قمم متعاقبة لدعم أوكرانيا.. زيلينسكي ينشد عضوية الاتحاد الأوروبي وأسلحة ثقيلة والقتال يحتدم في لوغانسك
من المقرر أن يضع القادة الأوروبيون -خلال قمتهم في بروكسل اليوم الخميس- أوكرانيا رسميا على الطريق الطويل نحو عضوية الاتحاد الأوروبي، وفي حين يحتدم القتال من أجل السيطرة الروسية على مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك في منطقة لوغانسك؛ تنتظم 3 قمم عنوانها الأبرز تقديم الدعم لكييف.
وأعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن اعتقاده بأن جميع دول الاتحاد وعددها 27 ستدعم حصول بلاده على وضع دولة مرشحة، موضحا أنه تحدث مع 11 من زعماء الاتحاد الأوروبي أمس الأربعاء بشأن ترشيح أوكرانيا لعضوية التكتل، وأنه سيجري المزيد من المحادثات اليوم الخميس، وقال “إننا نستحق هذا”.
من جهتها أكدت أولغا ستيفانيشينا نائبة رئيس وزراء أوكرانيا لشؤون التكامل الأوروبي أن بلادها تريد أن تكون عضوا فعالا في الاتحاد الأوروبي، ورجحت أن تستغرق عملية الانضمام سنوات.
وقالت إنها “متأكدة من أن دول الاتحاد ستؤيد ترشحنا لعضوية الاتحاد خلال قمة هذا الأسبوع”.
خطوة رمزية
ويرى مراقبون أنه على الرغم من أنها خطوة رمزية إلى حد بعيد، فإنها ستساعد على “رفع الروح المعنوية للأوكرانيين في توقيت بالغ الصعوبة من الصراع الممتد منذ 4 شهور”.
وتعارض روسيا منذ وقت طويل إقامة روابط أوثق بين أوكرانيا وتكتلات غربية مثل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
ويقول دبلوماسيون إن الأمر سيستغرق من أوكرانيا عقدا أو ما يزيد على ذلك للوفاء بمعايير الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكن زعماء الاتحاد يقولون إنه يتعين على الكتلة تقديم بادرة تعترف بتضحيات الأوكرانيين.
قمم متعاقبة
وبعد القمة الأوروبية، يفترض أن تعقد قمة أخرى لمجموعة السبع الصناعية وثالثة لحلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) بمشاركة الرئيس الأميركي جو بايدن، وستكون مسألة المساعدة المالية لكييف في قلب مناقشات الاجتماعات الثلاثة.
وتعهد مسؤول كبير في البيت الأبيض أمس الأربعاء أن تفضي قمة مجموعة السبع بألمانيا في نهاية الأسبوع الجاري إلى “مجموعة من المقترحات الملموسة لزيادة الضغط على روسيا وإظهار دعمنا الجماعي لأوكرانيا”.
وأكد البيت الأبيض أن فولوديمير زيلينسكي سيلقي كلمة عبر الإنترنت خلال هذين الاجتماعين.
وكان المستشار الألماني أولاف شولتز قد دعا أمس من برلين إلى وضع “خطة مارشال” لإعادة إعمار أوكرانيا بميزانية تبلغ مليارات من اليورو.
ذروة مخيفة للقتال
ميدانيا، قال الرئيس الأوكراني إن الهدف من القصف الجوي والمدفعي المكثف الذي تشنه موسكو هو تدمير منطقة دونباس بالكامل، وحث حلفاء كييف على الإسراع في شحن الأسلحة الثقيلة إليها حتى تكافئ روسيا في ساحة المعركة.
وأضاف زيلينسكي -في كلمة مصورة نشرت صباح اليوم الخميس- “يجب أن نحرر أرضنا ونحقق النصر، لكن بوتيرة أسرع بكثير”، وطالب مجددا بتزويد أوكرانيا بأسلحة أكبر وأسرع.
من جانبه، قال أوليكسي أريستوفيتش -وهو مستشار لزيلينسكي- إن القتال من أجل السيطرة على مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك في منطقة لوغانسك يتجه إلى “ذروة مخيفة”.
وتسعى روسيا إلى السيطرة على كل من لوغانسك ودونيتسك، اللتين تشكلان منطقة دونباس؛ وهي المركز الصناعي للبلاد.
وتقول موسكو إن القوات الأوكرانية محاصرة في سيفيرودونيتسك، التي كانت مسرحا لأعنف المعارك في الآونة الأخيرة، وأمرت روسيا تلك القوات الأسبوع الماضي بالاستسلام أو مواجهة الموت.
ولكن سيرغي جايداي حاكم منطقة لوغانسك قال للتلفزيون الأوكراني أمس الأربعاء إن “المعارك مستمرة” وإن “القوات الروسية لا تسيطر سيطرة كاملة” على المدينة.
تقدم روسي
وأضاف جايداي أن القوات الروسية استولت على قريتي لوسكوتيفكا وراي أولكساندريفكا إلى الجنوب من مدينتي ليسيتشانسك وسيفيرودونيتسك اللتين يتركز عليهما الهجوم الروسي في المنطقة.
وفي ليسيتشانسك، نقلت وكالة تاس للأنباء عن انفصاليين تدعمهم موسكو قولهم إن الأوكرانيين في المدينة محاصرون وأصبحوا معزولين عن الإمدادات بعد الاستيلاء على طريق يربط المدينة ببلدة سيفيرسك.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانيك قد أكد أن هدف روسيا الرئيسي هو السيطرة على منطقتي لوغانسك ودونيتسك، وكذلك الحفاظ على الممرات البرية المؤدية إلى شبه جزيرة القرم، إضافة إلى الحد من وصول أوكرانيا إلى الجزء الشمالي الغربي من البحر الأسود.
أما في مدينة ميكولايف، فقد أصيبت منشأتان ضخمتان مخصصتان لتخزين الحبوب والزيوت النباتية وتصديرها عبر ميناء المدينة بقصف صاروخي روسي أمس الأربعاء، وفق ما أعلنته شركتا “فيتيرا” (Viterra) و”بونغ” (bong) المشغلتان للمنشأتين.
وقال متحدث باسم شركة فيتيرا إن الخزانات المخصصة لتصدير الزيوت النباتية في الميناء التجاري في مدينة ميكولايف “تضرّرت بضربة صاروخية” أسفرت أيضا عن إصابة شخص بجروح طفيفة.