على هامش المنتدى الاقتصادي بالدوحة.. مزرعة كبرى تحول قطر من مستورد للغذاء إلى مُصدر
الدوحةـ كشف المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “إنفارم” إيريز غالونسكا، عن افتتاح مزرعة ضخمة في دولة قطر العام المقبل، تستهدف تحويل الدولة لوجهة زراعية جاذبة وتغيرها من مستورد للغذاء إلى مصدر.
وخلال جلسة حوارية بعنوان “الأمن الغذائي في خطر” ضمن أعمال منتدى قطر الاقتصادي 2022، بالتعاون مع بلومبيرغ، قال الرئيس التنفيذي لشركة “إنفارم”، إن دولة قطر تعتبر مصدرا اقتصاديا وتتوافر فيها فرص مميزة “ونرغب في تغيير وجهتها للزراعة، ليقوم المزارعون بالإنتاج في داخل قطر”، مشيرا إلى أن قطر تستورد نسبة كبيرة من غذائها من الخارج.
وأضاف أن شركته تستهدف بناء شبكات مزارع عالمية تقوم على تصميم سلاسل الإمداد بشكل كامل، بالاعتماد على المزارع العمودية عالية الكفاءة وتقنيات التكنولوجيا الزراعية الحديثة، لتقديم نظام غذائي بديل يتسم بالمرونة والشفافية وبأسعار معقولة، لافتا إلى أهمية تنويع مصادر الطاقة واختيار المنتجات الزراعية وخلق بنية تحتية تغذي الجميع بالتعاون مع الجهات الحكومية.
تعمل “إنفارم” على زراعة منتجات الخضروات والأعشاب في مراكز داخلية بمناطق متفرقة من أوروبا وأميركا الشمالية واليابان، وتزود تجار التجزئة مثل “أمازون فريش” و”مترو إيه جي” ومجموعة “ماركس آند سبنسر” بتلك المنتجات.
عوامل معقدة
وفي مداخلة خلال الجلسة، أكد رئيس البنك الإسلامي للتنمية محمد سليمان الجاسر أن الدول الأعضاء للبنك ودول العالم النامية تواجه أزمة غذائية نتيجة للعديد من العوامل المعقدة والمتداخلة خاصة المشاكل المتعلقة بسلاسل الإمداد والتوريد والنزاعات، والجفاف والعجز الغذائي وارتفاع الأسعار والافتقار للتكنولوجيا الملائمة مما يتطلب نظرة شاملة للمعالجة.
وأشار الجاسر إلى أنه وفي سياق مشاكل انعدام الأمن الغذائي، خصصت مجموعة التنسيق العربية، التي تضم مجموعة من الصناديق الإنمائية العربية في اجتماعها مؤخرا نحو 10 مليارات دولار للإغاثة الفورية والدعم الطويل الأجل في سياق إجراءات الاستجابة لأزمة إمدادات الغذاء العالمية.
وشدد على أن الزراعة تعتبر أحد القطاعات الأساسية التي تتمتع فيها البلدان الأعضاء بميزة تنافسية، مشيرا إلى أن البنك يعمل في دائرة تشمل المزارعين والحكومات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية لتحسن منظومة الإنتاج الزراعي.
ودعا الجاسر الحكومات إلى تجهيز البيئة الاستثمارية المناسبة للقطاع الزراعي لتعزيز الاحتياطيات الغذائية على المدى القصير، لافتا إلى أن البنك الإسلامي للتنمية يعمل بانفتاح لحشد الموارد لصالح الدول الأعضاء بهدف تعزيز الأمن الغذائي، مضيفا أن الدول الأعضاء بالبنك يمثل عدد سكانها 25% من سكان العالم، وتمتلك 25% من الأراضي الصالحة للزراعة ولديها نحو 30% من الطاقة المتجددة والنظيفة ورغم ذلك تتضور جوعا.
شارك سعادة السيد سلطان بن راشد الخاطر وكيل وزارة #التجارة_والصناعة، في مناقشة المائدة المستديرة بعنوان: “الطريق إلى التعافي: تطوير سلاسل التوريد العالمية” وذلك في إطار أعمال #منتدى_قطر_الاقتصادي بالتعاون مع بلومبيرغ. pic.twitter.com/zqRMKuGgYN
— وزارة التجارة والصناعة (@MOCIQatar) June 22, 2022
تدابير متعددة
وضمن دائرة مستديرة على هامش المنتدى، أكد وكيل وزارة التجارة والصناعة القطري سلطان بن راشد الخاطر على الأهمية التي توليها دولة قطر للأمن الغذائي، موضحا أنه تم اتخاذ التدابير اللازمة للحد من تداعيات سلاسل التوريد العالمية على المستويين المحلي والدولي.
كما شدد على أن التحديات التي شهدتها سلاسل التوريد العالمية في ظل التدابير الوقائية التي تم فرضها للحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد – 19)، والأزمات الجيوسياسية الأخرى، تستدعي ضرورة إرساء حلول تسهم في المحافظة على قواعد الاقتصاد العالمي، بما يدعم حركة التجارة الدولية والاستثمار.
ونوه وكيل وزارة التجارة والصناعة القطري بالمبادرات الرامية لدعم القطاع الزراعي في الدولة، بما يسهم في زيادة الإنتاج لتلبية احتياجات الأسواق المحلية، مؤكدا نجاح دولة قطر في تحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من المواد الغذائية الأساسية، ومن بينها الحليب ومشتقاته والدواجن.
وأوضح أن هذه المبادرات أسهمت في دعم الاقتصاد الوطني، مشيرا في هذا الصدد إلى القدرات اللوجستية والتخزين للدولة، والبنى التحتية التي تم تصميمها وفق أعلى المعايير العالمية، ولا سيما الخطوط الملاحية وخدمات الشحن الجوي، والهادفة إلى تعزيز الوصول للأسواق العالمية.
وقال إن دولة قطر وضعت إستراتيجية استباقية لتطوير كافة القطاعات المعنية بسلاسل التوريد، وذلك بما يشمل مشاريع البنية التحتية الرئيسية مثل ميناء حمد، الذي يعد أحد أهم الموانئ الإستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، كما نوه بالإستراتيجية الصناعية التي أرستها الدولة لوضع الحلول الكفيلة برفع التحديات المرتبطة بالمتغيرات العالمية.
الاستهلاك والرفاهية
وفي جلسة تحت عنوان إعادة التفكير في الرفاهية، كشف مايكل وارد المدير التنفيذي لمجموعة هارودز أن الشركة تستخدم الذكاء الاصطناعي وتستفيد من البيانات المتاحة للوصول إلى ملايين المستهلكين حول العالم في ظل التوجه نحو المنصات الإلكترونية للتسوق.
وأضاف المدير التنفيذي لهارودز “إننا نحاول الاستفادة من التطور التكنولوجي ولكن لا نرسل إلى العملاء سوى المنتجات التي يحتاجونها بالفعل”، موضحا أن جائحة كورونا “كوفيدـ19” قد أثرت على نمط الاستهلاك، فقد تحول المستهلكون إلى التسوق عبر المنصات الالكترونية “وهو ما واكبناه للوصول إلى المستهلك، فضلا عن تعزيز متجرنا الرئيسي بالسلع والخدمات التي لا تتوفر سوى في هارودز”.
وأوضح أن هناك من يريد اقتناء خاتم مثلا بـ6 ملايين دولار، فضلا عن الاهتمام بالمنتجات الحديثة مثل الساعات الإلكترونية والتي لم تؤثر على الساعات التقليدية حتى الآن، إذ ظهرت خلال عمليات الإغلاق إبان الجائحة أنماط استهلاكية جديدة ربما تكون أكثر عملية، فلم تعد مثلا البدلات الرسمية رائجة، مؤكدا أن السعي للرفاهية ليست له حدود عند المستهلكين.