السعودية: خدمات متكاملة ومبادرات وقياس لرضا الحجاج
في اطار سعي السعودية المتواصل لتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن والتسيير عليهم لأداء الفريضة بكل يسر وسهولة، تبرز مبادرة «طريق مكة» لتسهيل إجراءات دخول الحجاج خلال دقائق معدودة من مطارات بلدانهم.
ولم تقتصر هذه التسهيلات على تيسير الدخول إلى السعودية، بيد أنها سمحت للحجاج أيضا بالتوجه مباشرة من محطات الوصول إلى مقار إقامتهم مباشرة عبر مسارات مخصصة وسط حفاوة وترحيب بالغين في الوقت الذي تتولى الجهات الخدمية إيصال أمتعتهم إلى مساكنهم.
ولم تقف عن هذا الحد بل عملت وزارة الحج على إبرام اتفاقية تعاون مع المجلس التنسيقي لتنفيذ برنامج قياس الأداء ورضا الحاج خلال موسم حج هذا العام. وهنا يقول الدكتور عبد الله المويهي الأمين العام المكلف للمجلس التنسيقي لمؤسسات وشركات خدمة حجاج الداخل للمجلس إن الاتفاقية تضمنت تنفيذ ثلاثة برامج رئيسة خلال هذا الموسم تتمثل في قياس جودة أداء الخدمات، وقياس رضا المستفيد، والضيف الخفي، الأمر الذي يسهم في تحسين وإثراء تجربة الحجاج.
وبين أن الاتفاقية تحدد نطاق الخدمات المقدمة ضمن إطار زماني ومكاني يستند إلى مستهدفات رئيسية لكل منها وذلك لضمان الالتزام بإجراءات العمل وتعزيز المفاهيم والعلاقات بين الوزارة والمجلس التنسيقي وتحقيق الأهداف المرجوّة التي تساهم في تجويد الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن ويعزز التنافس بين شركات ومؤسسات حجاج الداخل.
وأبان أن برنامج الضيف الخفي يعد أداة من أدوات قياس الرضا التي سيتم العمل عليها في هذا الموسم من أجل تحسين وتجويد الخدمات المقدمة للحجاج. وتأتي هذه التحركات لخدمة الحجاج، وتعد مبادرة (طريق مكة) الأبرز لما حملته من تسهيلات كبرى للحجاج وتسهيل تنقل الحجاج لحظة وصولهم إلى السعودية عبر حافلات من المطارات إلى الدور السكنية المخصصة لهم.
وأطلقت السعودية مبادرة «طريق مكة» بشكل تجريبي موسم حج عام (2017) وكان البداية مع حجاج ماليزيا، لتمتد إلى الإندونيسيين في الموسم التالي (2018)، ليرتفع عدد الدول المستفيدة من المبادرة إلى 5 دول في الموسم الثالث لتشمل حجاج باكستان وماليزيا وإندونيسيا وبنغلاديش وتونس «كأول دولة عربية»، قبل أن تتوقف لموسمين بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19). وعادت المبادرة في موسم حج هذا العام (2022) لتشمل حجاج باكستان وبنغلاديش والمغرب «كثاني دولة عربية» إلى جانب ماليزيا وإندونيسيا، فيما بلغ عدد الحجاج المستفيدين من المبادرة خلال الأعوام السابقة أكثر من 276 ألف حاج.
وتهدف المبادرة التي أطلقتها وزارة الداخلية السعودية ضمن برنامج ضيوف الرحمن «أحد برامج رؤية السعودية 2030» وتنفذ للمرة الرابعة، إلى تقديم خدمات ذات جودة عالية لضيوف الرحمن من خلال إنهاء إجراءاتهم من بلدانهم بسهولة ويسر، بدءاً من إصدار التأشيرة إلكترونياً وأخذ الخصائص الحيوية، ومروراً بإنهاء إجراءات الجوازات في مطار بلد المغادرة بعد التحقق من توافر الاشتراطات الصحية، إضافة إلى ترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن في المملكة.
وهنا يشير الشيخ نور الدين محمد طويل إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس، إلى أن مبادرة «طريق مكة» تأتي لخدمة المسلمين وتسهيل فريضة الحج، لافتاً إلى أن حزمة الخدمات التي وصفها بالحديثة والمتطورة التي تقدمها الحكومة السعودية في كل عام لخدمة الحجاج من خلال تسخير التقنية لخدمة ضيوف الرحمن وتجويد الخدمات ورفع كفاءة الأداء والإتقان في العمل لتقديم خدمات ذات جودة عالية لحجاج بيت الله الحرام، واصفاً المبادرة بالقيمة التي تقدم للحجاج أرقى الخدمات، من خلال إنهاء إجراءات دخولهم للمملكة، واستقبالهم عند وصولهم في الصالة الخاصة بالمبادرة ونقلهم لمقار إقامتهم دون الحاجة للانتظار بالمطار. وأعرب الشيخ نور الدين طويل في حديث لـ«الشرق الأوسط» عن امتنانه للسعودية التي سخرت الإمكانات المادية والبشرية للتيسير على ضيوف الرحمن لتجعل من رحلة الحاج سهلة وميسرة. منوهاً أن المبادرة النوعية والمبدعة في جميع تفاصيلها تعطي انطباعًا واضحًا عن المستوى الذي وصلت إليه المملكة منذ أن بدأت رؤية السعودية 2030 التي طورت منظومةَ الحجِ والعمرةِ بأفكارٍ عظيمة وحديثة.
وأضاف: «قدمت لأداء الحج منذ عدة سنوات وما لمسته من خدمات أمر يفخر به كل مسلم، حيث وجدت الحفاوة الكبيرة من الجميع الذين حرصوا كذلك على تقديم العون لنا لأداء شعيرة الحج بكل يسر وهو أمر يثلج الصدر».
بينما ثمن العديد من الحجاج في الدول المستفيدة من المبادرة سهولة الإجراءات المقدمة لهم لتيسير رحلتهم الإيمانية دون عناء في الوقت أو الجهد، مقدمين شكرهم لقيادة المملكة على ما تقدمه من خدمات جليلة لضيوف بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي والتي تسهل وتيسر أداء مناسك الحج والعمرة بأمن وسلامة وطمأنينة.
وتنفذ المبادرة كلاً من وزارة الداخلية السعودية بالتعاون مع وزارات «الخارجية والصحة والحج والعمرة»، والهيئة العامة للطيران المدني، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، والمديرية العامة للجوازات، وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، وشركة علم.