الاخبار العاجلةسياسة

اعتقلته إسرائيل وكرمه السادات وفقد ابنه.. من هو شيخ مجاهدي سيناء؟

القاهرة – في أبريل/نيسان 2018 وقف الشيخ السيناوي حسن علي خلف أمام كبار رجال الدولة المصرية خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمناسبة عيد تحرير سيناء متحدثا عن المجاهدين الأبطال في حرب الاستنزاف ضد إسرائيل عام 1967، ليذكر أسماء بعض القادة الذين كافحوا الاحتلال الإسرائيلي ويعرض صورهم ويحكي قصصهم، ويقول “تعلمنا كيف نحتقر الخوف، لأن الموت لا يحتقر”.

ووقف الشيخ خلف يتهم من وصفهم بالمأجورين وأهل الشر بمحاولة الوقيعة بين أبناء سيناء والقوات المسلحة وجهاز الشرطة، وخاطبهم قائلا “أقول لهم كأبناء محافظات حدودية: قدرنا أن نعيش في نسيج واحد مع الجيش والشرطة، نحن تخطينا مرحلة التعاون، ووصلنا إلى مرحلة العشق، فليريحوا أنفسهم”.

ووجّه الشيخ الملقب بـ”شيخ المجاهدين” -الذي وافته المنية الخميس الماضي- التحية إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ليرد عليه الأخير معبرا عن احترامه له ولأهالي سيناء، وأن هذه الفترة قاسية وصعبة، وأن أهالي سيناء يتحملون هذه الإجراءات، في إشارة إلى الحملة الأمنية التي تشنها السلطات المصرية ضد مسلحين في هذه المنطقة منذ سنوات.

الرحيل

بدورها، نعت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية الشيخ الفقيد، مشيرة إلى أن له دورا بطوليا في حرب أكتوبر المجيدة، والذي سيظل خالدا في سجل التاريخ.

كما نعته جمعية مجاهدي سيناء، وقال رئيسها الشيخ عبد الله جهامة إن البطل الراحل قد وهب نفسه في سبيل حماية الوطن، ولأجله قضى سنوات من عمره في سجون إسرائيل، لوقوفه ضد الاحتلال الإسرائيلي بسيناء في خندق المقاومة، مشيرا إلى دوره ضمن أدوار ومهام أداها رجال المنطقة المدنيون -بإشراف وتوجيهات من القيادة في تلك الفترة- أثناء فترة احتلالها.

كما نعى مشايخ ورموز سيناء الشيخ خلف، وأكدوا على دوره الكبير في النضال ضد المحتل الإسرائيلي، وأشاروا إلى دوره البارز في الحياة القبلية، إذ يعد إحدى القيادات القبلية البارزة، ليس في سيناء وحدها بل في عموم مناطق جمهورية مصر العربية.

النضال ضد إسرائيل

ولد الشيخ خلف في منطقة الجورة جنوب مدينة الشيخ زويد في شمال سيناء، لأب يعتبر من أبرز رموز قبيلته، وينتمي إلى عشيرة الخلفات، وهي واحدة من عشائر قبيلة السواركة، وكان عمه الشيخ خلف حسن الخلفات معروفا بتصديه لمحاولات إسرائيل شراء أراضي سيناء.

عقب نكسة يونيو/حزيران 1967 وسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على سيناء شكّل الشيخ خلف منظمة سيناء العربية للدفاع عن أرضه ضد المحتلين، ليجند شباب القبائل السيناوية ويضمهم إلى خلايا المقاومة ضد الاحتلال.

اقرأ ايضاً
وول ستريت جورنال تكشف: غالبية الضربات الجوية الإسرائيلية على سوريا تتم بالتنسيق مع أميركا

وخلال سنوات حرب الاستنزاف قاد خلف العديد من العمليات الفدائية، منها ضرب مركز القيادة الإسرائيلية في العريش ومعسكرات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق الشيخ زويد ومطار العريش، واستخدم الإبل في تنفيذ عملياته.

واستعان به الجيش المصري في نقل الصواريخ والأسلحة والمدد من شرق القناة حتى عمق سيناء، مستغلا مهاراته في التنقل عبر دروب صحراء سيناء، والبقاء لأيام عديدة في الصحراء القاحلة لتنفيذ العمليات الفدائية ضد المحتل.

المحاكمة

بعد سنوات من النضال وقع خلف في قبضة قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتمت محاكمته بتهمة قتل الأطفال، وحُكم عليه بالسجن 149 عاما، ليواجه القاضي بشجاعة خلال محاكمته ويصيح “إنكم من قتلتم الأطفال في بحر البقر”، وهي العبارة التي أشارت إليها القوات المسلحة في بيان نعيه بالقول “رد كأنه هو الذي يحاكمهم”.

يشار إلى أنه في صباح 8 أبريل/نيسان 1970 قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي مدرسة ابتدائية في قرية بحر البقر بمحافظة الشرقية، مما أسفر عن مقتل 30 طفلا وإصابة 50 آخرين.

تبادل الأسرى

بعد حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 عُقدت صفقة لتبادل الأسرى بين مصر وإسرائيل، ليخرج الشيخ خلف من المعتقل الإسرائيلي بعد أن قضى أكثر من عامين خلف القضبان.

ونظرا لجهوده في مقاومة الاحتلال ومساعدة الجيش المصري كرمه الرئيس الراحل أنور السادات بنوط (وسام) الامتياز من الدرجة الأولى عام 1974.

وبعد انسحاب إسرائيل من منطقة الجورة شمال سيناء عام 1982 استقر الشيخ هناك وعمل قاضيا عرفيا للصلح بين العائلات والأفراد طبقا للتقاليد البدوية، وحل العديد من الخلافات بين عائلات القبائل السيناوية حتى وفاته.

فقد ابنه

في سبتمبر/أيلول 2013 لقي ابنه حسين مصرعه إثر إصابته بطلق ناري في بيته خلال عملية للجيش المصري في الجورة.

ونعت القوات المسلحة المصرية الفقيد حينها في بيان رسمي نشرته الصفحة الرسمية لها على فيسبوك، وكتب المتحدث العسكري العقيد أركان حرب أحمد محمد علي “نتقدم جميعا قادة وضباطا وضباط صف وجنودا بخالص التعازي والمواساة لأسرة الشهيد ولأهالي سيناء الغالية في فقيدهم العزيز، داعين الله عز وجل أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان”.

واحتسب الشيخ خلف ابنه “شهيدا”، وعلق على وفاته “عائلتي فيها 4 شهداء وعشرات من أبناء القبائل ارتقوا شهداء على يد التكفيريين”، وفق تعبيره.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى