قالت وزارة الدفاع الروسية إن وزير الدفاع شويجو يتفقد وحدات روسية في أوكرانيا، في حين أعلن الجيش الأوكراني عن وصول سفن حربية وزوارق من الولايات المتحدة الأميركية للمساعدة في حماية السواحل البلاد في أوديسا على البحر الأسود، بينما تتعرض العاصمة كييف إلى قصف صاروخي روسي أسفر حتى الآن عن قتل شخص وإصابة آخرين.
فقد أفاد الجيش الأوكراني بوصول 6 سفن حربية و18 زورقا من الولايات المتحدة الأميركية للمساعدة في حماية السواحل الأوكرانية في أوديسا على البحر الأسود.
ومن جهتها قالت هيئة أركان الجيش الأوكراني إن قواتها قصفت بصواريخ هيمارس الأميركية أهدافا للعدو داخل الأراضي الأوكرانية، وبثت مشاهد لما قالت إنها بدايةُ عملية استخدام منظومة هيمارس داخل الأراضي الأوكرانية، دون أن تحدد مكان وطبيعة تلك الأهداف.
كما قالت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية، إن قواتها نفذت كمينا وصفته بالناجح استهدف القوات الروسية في منطقة زابوروجيا الجنوبية، وأسفر عن مقتل 300 جندي روسي. وأكدت القوات الأوكرانية استمرار تقدمها باتجاه مواقع التمركز الروسية في ريف زابوروجيا.

قصف كييف
من ناحية أخرى، هزت أربعة انفجارات كييف تزامنا مع قصف صاروخي على حي شفشن-كيفسكي الممتد من مركز المدينة إلى شمال غرب العاصمة وذلك قبل ساعات من افتتاح قمة لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في جنوب ألمانيا بمشاركة الرئيس الأميركي جو بايدن.
وقال عمدة المدينة للجزيرة إن هناك أشخاصا عالقين داخل المباني التي تعرضت للقصف وإن السلطات تحاول إنقاذهم لكن دون أن تعلم حالتهم. وأضاف أن “سيارات الإسعاف وعمال الإنقاذ في الموقع وتجري عمليات لإنقاذ واجلاء السكان في مبنيين” في الحي.
وذكر مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية أن مجمعا سكنيا بالقرب من وسط المدينة أصيب ما أدى الى اندلاع حريق وانبعاث سحابة كبيرة من الدخان الرمادي، وسمعت مراسلة الوكالة التي تقيم في نفس المجمع السكني صفيرا قبل وقوع الانفجارات.
وكان هذا الحي قد تعرض لقصف بصاروخين روسيين في أبريل/نيسان الماضي أسفر عن قتل امرأة.
واعتبر رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو أن الضربة الروسية التي استهدفت العاصمة في ساعة مبكرة من صباح الأحد تهدف إلى “ترهيب الأوكرانيين” قبل انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي في مدريد بين 28 و30 حزيران/يونيو وأيضا قبل أيام قليلة من انعقاد قمة حلف الشمال الأطلسي (ناتو) تفتح الثلاثاء بحضور بايدن أيضا.
نداء لمغادرة ميكولايف
وفي حوار إذاعي، وجه عمدة ميكولايف الأوكرانية أولكسندر سينكيفيتش نداء إلى كل سكان المدينة بضرورة مغادرتها فورا إن كانوا يريدون البقاء على قيد الحياة، وأضاف أن المدينة تتعرض لقصف روسي بصورة يومية وأن القنابل العنقودية تشكل نحو 80% من الذخائر التي يستخدمها الجيش الروسي.
وكان الجيش الأوكراني أفاد بتعرض مقاطعة ميكولايف جنوبي البلاد أمس السبت لقصف صاروخي روسي بتسعة صواريخ أُطلقت من شبه جزيرة القرم. ولم يقدم الجيش أي تفاصيل عن المواقع المستهدفة وطبيعة الخسائر.
وبدورها قالت وزارة الدفاع الروسية أمس السبت إن “أكثر من 300 جندي أوكراني ومرتزقة أجانب و35 وحدة أسلحة ثقيلة” تم “تصفيتهم في يوم واحد في منطقة ميكولايف”.
معارك شوارع في مدينة ليسيتشانسك
على صعيد آخر قال الانفصاليون الموالون لروسيا شرقي أوكرانيا إن معارك شوارع تجري في مدينة ليسيتشانسك المجاورة لمدينة سيفيرودونيتسك التي بسطت موسكو سيطرتها عليها أمس السبت عقب انسحاب القوات الأوكرانية، في حين يرتقب أن تفرض مجموعة السبع في قمتها اليوم بألمانيا عقوبات إضافية على روسيا بسبب الحرب على أوكرانيا.
وأعلنت قوات لوغانسك الانفصالية الموالية لروسيا أن القوات الروسية اقتحمت ليسيتشانسك التي لا يفصلها سوى نهر عن سيفيرودونيتسك، وتخوض معارك في شوارع المدينة مع القوات الأوكرانية.
وقال مراسل الجزيرة في أوكرانيا إن المعارك وتبادل القصف بين القوات الأوكرانية والروسية مستمران في محيط ليسيتشانسك وعلى الطريق بين باخموت وليسيتشانسك.
وذكر سيرغي غايداي حاكم مقاطعة لوغانسك أن القوات الأوكرانية تصدت للهجوم الروسي المستمر على ليسيتشانسك من المحور الجنوبي.

تحول بالمعركة
ويعد سقوط سيفيرودونيتسك -التي كان يقطنها ما يربو على 100 ألف نسمة لكنها صارت الآن مدينة أشباح- أكبر انتصار لروسيا منذ إتمام سيطرتها على مدينة ماريوبول جنوب شرقي أوكرانيا في مايو/أيار الماضي، ويمثل ذلك تحولا في ساحة المعركة في جبهات إقليم دونباس.
وتأمل روسيا الآن في مواصلة الضغط والسيطرة على المزيد من الأراضي على الضفة المقابلة لنهر سيفرسكي دونيتس، فيما تأمل أوكرانيا في أن يجعل الثمن -الذي دفعته موسكو للاستيلاء على المدينة المدمرة- القوات الروسية عرضة لهجوم مضاد في الأسابيع المقبلة.
تسليح بيلاروسيا
في إطار آخر، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده ستسلم “في الأشهر المقبلة” بيلاروسا صواريخ قادرة على حمل شحنات نووية. وأوضح بوتين في بداية لقاء مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو في مدينة سانت بطرسبرغ، إن الصواريخ هي من طراز “إسكندر-إم”.
وفي تصريحات يمكن أن تزيد من توتر العلاقات بين موسكو والغربيين قال الرئيسان الروسي والبيلاروسي إنهما يريدان تحديث الطيران البيلاروسي لجعله قادرا على حمل أسلحة نووية.
وكانت أوكرانيا قد اتهمت روسيا قبيل ذلك بالسعي لجر بيلاروسيا إلى الحرب الدائرة في أوكرانيا، وذلك بعدما انطلق أمس السبت 20 صاروخا روسيا نحو أهداف في مناطق شمالي أوكرانيا وغربها.
واستهدفت الصواريخ الروسية مقاطعة تشيرنيهيف الحدودية بين أوكرانيا وبيلاروسيا، وقالت سلطات مقاطعة جيتومير وسط أوكرانيا إن بعض تلك الصواريخ الروسية ضربت منشآت عسكرية في محيط المقاطعة، مما أسفر عن مقتل جندي على الأقل.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن الهجوم الصاروخي الروسي الذي انطلق من بيلاروسيا “مرتبط بشكل مباشر بالجهود التي يبذلها الكرملين لجر بيلاروسيا إلى المشاركة في الحرب على أوكرانيا”.
مقتل “مرتزقة”
من ناحية أخرى قال الجيش الروسي إنه قتل نحو ثمانين من “المرتزقة البولنديين” في قصف ودمر 20 عربة مدرعة وثماني قاذفات صواريخ متعددة بنيران أسلحة عالية الدقة على مصنع ميغاتكس للزنك في كونستانتينوفكا في دونيتسك.