الاخبار العاجلةسياسة

جولات مكوكية ومفاوضات نووية.. خبراء يتوقعون صيفا ساخنا ويحثون طهران على إحياء الاتفاق النووي

خاص- يشهد الشرق الأوسط زيارات مكوكية مكثّفة قبيل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن المقررة منتصف الشهر المقبل تزامنا مع حراكات دبلوماسية، وتطورات جديدة تعد المنطقة برمّتها في صيف ساخن.

وعلى ضوء تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا، يستشرف مراقبون إيرانيون تحالفات إقليمية قد تكون موجهة ضد بلادهم، ويحثون طهران على سد الطريق أمام “المتربصين” بأمنها عبر خفض التوتر مع الجوار وحلحلة القضايا العالقة بشأن ملفها النووي.

من جانبه، يصف القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني حسين كنعاني مقدم، الملف النووي الإيراني بأنه “بيت القصيد” على طاولة المحادثات المكوكية، مستدركا أنه لا يمكن قراءة ما يدبّر للشرق الأوسط بعيدا عن الأزمة الأوكرانية.

كنعاني مقدم يحذر من هجوم إسرائيلي على المنشأت النووية الإيرانية (الجزيرة نت)
كنعاني مقدم يحذر من هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية (الجزيرة)

صيف ساخن

وفي حديثه للجزيرة نت، قال القيادي كنعاني مقدم إن العالم أصبح مختلفا تماما عما كان عليه قبل الحرب الروسية على أوكرانيا، مؤكدا أن واشنطن تسعى لإطالة أمد الأزمة الأوكرانية لحمل عدد أكبر من الدول الأوروبية على الانضمام إلى الحلف الأطلسي من جهة، وتوسيع الحلف نحو الشرق من جهة أخری، فضلا عن تعميق التبعية الأوروبية للولايات المتحدة، علی حد تعبيره.

ورأى المسؤول الإيراني أن الملف النووي قد تأثر بتداعيات الأزمة الأوكرانية التي تلقي بظلالها على الشرق الأوسط، واستشرف حربا تلوح في أفق المنطقة بإرادة الولايات المتحدة التي ترى في اختلاق أزمة جديدة هناك -قد تكون إيران أحد أطرافها- عاملا موازنا لتداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا.

واعتبر كنعاني مقدم أن الإعلان الإيراني الأوروبي الأخير لاستئناف المفاوضات النووية قد قضى على الخطة الإسرائيلية الرئيسة لتفكيك برنامج طهران النووي “مما قد يدفع بالصهاينة إلى المغامرة وتنفيذ الخطة ب، وشن هجوم على المفاعل النووية الإيراني”.

وتوقع القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني أن تكون المنطقة على موعد مع صيف ساخن وتحالفات جديدة “برعاية صهيوأميركية” مستدركا أن بعض زعماء الشرق الأوسط قد استشعروا المؤامرة المدبّرة مسبقا وأن بعض الجولات المكوكية تأتي في هذا السياق.

فرصة متاحة

ورغم إجماع الإيرانيين على أهمية وحضور ملف بلادهم النووي في الاستشارات الإقليمية والقمة التي سيحضرها بايدن، إلا أنهم ينقسمون بين من يرى الفرصة متاحة لحلحلة القضايا العالقة بين طهران وواشنطن، وآخرين يدعون الوفد الإيراني المفاوض إلى الحذر وعدم الذهاب بعيدا في التفاؤل بنتيجة الجولة الجديدة التي قد تكون الأخيرة من نوعها.

في غضون ذلك، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة طهران، رحمان قهرمان بور، أن تغيير مكان المفاوضات النووية من فيينا إلى إحدى الدول الخليجية يأتي في إطار الرغبة الأميركية للتوصل إلى اتفاق شامل مع إيران بشأن البرنامجين النووي والصاروخي وسياسة طهران الإقليمية، مستدركا أن الموقف الإيراني القاطع أخرج الملف الصاروخي من المفاوضات غير المباشرة.

وبما أن الولايات المتحدة كانت قد خططت لخفض وجودها العسكري في الشرق الأوسط بغية التركيز على احتواء الخطر الصيني، يدعو الأكاديمي الإيراني بلاده إلى عدم تفويت الفرصة المتاحة حتى قبيل زيارة بايدن للمنطقة والعمل على خفض التوتر على الصعيدين النووي والإقليمي.

وقدّر قهرمان بور -في حديثه للجزيرة نت- أن نتيجة المفاوضات النووية ستؤثر على الملفات التي سيثيرها بايدن مع زعماء الشرق الأوسط والقرارات التي سيتخذها المجتمعون بشأن التعاطي مع إيران.

وقال إن تزامن زيارة بايدن للمنطقة، مع الجولة الجديدة من المفاوضات النووية، يبعث رسالة بشأن مستقبل دعم الولايات المتحدة لحلفائها بالشرق الأوسط، داعيا طهران إلى المساهمة في لعب دور فاعل في استقرار المنطقة “لأن ذلك سيفوّت الفرصة على المتربصين بالجمهورية الإسلامية”.

Ebrahim Raisi - Sergey Lavrov meeting in Iran
خبير إيراني يعتقد أن زيارة لافروف لطهران تأتي لمنع أي تفاهم غربي إيراني محتمل (الأناضول)

تقابل شرقي غربي

في المقابل، يبدي السفير الإيراني الأسبق في بريطانيا، جلال ساداتیان، حذره في الحديث عن مستقبل المفاوضات النووية المقررة في قطر الأسبوع الجاري، ويشدد على أن روسيا -التي ما تزال تواصل حربها على أوكرانيا- تعارض التوجه الأوروبي والأميركي بشأن النووي الإيراني.

ورأى ساداتيان -في حديثه للجزيرة نت- أن شبح تنافس القوى الغربية والشرقية أمسى يخيم على الملف النووي الإيراني، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سبق مسؤول السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، وزار العاصمة طهران لمنع أي تفاهم إيراني غربي محتمل.

وعزا السبب الأساس وراء فشل المفاوضات النووية، خلال العام الماضي، إلى الرؤية النفعية لدى القوى الغربية والشرقية في تعاطيها مع الملف النووي الإيراني، واصفا دور الوساطات الإقليمية بأنه كان إيجابيا في تحريك المياه الساكنة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.

وخلص الدبلوماسي الإيراني إلى أنه رغم قناعة الجانبين الإيراني والغربي بضرورة إحياء الاتفاق النووي، إلا أن بعض الأطراف ومنها روسيا لا ترغب بحلحلة القضايا الشائكة بينهما، لأنها ترى في الاتفاق النووي أداة غربية لفرض عقوبات أشد قسوة على موسكو.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى