها نحو 1.6 تريليون دولار، وسط اضطرابات شديدة في أسواق العملات المشفرة.
ودفع الهبوط كثيرا من المستثمرين إلى الخروج من أي استثمارات خطرة، بما فيها العملات الرقمية والحرص على تعزيز المدخرات.
وتعد هذه الموجة من الخسائر الكبرى الأطول من نوعها على الإطلاق التي تعصف هذه الأيام بالعملات الرقمية؛ فقد هوت القيمة السوقية لهذه العملات في الأسبوع الماضي فقط إلى 800 مليار دولار، مقارنة مع 3.2 تريليونات دولار في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ولم تكن البيتكوين وحدها التي مُنيت بخسائرة كبيرة، بل تراجعت الإثيريوم -التي تشكل ثاني أكبر العملات الرقمية المشفرة- هي الأخرى بنسبة 73% هذا العام.
لماذا تهاوت العملات المشفرة؟
يعود تهاوي العملات الرقمية إلى:
- قلق المستثمرين الحاد إزاء الاستثمار في كل القطاعات التي تنطوي على مخاطر.
- تفاقم هذا القلق إثر قيام أغلب البنوك المركزية في العالم برفع أسعار الفائدة جراء ارتفاع معدلات التضخم العالمية إلى مستويات قياسية.
- تفاقم خسائر هذه العملات بعد أن حظرت الحكومة الصينية على المؤسسات المالية وشركات المدفوعات تقديم خدمات العملات المشفرة.
- تتمثل المشكلة العالمية الكبرى على هذا الصعيد في قيام دول العالم بتطبيق إستراتيجيات مختلفة كل الاختلاف عن بعضها البعض في مجال العملات الرقمية.
- كما أن كثيرا من مقدمي الخدمات المشفرة يعملون عبر الحدود، ومن دون قيود، مما يجعل مراقبتهم مهمة صعوبة.
ماذا قال صندوق النقد عن التعامل بالعملات المشفرة؟
قال صندوق النقد الدولي إن هناك عدة أمور يتعين الالتزام بها عند وضع منظومة مالية عالمية للعملات الرقمية وللحد من تقلباتها العنيفة، ومنها:
- حتمية أن يكون مقدمو خدمات الأصول المشفرة حاصلين على تراخيص رسمية.
- إخضاع بورصات العملات المشفرة للقواعد نفسها التي تخضع لها البورصات العالمية بكل أنواعها.
- حتمية إشراف البنوك المركزية على تلك العملات.
- ضرورة قيام الأجهزة التنظيمية العاملة في الشركات الاستثمارية، والقطاعات المصرفية، ومؤسسات التأمين ومعاشات التقاعد؛ بوضع شروط خاصة عند التعامل مع تلك العملات.
ويقول الصندوق إن هذا الأمور جوهرية للغاية لأن تلك العملات الرقمية ربما تكون في طريقها إلى إحداث تغير جذري في النظام المالي والنقدي الدولي.
اضطرابات بسوق العملات المشفرة
تأثرت سوق العملات المشفرة بالتقلبات الشديدة مع قيام مقرض العملة المشفرة سيلسيوس نتورك بتجميد عمليات السحب بداية الأسبوع الماضي، بعد أن بدأ المستثمرون التخلص من الأصول مرتفعة المخاطر بسبب مخاوف من رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) الكبير لأسعار الفائدة للحد من التضخم الآخذ في الارتفاع.
وقالت “بت أويسس” (منصة لتداول العملات المشفرة تركز على الشرق الأوسط ومقرها الإمارات) اليوم الأحد إنها استغنت عن 9 من موظفيها، لتصبح أحدث شركة في
القطاع تلغي وظائف في مواجهة انكماش واضطراب السوق.
وأعلنت شركة “كوين بيز غلوبال” الثلاثاء الماضي خفض قوتها العاملة بنسبة 10% بواقع ألف وظيفة.